علاقة الكثافة السكانية بالخصوبة:
إن تباين الكثافة السكانية لها تأثير في مستويات الخصوبة في قارة آسيا حيث أنه إذا كانتا كثافة السكان عالية فهي من المحتمل أن تكون مسؤولة بشكل جزئي عن انخفاض مستوى الخصوبة في اليابان؛ لأن الكثافة السكانية تكون على الأغلب مرتبطة بضغط سكاني فائق على الموارد، حيث أن الدول النامية لا ترتبط كثافتها السكانية العالية في انخفاض الخصوبة، ويعد زواج الإناث في أعمار مبكرة عامل مؤثر على زيادة الخصوبة سواء في القارة الأسيوية أو القارة الإفريقية.
تطور الخصوبة السكانية في الدول الأسيوية:
من الممكن ملاحظة مستوى الخصوبة في كل من الدول الأسيوية كاليابان شرقاً وفلسطين المحتلة غرباً وقبرص حيث كانت في العقود الماضية أعلى نسبة مما هي عليه الآن، حيث كان معدل المواليد الخام في قبرص حوالي ثمانية وثلاثين في الألف قبل الحرب العالمية الأولى، وانخفض بعد ذلك بشكل تدريجي حتى الخمسينيات حيث أن هذه الفترة تميزت في ما يلي:
- ازدياد المستوى الاقتصادي.
- ازدياد المستوى الاجتماعي.
- ارتفاع مستوى المعيشة.
- النمو الحضري.
- ارتفاع المستوى التعليمي.
وعلى العموم أن مستوى الخصوبة في قبرص يشبه مثيلة في جنوب أوروبا حيث أن قبرص تبدو أوروبية أكثر من أنها أسيوية وهذا بسبب خصائصها الديموغرافية، حيث أنها تسود المؤثرات اليونانية بدرجة كبيرة بالرغم من وجود أقلية تركية فيها.
أما بالنسبة لفلسطين المحتلة فإن اليهود يتميزون بانخفاض خصوبتهم بالنسبة للعرب فيها حيث أن معدل المواليد لديهم انخفض منذ العشرينيات، كان سبب النقص في الخصوبة راجعاً إلى التغيير في التركيب العمري النوعي للسكان الناجم بدوره عن هجرة السكان الوافدة التي تدفقت على فلسطين، وأما بالنسبة لسكان فلسطين الأصليين كانت خصوبتهم مرتفعة وتشبه مثيلتها في الأقطار العربية المجاورة.
أما بالنسبة لليابان فهي مثال فريد في انخفاض الخصوبة إلى مستوياتها الحالية في فترة زمنية قصيرة أثناء التطور الديموغرافي وخاصة أنها تعد دولة أسيوية، وهي حضارة شرقية إلا أن الخصوبة في اليابان في العشرينيات كانت مرتفعة ثم أنها واجهت انخفاض في مستوى الخصوبة في الثلاثينيات، ولقد عادت الخصوبة إلى ارتفاع في الخصوبة خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية حيث أنها تعرضت لهبوط حاد في مستوى الخصوبة في سنة 1950.
كما أن اليابان بعد الحرب العالمية الثانية شهدت مجموعة من العوامل وهي:
- تطور اقتصادي واجتماعي كبير، حيث أنه ساهم في تحفيز الأسرة أن تكون صغيرة الحجم، كما ساهم التطور أيضاً في ارتفاع نسبة التعليم وزيادة سكان الحضر.
- انتشار المعرفة واستخدام الوسائل المختلفة.
- زيادة قطاع العمالة غير الزراعية.
- ارتفاع نصيب الفرد من الدخل القومي.