اقرأ في هذا المقال
بعد أن انفرد علم الاجتماع وبات علماً منفرداً وتفرعت موضوعاته، واستقر رأي العلماء تبعاً لذلك على أن تقوم ضمن علم الاجتماع مجموعة من العلوم الفرعية، تهتم كل منها بدراسة جانب واحد من جوانب الحياة الاجتماعية، وقد استقلت هذه العلوم بدورها عن علم الاجتماع، وإن ظلت باقية في دائرة الدراسات الاجتماعية، فأصبح هناك علم الاجتماع العام، مع عدد من العلوم الاجتماعية التي تعتبر من جهة أخرى فروعاً تابعة له.
تصنيفات علم الاجتماع عند ابن خلدون:
يعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، حيث قسم موضوعات العلم العمران البشري إلى أقسام يضم كل منها ظائفة من الظواهر الاجتماعية المتجانسة، وكان تقسيم ابن خلدون كما يلي:
1- علم العمران البشري على الجملة.
2- العمران البدوي والأمم الوحشية والقبائل.
3- الدولة العامة، والملك والمراتب السلطانية.
4- البلدان والأمصار، وقد تعرض في هذا الباب إلى نشأة المدن، ومواطن التجمع الإنساني، وما تمتاز به المدن عن غيرها من مختلف الوجوه العمرانية والاقتصادية واللغوية.
5- في وجوه الكسب والضائع وما يعرض في ذلك كله.
6- في العلوم والصناعات، والتعليم وطرقه وسائر وجوهه، وما يعرض في ذلك من الأحوال.
تصنيفات كونت عند علم الاجتماع:
قسم كونت موضوعات الاجتماع إلى قسمين هما الأستاتيك الاجتماعي، والديناميك الاجتماعي.
تصنيفات علم الاجتماع عند دور كايم:
1- المورفولوجيا الاجتماعية: وتحتوي على دراسة جغرافية البيئة وعلاقة ذلك بالتنظيم الاجتماعي، وكذلك دراسة السكان من حيث كثافتهم وتوزيعهم.
2- علم الوظائف الاجتماعي: ويتضمن الاجتماع الديني والقضائي والاقتصادي واللغوي والجمالي.
3- علم الاجتماع العام: وهو فلسفة العلم ووظيفته الحصول على النتائج والقوانين العامة التي تصل إليها العلوم الجزئية، ومحاولة التنسيق بينها، كما يهتم بدراسة ماهية العلم وصلته بالعلوم الأخرى، ومناهج البحث وطبيعة المجتمعات.
وقد رأى دور كايم أن دراسة علم الاجتماع لظواهر الاجتماعية أدى إلى انقسام علم الاجتماع إلى فروع بعدد الظواهر الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى ظهور علوم الاجتماع الخاصة كعلم الاجتماع السياسي، والتربوي والديني والقضائي والحربي، وتصبح مهمة علم الاجتماع العام حينئذ ربط النتائج العامة التي تصل إليها هذه الفروع، والوصول إلى القوانين التي تفسر الحياة الاجتماعية بصفة عامة.
بعد اكتشاف الثورة الصناعية وتكوين المدن الكبيرة، وازدهار وسائل النقل والاتصالات في العصر الحديث، والتقدم العلمي والتكنولوجي كل هذا كانت له تأثيراته في ظهور ميادين جديدة للدراسات الاجتماعية لم تكن مطروقة من قبل، وبالتالي أملت على علماء الاجتماع أضافة أقسام جديدة، وأصبحت أهم الفروع التي انبثقت من علم الاجتماع العام، وأصبحت علوماً تعد في نطاق الدراسات الاجتماعية.