تاريخ وسائل النقل في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


تاريخ طرق المواصلات في دولة البحرين:

لقد ساعد توفر طرق المواصلات في دولة البحرين على ازدهار الاقتصاد بشكل كبير، كما عمل على تسهيل عملية الاتصال بين الدول الأخرى المجاورة التي كانت ترتبط بدولة البحرين معها بمجموعة من الاتصالات والعلاقات التجارية والفكرية منذ القدم، وقد كان لموقع البحرين الذي يقع على الساحل ولسهولة تضاريسها الأثر الكبير في توفر طرق المواصلات، وقد كانت طرق المواصلات في دولة البحرين تنقسم إلى قسمين وهي: طرق المواصلات البحرية وطرق المواصلات البرية.

 طرق المواصلات البرية في دولة البحرين:

كانت تلك الطرق تربط بين دولة البحرين والأقطار المجاورة لها، فقد كانت تلك الطرق تستخدم للسير البري في مواسم الحج والرحلات، كما استخدمت لسير القوافل التجارية ونقل السلع والبضائع من البلدان المجاورة، وأبرز تلك الطرق بناء على ما تم ذكره من قِبل المصادر التاريخية: طريق البحرين إلى البصرة وطريق البحرين إلى اليمامة إلى الحجاز وطريق البحرين إلى عُمان.

طريق البحرين إلى البصرة:

تعتبر من أبرز الطرق المعروفة لدولة البحرين، بحيث يتميز بنشاطه المستمر، فقد تم ذكرة في الكثير من المصادر التاريخية، فقد ذكر الاصطخرى: أنّ الطريق من البحرين إلى البصرة يقدر بحوالي ثمانية عشر مرحلة، بحيث تسلكه العديد من قبائل العرب، وهم طريق ملوك عامر، ويتحدث أيضاً ابن حوقل ويقول: أنّ الطريق بين البحرين والبصرة له فرعين، الأول منهم يقع على الجادة وهو قصير مدينة التي يبلغ إحدى عشر مرحلة، ولكنه قليل المياه، أما الثاني فهو يسير بجانب الساحل ويبلغ ثمانية عشر مرحلة والمياه فيه متوفرة، فقد تسير به قبائل العرب ويذكر أنه طريق عامر.

وكذلك ذكر ناصر خسرو أنّ المسافة بين الأحساء والبصرة تقدر بنحو مائة وخمسون فرسخاً، ويذكر ياقوت الحموي أنه بین مدينة البحرين والبصرة مسيرة تقدر بخمسة عشر يوماً على الإبل، وفيما يتوضح من كلام ابن حوقل أنّ الطريق بين البحرين والبصرة طريقان الأول منهما يقع على الساحل، بحيث يبلغ طوله ثمانية عشر مرحلة وهو يتميز بأنه طريق آمن، والطريق الثاني قصير المسافة يبلغ طوله 11 مرحلة يسير بها عبر الصحراء، لكنه قليل المياه وغير آمن.

وفي تلك الطرق يفضل أغلب المسافرون الطريق الساحلي؛ وذلك بسبب الأمن والمياه الكثيرة المتوافرة بها، بالإضافة إلى  بعده عن الصحراء وما بها من قلة المياه والأخطار، وبناء على ما تم ذكره في المصادر التاريخية أنّ طول هذا الطريق لا يتعارض في تحديد مسافتها، حيث يذكر الإصطخري وابن حوقل أنّ مسافة هذا الطريق تقدر بنحو ثمانية عشر مرحلة، ويذكر ناصر خسرو أنها تبلغ مائة وخمسون فرسخاً، ويذكر ياقوت الحموي بأنها تقدر بالسير لمدة خمسة عشر يوماً على الإبل.

لذلك كانت مسافة تلك الطريق على اختلافها واحدة وهي مائة وخمسون فرسخاً، بحيث لا توجد هناك اختلافات في أحاديث الرواة على ذلك ولكن كان الاختلاف في الأداة المستخدمة للقياس سواء بالفراسخ أو المرحلة أو الأيام.

وإنّ أبرز ما نشير إليه هنا هو قيام الاصفهاني بوصف الطريق الساحلي الذي يقع بين البحرين والبصرة، بحيث يصفه بكل دقة وشمولية، ويذكر أنه يمر بموقع كاظمة وهي مكان معروف يقع على ساحل دولة الكويت في الوقت الحالي.

ويقول الاصفهاني بعد الخروج من الأحساء تأتي الأجواف وهي قرى ومياه، ثم الستار ثم قاعه بنی سعد وفيها مياه كثيرة، ثم تأتي الى طويلع وفيه قريتان، ثيتل والنباج، ثم إلى الشيطان، ثم إلى الوريعه، وهي جبل معترض، وبعد اجتياز الوريعة يستقبل المسافر، ثم كفة العرفج، ثم وادي السيدان، وإذا اجتازه وصل إلى مياه ثمد الرفاعي ثم إلى المخارم حتى يصل إلى كاظمة.

وبعد وصله الكاظمة يذهب إلى الصليب، ثم ينزل من الصليب في أودية سهلة حتى ينتهي إلى إيرمي الركبان، وهو علم مبنی من حجارة الطريق، فإذا اجتاز المسافر إيرمي الركبان كان يمينه ماء المعرقبه وهي لعيسى بن سلمان، بحيث تواجد عليها قصر مبنی وأثلتان كبيرتان.

 طريق البحرين إلى اليمامة إلى الحجاز:

لقد كان ذلك الطريق من أبرز الطرق التي تمر في دولة البحرين، حيث ذكر ابن رستة أنّ حدود دولة البحرين متصلة بشكل مباشر، فقد كان يلي المغرب ببلاد اليمامة، وإنّ شرق بلاد اليمامة مرتبط بشكل مباشر بحدود البحرين. ويذكر ياقوت الحموي هجر ويقول أنّ المسافة بين الهجر واليمامة تقدر بنحو السير لمدة عشر أيام على الإبل.


شارك المقالة: