عالم اجتماع أميريكي درس الاقتصاد في موضوعاته، وكان تالكوت بارسونز مهتم في البيولوجيا، من أهم كتاباته (بناء الفعل الاجتماعي) و (النظام الاجتماعي) وله أعمال في علم الاجتماع الطبي.
اهتم بارسونز في دراسة المجتمع ووضع مجموعة من النظريات منها نظرية السلوك، وترجع إلى مبدأ المعرفة الواقعية التحليلية و المبدأ المنهجي التطوعي.
حاول بارسونز في نظريته إيجاد التوازن بين اثنين من التقاليد المتعارف عليها مثل: التقاليد النفعية الوضعية والتقاليد التفسيرية المثالية.
ويرى بارسونز أنَّ العلم الذي يهدف إلى بناء نظرية تحليلية لنظرية وأنماط الفعل الاجتماعي، ومن وجهة نظره أنَّ علم الاجتماع إذن هو الدراسة العلمية للفعل الاجتماعي.
الأنساق الاجتماعية:
من وجهة نظر بارسـونز يرى أنَّ هناك نسـق اجتماعي یقـوم فیـه الأفـراد بأفعـال تجـاه بعضـهم، وهـذه الأفعـال في العـادة تكـون مرتبة؛ لأنَّ الأفراد في هذا النسق یشتركون معاً في المعتقدات والقيم فهي بالعادة تكون مشتركة وهناك أسالیب للسلوك متناسبة معه.
ومن الممكن أن تكون هذه القیم هي نفسها المعاییر، والذیـن یتبعون هـذه المعاییـر یتصــرفون بشـكل متشـابه فـي المواقـف المتشـابهة.
وهذا في العادة يحقق النظام داخل المجتمـع أو من الممكن تسميته بالتوازن الاجتماعي، وفي العادة يكون هذا التوازن في غایة الأهمیة بالنسبة للمجتمـع، ویـــتم المحافظـــة علیـــه من خلال أســـلوبین همـــا: التنشـــئة الاجتماعیـــة، والضـــبط الاجتماعي.
والأسـلوبین يُكمّلان بعضهما البعض ولهما هدف واضح ومحدد وهو جعـل الأشـخاص فـي المجتمـع یتبعون المعـاییر التـي توجـد داخل النسـق الاجتمـاعي.
والإنسـان في العادة غیـر قـادر علـى التغییـر أو التبديل في هـذه الأنسـاق القیمیـة ولكـن يجب علیـه أن یخضـع ويتبع لها ویتكیف معها، وإذا حاول الفرد داخل النسق التغییر في هذه الأنساق فإنَّ المجتمع سیصل إلى حالة مـن اللاتوازن.
وتوجه تالكوت بارسـونز فـي نظریتـه عـن النسـق الاجتمـاعي أنَّ كل مستوى من مستویات الأنسـاق الاجتماعیـة له مشـكلاته التـي تمیـزه عـن غیـره من الأنساق.
فنجد بارسونز من خلال دراسته لآلية عمل النسق الاجتماعي وجد أنَّ كل نسـق يجب أن یجد حلاً لعدد من المشكلات الموجودة في النسق لكي یستمر في البقاء.
وسمّى بارســـونز هـــذه المشـــكلات اســـم الملزمـــات الوظیفیـــة وهي:
1- التكیف: التكیـــف داخل النســـق الاجتماعــــي يقوم على إيجاد التســـهیلات والوسائل الاقتصادیة المهمة لحیاة أعضاء المجتمع، وتوزیعها داخل النسق.
2- تحقیق الهدف: وذلك من خلال تحدید أولویات وأهـداف المجتمـع والاسـتخدام الأفضل لموارد النسـق.
3- التكامـل: وهو التنسـیق بـین أجزاء النسق الاجتماعي والمحافظة على العلاقات الداخلیة بین هذه الأجزاء.
4- المحافظة على بقاء النمط وإدارة التوتر: وهو أن یتأكـــد المجتمع من أن أعضاءه تتوافر فیهم الخصائص والصفات المناسبة لتحقیق الأهداف الضرورية داخل النسق.