تاريخ ولاية فونان الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد منطقة انّها المقاطعات الصينية وتقع على دلتا ميكونكغ في جنوب شرق آسيا، حيث كانت خلال القرن السادس ميلادي عبارة عن جزء من الولايات الصينية والتي تم تشكيل مملكة صينية من خلالها وقبل تشكيل كانت الشعوب الصينية تقيم في مملكة وو ومع بداية القرن الثالث ميلادي انتقلوا إلى أراضي فونان، وحسب ما ذكر علماء التاريخ فأنّ اسم فنان مرتبط باللغة الخميرية والتي تعني الجبل وبعض العلماء قالوا لا معنى لها وإنما هي عبارة عن كلمة صينية عادية.

تاريخ ولاية فونان الصينية

جرت اختلافات بين العلماء حول اسم المملكة، وقام مجموعة من المختصين باللغة والثقافة والاجتماع ودراسة أصل اسك المملكة، فبعضهم قال بأنّ شعب الفونانيين كان أصلهم من إمبراطورية الخمير وبعهم من أراضي أسترونيزيا، وبعضهم قال أنّهم عبارة عن مجتمع متعدد الأعراق واختلفت الآراء بشكل كبير، لكن الدليل الأكبر أنّ أصلها يعود إلى إمبراطورية الخمير، فقد ت العثور على الأدلة والآثار والتي تدل على أصولهم، وأنّ إمبراطورية الخمير خلال فترة قيامها كانت تحت حكم فونان.

حسب ما ذكر علماء التاريخ الصينيين فأنّ حكومة فونان قد تم تأسيسها في القرن الأول قبل الميلاد وقد تمت علية تأسيسها على أراضي دلتا ميكونغ، وقد استمرت العمليات الباحثة والتي أكدت بعضها بأنّ وجودها كان في القرن الرابع قبل الميلاد، قال علماء الصين بأنّ فون كانت عبارة عن حكومة موحدة، بينما بعضهم الأخر نفى ذلك وقال أنّها كانت عبارة عن مجموعة من المدن والتي كانت كل مدينة تقع تحت حكم حكومة منفصلة، فقد تكون منفصلة أو مجتمعة.

كما تمكن العلماء من العثور على مجموعة من البضائع والتي يعود أصلها إلى الصين والهند والرومان، فهذا دليل على أنّ تلك المنطقة كانت منطقة تجارية، كما تم العثور على الآثار في أراي فيتنام وأراضي جنوب كمبوديا والتي يعود أصلها إلى فونان وقد تكون تلك الأراضي ساعدت في تشكيل فونان.

كان للعلماء عدة آراء مختلفة حول أصل كلمة فونان والمعنى من ذلك اللفظ، فقال أحد علماء التاريخ الفرنسيين بأنّ كلمة فونان هي أحد الكلمات الصينية المحلية والتي كان يتم تداولها في إمبراطورية الخمير والتي تعني نام أو ينام، أو أنّها كلة كان يقوم باستخدامها الحاشية لدى إمبراطور الخمير وذلك للدلالة على شيء معين، بينما علماء أوروبا أكدوا بأنّها تعني الجنوب وذلك للدلالة على موقعها في الجنوب من أراضي الصين ولعلها كلمة من أحد المصطلحات الجغرافية الصينية.

تعد الثقافة الفونانية بأنّها عبارة عن مجموعة من الثقافات والمعتقدات المحلية، بالإضافة إلى الأفكار والثقافة الهندية، ويقال بأنّ مملكة فونان قد تأثرت بشكل كبير بالثقافة الهندية، وأنّها كانت تقوم بتعيين الهنود في المناصب الحكومية والعسكرية، وكانت المحاكم في مملكة فونان تستخدم اللغة السنسكريتية، وكان شعب الفونانيون يقومون بدعم الهندوسية ويدافعون عنها، ومع بداية القرن الخامس ميلادي أخذوا بالدفاع عن الديانة البوذية ودعوا إلى اعتماد البوذية في جميع أراضي المملكة.

حسب ما تم العثور عليه في السجلات التاريخية لمملكة فونان، فأنّ الضرائب في المملكة كان يتم دفعها بالذهب والفضة والمجوهرات، كما تشير الدراسات بأنّ شعب مملكة فونان كانوا يملكون العبيد ويقومون بالتجارة بها وتعد تلك التجارة من أهم التجارات لديهم وأنّ عملية معاقبة العبيد كانت تتم في المحاكم وكان يتم معاقبتهم بطريقة بشعة، وحسب ما تم العثور عليه في السجلات التاريخية فأنّ شعب فونان كان يسكن في بيوت تقوم على ركائز ويعد الأرز من أهم المنتجات من أهم المزروعات التي يزرعها شعب الفونانيون.

لعل أهم ما كان يميز مملكة فونان هو وجود الموسيقيين فيها، وتشير الدراسات بأنّ أهم الفنانين في الصين تعود أصولهم إلى فونان، ولعل ذلك دليل على الاهتمام العلمي والثقافي والفني الذي كانت تهتم به مملكة فونان، خلال القرن الخامس والسادس ميلادي قام شخصان بوذيان من مملكة فونان بالذهاب إلى الصين وقاوا بترجمة عدد من الكتب التي احضروها معهم إلى اللغة الصينية.

تعد مملكة فونان من أقوى الدول اقتصادياً في جنوب شرق آسيا، حيث ساعدها ازدهار الزراعة والتجارة البحرية على جعلها قوية اقتصادياً، وتعد هي أول دولة في جنوب شرق آسيا قامت بسك العملة الفضية الخاصة بها، كما كانت تشكل الرابط التجاري بين الصين والهند وكان التجار يمرون من خلالها.


شارك المقالة: