تعريف الأيديولوجيا في علم الاجتماع

تعريف الأيديولوجيا في علم الاجتماع:

تقدمت وتعددت الدراسات المتعلقة بقضية الأيديولوجيا بشكل واضح بعد ظهور النظرية الماركسية، وإذا ما حاولنا التعرف على مفهوم ماركس عن الأيديولوجيا، فإننا نجده يوسع من هذا المفهوم إلى الدرجة التي يمكن معها أن يستغرق مفهوم الثقافة ذاته، وللإشارة على هذا نجد أنه في كتابه المعني بالأيديولوجية الألمانية، يستخدم كلمة أيديولوجيا ليشير بها إلى القانون والسياسة والأفكار ووعي الناس بالأشياء وبمجتمعهم، واللغة التي تخلل كافة جوانب الإنتاج الروحي والعقلي والفكري والسلوكي.

ويستخدم ماركس نفس المفهوم عن الأيديولوجيا في مقدمة كتابه عن الإسهام في نقد الاقتصاد السياسي، حيث يذهب إلى أن الأيديولوجيا تتضمن الأشكال القانونية والسياسية والدينية والفنية والفلسفية داخل المجتمع، ويتضح من سياق حديث ماركس في الكتاب المذكور إنه يوسع من مفهومه عن الأيديولوجيا ليستغرق العلم ومختلف جوانب الثقافة داخل المجتمع.

ويذهب جورج جير فتش، إلى أن مفهوم الأيديولوجيا عند ماركس يستغرق كافة منتجات الحضارة، ويؤكد برنبوم أن تصور ماركس عن الأيديولوجيا يرتبط بثلاثة مفاهيم أساسية وهي:

الاغتراب:

وهي العملية التي يتجاوز خلالها ناتج الجهد الإنساني قدرة الصناع على التحكم فيه، فعلى الرغم من أن العمال هم الذين يقومون بصنع السلع، إلا أنهم يشعرون بالاغتراب عنها، نتيجة للانفصال بين الملكية والعمل.

التجسيم:

هي العملية التي يقوم من خلالها الناس بإضفاء الوجود المستقل على أشياء بعيداً عن صناعتها، ومثال ذلك الصنم الذي يصنعه الإنسان من الحجر، ثم يعتقد أنه يحميه من الأخطار وأنه يملك له نفعاً أو ضراً.

الغموض:

ويَقصد به برنبوم إضفاء خاصية الوجود المنفرد على التصورات أو النتاج العقلي الخالص.

تحكم الماركسية في الإنتاج الأيديولوجي:

وطبقاً للنظرية الماركسية نجد أن الطبقة المهيمنة على طريقة الإنتاج داخل المجتمع الطبقي، هي التي تتحكم في وسائل الإنتاج الأيديولوجي في نفس الوقت، ويؤكد ماركس في دراسته عن الأيديولوجيا الألمانية أن أفكار الطبقة المسيطرة في كل عصر، هي التي تسود أو تصبح النموذج المعروف داخل المجتمع وهذا يعني أن الطبقة التي تتحكم في القوى المادية، تتحكم في نفس الوقت في القوى العقلية وهكذا تكون الأيديولوجيا داخل المجتمع الطبقي، هي سلسلة الأفكار والتصورات الواعية التي تكونها الطبقة الحاكمة عن الواقع، والتي تتفق مع موقعها أو وضعها داخل المجتمع كما تتفق مع مصالحها.