تعريف ونطاق الأنثروبولوجيا البيئية

اقرأ في هذا المقال


تعريف الأنثروبولوجيا البيئية:

الأنثروبولوجيا البيئية هي نتاج أحدث من علم البيئة، والتي يمكن وصفها بأنها دراسة العلاقة المتبادلة بين الجماعات البشرية والثقافات والمجتمعات والأنظمة البيئية التي توجد فيها مضمنة في جميع الأوقات وجميع الأماكن عبر كوكب الأرض، فالعلماء لديهم الأنثروبولوجيا البيئية التي أصبحت أكثر بروزًا في عام 1980 وتركز عادة على تحليل وتطبيق الأنثروبولوجيا المعرفية بالقضايا البيئية المعاصرة، والأنثروبولوجيا البيئية إذ يمكن اعتبار الأنثروبولوجيا أكثر إنتاجية على أنها تخصص واحد مترابط، مع الأنثروبولوجيا البيئية التي تركز أكثر على البحث الأكاديمي الأساسي والأنثروبولوجيا البيئية تركز أكثر على البيئة المعاصرة والقضايا والحصول على المزيد من التطبيقية، والممارسة النقدية، أو المناصرة.

ووفقًا لبيتر بروسيوس عام 1999، توفر الأنثروبولوجيا البيئية نطاقًا واسعًا للإطار التأديبي الذي يصف الأنثروبولوجيا البيئية بأنها التحقيق في الخطاب، السلطة، المعرفة، المقاومة، التنمية، دراسات الثقافة، والإيكولوجيا السياسية من خلال العمل في التخصصات المتعدد، وهو يحدد ثلاثة اتجاهات رئيسية حالية: نقد الصور الأساسية، والتركيز على الطعن والنظر في أصحاب المصلحة، والاهتمام بالعولمة.

تدرس أنثروبولوجيا البيئة طريقة المجتمعات والفئات الاجتماعية لتحديد وحل المشكلات البيئية من خلال دراسة التنوع الثقافي والتصورات والقيم والسلوكيات، فالأنثروبولوجيا البيئية تساهم في صياغة السياسات والتخطيط من خلال تحسين وتسهيل الاتصال بين مجموعات أصحاب المصلحة المتنوعة، والأنثروبولوجيا البيئية تساعد سد الفجوات بين العلماء ومديري الموارد ومستخدمي الموارد والجمهور.

يصف كونراد فيليب كوتاك الأنثروبولوجيا البيئية هو نهج جديد يربط عالمي إلى النظم المحلية، ويمزج بين البحث النظري والتطبيقي، ويركز على الجوانب السياسية، ويعترف بالثقافة كوسيط في العمليات البيئية بدلاً من أن تكون مجرد أداة تكيفية، وفي الأنثروبولوجيا البيئية، كل شيء على نطاق أوسع، حيث لم يعد التركيز بشكل أساسي على النظام البيئي المحلي، بل أصبح الغرباء الذين يتعدون على النظم البيئية المحلية والإقليمية لاعبين رئيسيين في التحليل، كالاتصال بوكلاء ووكالات خارجية، على سبيل المثال ، المهاجرين واللاجئين والمحاربين والسياح والمطورين، أصبحت شائعة.

ويهتم باقتراح وتقييم السياسة، فالأنثروبولوجيا البيئية تحاول ليس فقط الفهم ولكن أيضًا لابتكار الحلول المناسبة لمشاكل وقضايا مثل التدهور البيئي، والعنصرية البيئية، ودور وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وأنواع مختلفة من المخاطر في إثارة الوعي البيئي والعمل والاستدامة، إذ يركز علماء الأنثروبولوجيا البيئية على وحدات التحليل الجديدة الوطنية والعالمية، بالإضافة إلى المستوى المحلي والإقليمي، حيث تختلف هذه المستويات في ترابطها في الزمان والمكان، والدخول في حوار مع مدارس الموارد الطبيعية والبيئة، حيث يضيف منظور الأنثروبولوجيا المقارن دوليًا البعد لفهم قضايا مثل العدالة البيئية و إدارة النظم البيئية، والتي كان متخصصو الموارد الطبيعية يدرسونها لعقود.

نطاق الأنثروبولوجيا البيئية:

نطاق الأنثروبولوجيا البيئية يساهم بشكل متزايد في أبحاث أوسع الصلة بالمجتمعات المحلية والوطنية والدولية والعالمية وفي التأقلم بالموارد الطبيعية والمخاطر والمشاكل والقضايا البيئية الأخرى. بطرق مختلفة، حيث تناول علماء الأنثروبولوجيا القضايا البيئية المحورية بما في ذلك الانفجار السكاني، واستنزاف الموارد الطبيعية مثل تآكل التربة، والتنمية الاقتصادية غير المستدامة ومستويات الاستهلاك، وتدمير الموائل مثل إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي وسوء الإدارة البيئية والتلوث، والمخاطر والمشاكل البيئية ومناطق الصراع وتغير المناخ والعدالة البيئية، كما طورت الأنثروبولوجيا البيئية الأساس والنضج والزخم والإنجازات لمواصلة المساهمة في فهم النهوض بالإيكولوجيا البشرية والتكيف من محليًا على المستويات العالمية طالما أن للبشرية مستقبل.

