تصنيف التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


إن علماء علم الاجتماع قاموا بتصنيف مفهوم التغير الاجتماعي إلى عدة مفاهيم وجميع هذه المفاهيم مرتبطة ومتعلقة ومشتقة من التغير الاجتماعي، ومن خلال هذا التصنيف يمكن فهم مفهوم التغير الاجتماعي بشكل أدق لأن هذه المصطلحات تتشابه مع مفهوم التغير الاجتماعي.

التقدم الاجتماعي:

يرتبط مفهوم التقدم الاجتماعي بمفهوم التغير الاجتماعي ويعد مرادف له، وهذا المفهوم يشير إلى الصيرورة التي ترتبط بالاتجاه الاجتماعي، وقد بين ذلك في كتابات العلماء ومنهم أوجست كونت و كوندرسه وتيرجو.
التقدم الاجتماعي: هو السير تجاه الأهداف الموضوعة التي تحقق منفعة اجتماعية، وهو يتجه أو يتحرك ضد الركود أو الاستقرار في عملية التعامل مع المجتمع وذلك من خلال العلوم الطبيعية، والتي تعد في حركتها المستمرة التي تعود بالنفع على المجتمع.
يتمتع التقدم الاجتماعي بمجموعة من الخصائص التي قام بتقديمها عالم الاجتماع روبرت نسبت ومنها ما يلي:

1- يسير التقدم الاجتماعي في خطة زمنية غير قابلة للرجوع لأن التقدم الاجتماعي يتجه من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل بشكل مستقيم، كما أن عملية التقدم الاجتماعي عملية مستمرة.
2- في التقدم االجتماعي يجب أن تكون فيها فكرة ولها اتجاه محدد ولا يجب أن يتكرر أو إعادة نفس الفكرة.
3- في التقدم الاجتماعي توجد فكرة الصيرورة والتراكمية التي تقوم بالتقدم على شكل خطوات بشكل تدريجي وتعد خطوات متسلسلة أو من خلال أسلوب ثوري يقفز قفزة نوعية.
4- يحتوي التقدم الاجتماعي على فكرة التحسين الذي يسبق التقدم ويجب أن يحصل في كل مرحلة من المراحل التقدم الاجتماعي ويجب أن تكون كل مرحلة أفضل من المرحلة السابقة لها حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة التي تتمتع بقدر عالي من الرفاهية الاجتماعية والحرية في الرأي والعدالة والمساواة الاجتماعية.

التطور الاجتماعي:

التطور الاجتماعي: وهي عملية النمو بشكل بطيء ومتدرج وبالتالي هذا النمو يعمل على وجود مجموعة من التحولات و المنتظمة و المتتالية والمتلاحقة، وهذه العملية تمر بمجموعة من المراحل المتتالية والمترابطة وكل مرحلة مرتبطة بالمرحلة السابقة.
والتطور الاجتماعي من ناحية اجتماعية: هو العملية التي يتم من خلالها تحقيق المجتمعات لعملية النمو المستمر وذلك من خلال مراحل متتالية ومترابطة.
العالم تايلور يرى أن التشابه والتماثل الذي ينتشر ويسود في الجهة الأكبر من الحضارة الإنسانية من الممكن أن يرجع إلى تأثير متشابه مع الأسباب المتشابهه، أن الدرجات المختلفة التماثل الاجتماعي من الممكن أن تعتبر مراحل النمو أو التطور الاجتماعي وبالتالي تمثل ناتج مجموعة من محصلة التراث السابقة وهي بوقت أداء دورها المناسب من أجل تكوين أحداث مستقبلية.
يرى العالم ويليام أوجبيرن أن المحاولات التي تم بذلها من أجل الوصول إلى القوانين المتوارثة والتنوع وعملية الانتخاب في عملية تطور النظم الاجتماعية، ولم يقم ويليام بتفسير إلا من خلال القليل من النتائج الحيوية والمهمة وبالتالي يمكن حصر مفهوم التطور الاجتماعي في شكل التحول والتبدل المنظم من أشكال البناء الاجتماعي البسيط إلى الشكل الأكثر تعقيد.

التنمية الاجتماعية:

هي عملية الجهد الذي تم بذله من خلال حدوث سلسلة من التغيرات الاجتماعية والوظيفية والهيكلية التي تلزم من أجل نمو المجتمع، من خلال العمل على زيادة قوة أفراد المجتمع وذلك عن طريق استغلال الطاقة المتوفرة إلى أقصى حد من أجل تحقيق أكبر قدر من الحرية والرفاهية الاجتماعية لأفراد المجتمع.
التنمية الاجتماعية: هي عملية التحرك العلمي الذي يتم التخطيط له من خلال عمليات اجتماعية واقتصادية باستخدام أيديولوجية محددة وذلك من أجل الانتقال بالمجتمع من الحالة غير المرغوب بها إلى الحالة المرغوب بها والوصول إلى مجتمع متقدم ومتطور.
من أجل فهم عملية التنمية الاجتماعية يجب توضيح الفرق بين التنمية الاجتماعية والنمو الاجتماعي، النمو هو عملية النضج بشكل تدريجي ومستمر للأفراد والعمل على زيادة الحجم بشكل كامل أو بشكل جزئي في مجموعة من المراحل المتتالية على شكل سلسلة ويشمل النمو على تغير كامل كمي ونوعي وينطبق النمو الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات.
والنمو الاجتماعي: هو عملية التغير الذي يطرأ على البناء الاجتماعي وذلك من خلال التطور الطبيعي والتحول بشكل تدريجي.
يختلف النمو الاجتماعي عن التنمية الاجتماعية باعتبار النمو يحدث بشكل تلقائي غير مخطط له، في حين أن التنمية الاجتماعية تتبع لإرادة الإنسان والجهد البشري، وأن النمو هو عملية تحدث فيها الزيادة بشكل ثابت ومستمر ودائم التي تحدث في جانب من جوانب الحياة الاجتماعية، والتنمية الاجتماعية هي عملية تحقيق زيادة بشكل سريع وتراكمي دائم خلال مدة معينة من الزمن وتحدث التنمة بتخطيط من الإنسان.


شارك المقالة: