في كثير من الأوقات كانت المسيرة الديمقراطيّة قد توقفت وذلك في العصر الجمهوري، أما السبب لهذا الأمر فهو الانقلابات، وفي الواقع، قد كانت عادة التمرد عادة قديمة لدى الأتراك؛ وقد بدأت الانقلابات وحركات التمرد على المجال العسكري في الإمبراطوريّة العثمانيّة بتمرد في مدينة وجوكتبه في عام (1446) وذلك خلال فترة الحكم الاولى للسلطان محمد الفاتح وانتهت هذه التمردات والاتقلابات بالهجوم على الباب العالي وذلك في عام (1913) وكأنه لم يكن هناك سلطان عثماني لم يتعرض لحركة تمرد بعد السلطان محمد الفاتح.
أين وقع تمرد أتميداني؟
حادثة أتميداني (بالتركية: Atmeydanı Vakası) كانت انتفاضة حدثت في ميدان سباق الخيل في مدينة القسطنطينيّة (اسطنبول الآن) (بالتركية: Atmeydanı) في اسطنبول، عاصمة الإمبراطوريّة العثمانيّة، في عام (1648).
أحداث تمرد أتميداني:
أُطيح بالسلطان إبراهيم (1640-1648) من الإمبراطوريّة العثمانيّة في (12) أغسطس (1648)، وبعد عدة أيام قُتل، تولى العرش ابنه محمد الرابع البالغ من العمر (6) سنوات (1648–1687)، كانت عادة في الإمبراطوريّة العثمانيّة أن يقوم السلطان الجديد بإعطاء إكراميّة للجنود (بالتركية: Culus bahişi) عندما اعتلى العرش.
ومع ذلك، وبسبب الحرب الكريتية الباهظة المستمرة، لم يتمكن حكام السلطان من دفع الإكراميّة المطلوبة، كان فيلق السباهي، وحدات سلاح الفرسان الرئيسية في الجيش العثماني، يشتكي بشكل خاص، لأنهم لم يتقاضوا أجور الجنود.
الحادث بعد شهرين، قرر الباب العثماني، الحكومة، إرسال وحدات السباهي إلى جزيرة كريت، عاد السباهي الغاضبون إلى اسطنبول للمطالبة ببعض الحقوق الأخرى، انضم إليهم أيضًا بعض سكان اسطنبول، تجمعوا في ساحة تسمى (Atmeydanı)، ميدان سباق الخيل من العصر البيزنطي، يقع أمام قصر توبكابي.
وفقًا للمؤرخ الروماني نيكولاي إيورجا (1871-1940)، دعمت والدة السلطان إبراهيم الغوغاء سرًا، أصبحت المطالب أكثر تطرفًا، بما في ذلك مطالب إعدام بعض رجال الدولة، رغم أنّ الحكومة استجابت لمعظم مطالبهم في البداية.
أحد المفاوضين الذين تمّ إرسالهم إلى مكان الحادث، في الواقع عضو في سلاح الإنكشاري، قُتل على يد الغوغاء ثم تمّ توجيه الاتهام إلى الإنكشاريين الموالين للقصر على السباهيين، بعد الاشتباكات الدمويّة، هزم الإنكشاريّون الأفضل تنظيماً السباهيين.
ما بعد الكارثة تمّ إخضاع السباهيين ومع ذلك، اكتسب الإنكشاريون الكثير من القوة وسرعان ما بدأوا في خلق اضطرابات في اسطنبول، استمرت سنوات الإمبراطورية المضطربة حتى بداية عصر آل كوبرولو عام 1656.