أدى الاهتمام المتزايد بالبيئة في السنوات الأخيرة إلى تشكيل دور في الأنثروبولوجيا لتحليل هذه الجهود، إذ يعتقد بروسيوس عام 1999 أن الهدف ليس مجرد فهم تأثير الإنسان على البيئة، ولكن أيضًا للتحقيق في الكيفية التي يتم فيها إنشاء البيئة وتمثيلها والتنازع عليها، مع الاعتراف بالقوة للخطاب في خلق الواقع، ولا سيما في إدامة هياكل هيمنة، ويناقش النمو الأخير للمنظمات البيئية غير الحكومية الوطنية الوكالات والمؤسسات عبر الوطنية المعنية بالبيئة باعتبارها الاتجاهات النظرية الناتجة في الأنثروبولوجيا التي تنتقد البيئة كحركات وخطابات وتمثيلات السكان الأصليين، ويصف أيضا السياسة البيئية، والحفظ القائم على المجتمع، والعنصرية البيئية وغيرها من الموضوعات الحالية ذات الاهتمام في الأنثروبولوجيا البيئية.

كما تمت الإشارة عام 1996 عن كيف تعزز الأنثروبولوجيا البيئية الفهم ليس فقط الموارد الطبيعية والاحتياجات البشرية واستخدامات تلك الموارد، ولكن أيضًا من الترتيبات المكانية التي يتم من خلالها تخصيص الموارد وإدارتها، والمقارنة بين الثقافات بناءً على أدلة من دراسات طويلة الأجل لمثل هذه الترتيبات المتكيفة محليًا وقد تعزز فهمًا عالميًا أفضل للظروف التي تظل إدارة الموارد في ظلها مستدامة أو نتائج أخرى في التدهور، وهناك فرق بحثية متعددة التخصصات تضم تقنيات عالية الموارد مثل نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية لتصوير البيانات.

تاريخ الأنثروبولوجيا في استكشاف تفاعل جوانب البيئة البشرية:

الأنثروبولوجيا لها تاريخ طويل في استكشاف العديد من تفاعل جوانب البيئة البشرية، فمنذ بدايات النظام في القرن التاسع عشر وبداية القرن القرن العشرين، اهتم العلماء بالطرق التي تتبعها المجتمعات في تفاعلهم مع بيئتهم وكيف يستخدمون الموارد الطبيعية، كما هو الحال مع الطرق وما هي العمليات الطبيعية التي يتم تصورها وتصنيفها، فمنذ خمسينيات القرن الماضي طورت الأنثروبولوجيا في الستينيات مناهج للتفاعلات بين الإنسان والبيئة في الأنثروبولوجيا البيئية، بحيث أن الأنثروبولوجيا البيئية هي دراسة كيفية تفاعل الناس مع بيئاتهم الاجتماعية والبيوفيزيائية.

تم تسمية الأنثروبولوجيا البيئية على هذا النحو خلال الستينيات، ولكن لديها الكثير من أسلافهم، بما في ذلك داريل فورد، وألفريد كروبر، وجوليان ستيوارد على وجه الخصوص، حيث يمكن تحديد جامعة كولومبيا على أنها مهد الأنثروبولوجيا البيئية،  إذ انتقلت الدراسات المبكرة للبشر وبيئتهم من الحتمية البيئية لعلماء الأنثروبوجرافيا، إلى احتمال البيئة من علماء الإثنوغرافيا، والبيئة الثقافية لجوليان ستيوارد، حيث أثرت البيئة الثقافية التي وضعها ستيوارد على أنثروبولوجيا البيئة لروي رابابورت وأندرو بي فايدا، لكن الوحدة التحليلية تغيرت من الثقافة إلى السكان الإيكولوجيين، والذي كان يُنظر إليه على أنه استخدام الثقافة كوسيلة أساسية للتكيف مع البيئات.

اشتهرت الأنثروبولوجيا البيئية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي من خلال الوظيفية ونظرية النظم والدراسات في الأنثروبولوجيا البيئية حيث أشارت إلى أن السكان الأصليين قاموا بعمل معقول في إدارة مواردهم والحفاظ على النظم البيئية الخاصة بهم معتمدين على معيار الثقافة النسبية، والتي تهدف عمومًا إلى أن تكون محايدة من حيث القيمة، إذ فحص علماء الأنثروبولوجيا دور الممارسات والمعتقدات الثقافية في تمكين البشر من التحسين تكيفهم مع بيئاتهم وفي الحفاظ على النظم البيئية والإقليمية والمحلية.

على النقيض من ذلك، تمزج الأنثروبولوجيا البيئية أو البيئية الجديدة بين النظرية والتحليل مع الوعي السياسي والاهتمامات السياسية، تبعاً لذلك، ظهرت حقول فرعية جديدة، مثل الأنثروبولوجيا البيئية التطبيقية وعلم البيئة السياسة.


شارك المقالة: