اقرأ في هذا المقال
يتمحور هذا المقال حول موضوع مهم جداً ألا وهو تكامل الحلول المتعلقه بالمشاكل الاجتماعية، وقد نال هذا الموضوع اهتمام كبير من قبل العلماء والباحثين الاجتماعيين وممارسي دراسة المشاكل الاجتماعية، وكان اهتمامهم بالدرجة الأولى بالمشاكل الاجتماعية ذات الصلة بالاندماج الاجتماعي.
تكامل الحلول المتعلقه ببعض المشاكل الاجتماعية
تكامل الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية لها علاقة بالتكامل الاجتماعي والاهتمام المهني للعاملين الاجتماعيين والذي يركز على الدعم الشخصي، ولا يتطابق بالضرورة مع السياسة الاجتماعية، وعند التعامل مع البطالة أو الفقر أو الإدمان أو التشرد ليس الأشخاص المعنيين هم من يهتمون بالدرجة الأولى، ولكن المشكلة الاجتماعية ذات الصلة التي يمكن أن تخلقها هذه العوامل من أجل الاندماج الاجتماعي.
وهذا يحتاج إلى تنظيم وكبح أو احتواء، وهذا الاهتمام بالسيطرة هو جزء من البرنامج السياسي لحل المشاكل الاجتماعية، ويجب أن يكون الأخصائيون الاجتماعيون على دراية بهذا التناقض والتفكير فيه في الصراع بين مصالح العمل الاجتماعي ومصالح السياسة الاجتماعية في الاستقرار الاجتماعي.
وتتشكل المشاكل الاجتماعية في خطاب دولة الرفاهية بمعنى آخر إنها بنايات اجتماعية وعادة ما تتعلق بالصراعات الاجتماعية وصعوبات الحياة التي تنطلق باستمرار داخل المجتمع ويسجلها الجمهور بسبب تواترها والمثابرة التي تظهر بها، وقبل كل شيء إذن يجب أن يكون هناك اتفاق داخل السياسة الاجتماعية على أن دولة الرفاهية يجب أن تتدخل.
وإن أحد العوامل الأساسية في تكامل الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية وتحديد المشاكل الاجتماعية والتعرف عليها هو الفكرة المشتركة بشكل جماعي بأن مظهرها يشكل خطرًا محتملاً على التماسك الاجتماعي، خاصةً إذا كانت ناجمة عن عدم المساواة الاجتماعية، وهناك مسألة مهمة أخرى وهي التي تعترف بالسياسة الاجتماعية بالتعريفات والحلول الخاصة بها، وبالتالي يمكن أن تتغير المشاكل الاجتماعية اعتمادًا على الوضع الحالي للخطاب وكيفية تنفيذ الخطط الاقتصادية والسياسية.
تكامل وشمول الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية
في أي خطاب حول تكامل وشمول الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية غالبًا ما يتم تطبيق مصطلح الإدماج على نطاق واسع في المجتمع، بحيث يبدو إنه يقصد منه تقريبًا استبدال المصطلح المعتاد التكامل الاجتماعي كما قدمته العلوم الاجتماعية، ونظرًا لأن علماء الاجتماع يستخدمون مصطلح التكامل الاجتماعي هنا، ويجب مقارنة المصطلحين لإظهار أن مصطلح التضمين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل محل مصطلح التكامل نظرًا لأن استخدامه مرتبط بشدة بالسياق.
ويشير مصطلح التضمين في المقام الأول إلى منظمة بينما يشير مصطلح التكامل إلى مسألة ما يربط المجتمع معًا بالإضافة إلى الموقف الذي يشغله الشخص داخل المجتمع وكيف يمكن لهذا الشخص المشاركة، والجميع موجود في ذلك المجتمع، وفي الوقت نفسه يرتبط الشمول الاجتماعي صراحةً بالمنظمات إي إنه يعني الفرصة التحررية للأشخاص المحرومين اجتماعياً ليتم دمجهم على قدم المساواة في المنظمات التي استبعدتهم في السابق، بمعنى آخر إنه مصطلح من مفردات الإصلاح التنظيمي، مرتبط بالمنظمات التي تصبح متقبلة اجتماعياً.
والمثال الكلاسيكي والسياق الذي ظهر فيه مصطلح شمول الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية هو إدراج الأطفال والشباب المعوقين في رياض الأطفال والمدارس، بدلاً من مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة القياسية. نظرًا لأن معنى الشمول يبدو إنه يغطي كل شيء في هذا السياق حيث يبدو أن العيب مرتبط بالجسد وليس بالمجتمع، ويبدو غالبًا كما لو أن مصطلح تكامل وشمول الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية لم يعد مطلوبًا.
وقد قام علماء الاجتماع بإضفاء الطابع الرسمي على السياق المتناقض الذي تتشكل فيه المشكلات الاجتماعية على أنها صراع بين الدعم الاجتماعي القائم على الفرد والتكامل الاجتماعي، ووفقًا لوجهة النظر هذه فإن التكامل مصطلح بنيوي لا يتعلق بمن يحصلون على الدعم ولكن يتعلق بالاستقرار الاجتماعي وعدم الاستقرار في المجتمع، ويعتزم إلقاء الضوء على البنية الأساسية لفرضية التكامل على أساس مناطق مشاكل الفقر والهجرة.
ووفقًا لهذه الفرضية يكون تكامل وشمول الحلول المتعلقه بالمشكلات الاجتماعية في خطر، على سبيل المثال يؤدي اكتساب الثروة على حساب الفقراء إلى تقويض الهيكل الحالي الذي يكسب الناس بموجبه لقمة العيش دون تطوير هيكل آخر، وأشار عالم الاجتماع جورج سيميل في عمله حول الفقراء منذ عام 1908 إلى أن الدعم الاجتماعي للفقراء لا يتم تقديمه من منطلق الاهتمام أو الاهتمام بالفقراء أنفسهم كأشخاص ولكن في الواقع من منظور منهجي للفقراء الاجتماعيين.