ما هي تمردات أباظة ومتى وقعت؟

اقرأ في هذا المقال


متى وقع تمرد أباظة؟


تمرد الأباظة هو الاسم الذي أطلق على الانتفاضات التي حدثت في القرن السابع عشر في الإمبراطوريّة العثمانيّة في عهدي السلطان مصطفى الأول (1622-1623) والسلطان مراد الرابع (1623-1640)، يشير اسم التمرد إلى أباظة محمد (أو أباظة باختصار)، وهو باشا عثماني من أصل أبخازي.

ما هو سبب تمرد أباظة؟


في بعض الأحيان، يعتبر هذا الحدث جزءًا من ثورات الجلالي، ولكن على عكس ثورات الجلالي الأُخرى، كان السبب الرئيسي لتمرد الأباظة هو الاستياء من فيلق الإنكشاريّة، لم يستطع السلطان العثمانيعثمان الثاني (1618-1622)، الذي فرض حصارًا على خوتين (في أوكرانيا الحديثة، التي كانت آنذاك جزءًا من الكومنولث البولندي الليتواني)، الاستيلاء على المدينة.


ألقى باللوم على الإنكشاريّة الجامحة في الفشل، الإنكشاريّون، الذين كانوا ذات يوم قوات النخبة في الإمبراطوريّة العثمانيّة، قد تمّ إفسادهم خلال فترة ركود الإمبراطوريّة، خطط عثمان لإنشاء جيش جديد على أساس تركمان الأناضول.


كشف السلطان عثمان الثاني عن نيته، لكن الشاب كان نشيطًا وعديم الخبرة، تسبب هذا في ثورة الإنكشاريّة في العاصمة القسطنطينيّة، سُجن عثمان واغتيل لاحقًا على يد الإنكشاريين في (20) مايو (1622)، تسبب هذا الاغتيال في صدمة كبيرة في الأراضي العثمانيّة.

من هو أباظة؟


كان أباظة محمد حاكم أرضروم، وفقًا للمؤرخ جوزيف فون هامر بورغستال، فقد كان مستشارًا لعثمان الثاني في جهوده لإلغاء الإنكشاريّة، بعد وقت قصير من سماعه نبأ الإغتيال، بدأ في طرد وحتى قتل الإنكشاريين المناوبين في مقاطعته.


على الرغم من إقالته رسميًا من قبل الباب العالي (الحكومة) في (17) نوفمبر (1622)، إلا أنّه استمر في البقاء في أرضروم وادّعى أنّه كان مواليًا للباب العالي لكنه كان يحاول مُعاقبة المسؤولين عن الاغتيال، الشعب التركماني في وسط الأناضول، الذين كانوا يتهمون الإنكشاريّة أيضًا، قبلوا قضيته بسهولة وسرعان ما بدأ بالسيطرة على معظم شرق ووسط الأناضول.


في عام (1624)، قرر الباب العالي أخيرًا مُحاربة قوات الأباظة، قائد الجيش (بالتركية: سردار) هو حافظ أحمد باشا، وقع الاشتباك في السهول بالقرب من قيصري في (16) أغسطس (1624)، خلال المعركة، غيرت بعض القوات في جيش أباظة مواقفها وهزمت قوات أباظة، هرب أباظة إلى أرضروم، وخلال المحادثات التي تلت ذلك تمكن من إقناع الباب العالي بنواياه الحسنة، وهكذا استمر في منصب المحافظ.


خلال الحرب العثمانية الصفوية (1623-1639)، كان الجيش الصفوي (الفارسي) يُهدد المدينة العثمانية أهيسكا (أخالتسيخي الحديثة في جورجيا) في أغسطس (1627)، أمر أباظة بدعم الجيش العثماني، على الرغم من أنّ أباظة طلب قيادة الجيش، إلا أنّه تمّ رفض طلبه.


بدأ بنقل قواته إلى ساحة المعركة، ومع ذلك، بدلاً من دعم الجيش، انتظر اللحظة المناسبة لمداهمة الجيش العثماني، كانت الغارة ناجحة، بالإضافة إلى الإنكشاريّة، قُتل العديد من الباشوات العثمانيّين، على هذه الهزيمة المخزية، أقيل الوزير الأعظم خليل باشا.


أصبح الوزير الأعظم الجديد غازي خسرو باشا، في سبتمبر (1628)، فرض خسرو باشا حصارًا على أرضروم، كان لديه مدافع تحت تصرفه في (18) سبتمبر (1628)، قرر أباظة الاستسلام، قبل خسرو باشا شروطه، وهكذا، لم يعاقب، لكن تمّ تكليفه بالحكم في إحدى المقاطعات الأوروبيّة للإمبراطوريّة، حيث لم يكن لديه دعم محلي.


شارك المقالة: