تمرد تايبينغ: هي أحد الحروب الأهلية التي قامت في جنوب الصين وكانت بداية الحرب في عام 1850 ميلادي واستمرت لمدة أربعة عشر عاماً، وكانت تلك الحرب ضد حكم مملكة كينغ والتي كان يحكمها المانشو، ويعد ذلك التمرد من أعنف التمردات وأكثر دموية حيث أدى إلى موت مئتي مليون شخص، قام هونغ بتأسيس مملكة تايبينغ وتمكن الجيش من السيطرة على مناطق كبيرة في جنوب الصين وجرت تمردات وتمكنت الحكومة الصينية من قمعها.
تمرد تايبينغ
خلال فترة القرن التاسع عشر ميلادي تعرضت سلالة تشينغ لعدد من الكوارث الطبيعية والنكسات الاقتصادية، بالإضافة إلى تعرضها لعدد من الهزائم أمام الدول الغربية وخاصة هزيمتها في عام 1842 ميلادي في حرب الأفيون الأولى أمام الإمبراطورية البريطانية، حيث كان المزارعون يعانون من ارتفاع الضرائب والأسعار وقم عدد كبير من الفلاحين بالهجرة وتركوا أراضيهم خلفهم وزادت المشاكل بعد ذلك؛ وذلك بسبب وجود المشاكل التجارية؛ ممّا أدى ذلك إلى انتشار السرقة والعصابات وتشكيل عدد من الجمعيات السرية للدفاع عن حقوق المواطنين.
كما ازداد في ذلك الوقت أعداد السكان في الصين على الرغم من أنّ الأراضي الزراعية في الصين كانت قليلة وتم تشكيل حكومة فاسدة والتي كانت بقيادة سلالة مانشو، وظهرت مجموعة مناهضة لحكم مانشو في جنوب الصين، كما بدأ ظهور المسيحية والتي بدورها أدى إلى تعرض الصين لغارات، في عام 1837 ميلادي حاول “هونج شوشيان” في غزو أحد القرى والسيطرة عليها؛ ممّا أدى إلى عدم رضا الإمبراطورية عنه.
بدأ هونغ في عام 1844 ميلادي بنشر التبشير والوعظ في أراضي قوانغشي وقام بتأسيس جمعية عبادة الله وكانت تلك الجمعية تدعو إلى دمج الديانة المسيحية والكونفوشية وكان يسعى إلى استعادة الإيمان الديني في الصين، وكانت تلك الحركات تقوم بقمع قاطعي الطرق واللصوص والعصابات؛ ممّا أدى إلى قيام حرب أهلية، ومن ثم بدأ بعد ذلك تمرد تايبينغ في مقاطعة قوانغشي وقام المسؤولين بقيادة حملة قمع؛ ممّا دفع هونغ إلى الانسحاب من العمليات السياسية وعدم التدخل في الإدارة وتم إصدار عدة قرارات دينية ضد النساء.
في عام 1858 ميلادي ومع ازدياد عمليات القمع الديني ضد الشعب قامت العديد من التمردات والذي أدى بالنهاية إلى سقوط الإمبراطورية.