تمرد جنوب تايلاند

اقرأ في هذا المقال


تمرد جنوب تايلاند: هي أحد التمردات والثورات العرقية التي قام في الأراضي الجنوبية من تايلاند وكانت بداية تلك التمردات في مدينة فطاني التايلاندية وقد قاد تلك التمردات شعب الملايو، واحتوت تلك التمردات على أعمال العنف والتي كانت منتشرة في جميع المحافظات وكان بعض تلك التمردات يسير بشكل سلمي، حاولت الحكومة التايلاندية السيطرة على أعمال التمرد وكانت تحصل أحياناً بعض الاشتباكات بين الشعب والحكومة.

تمرد جنوب تايلاند

تمتع سكان منطقة فطاني مع شعب الملايو المتواجد في الجنوب بالتقارب الفكري والثقافي فيما بينهم، وكان حكام مملكة فطاني يقومن خلال فترة حكمهم بالكثير من الغزوات ووصل حكمهم إلى بانكوك، ولم يتميز حكمهم بالعنصرية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنّ الخلافات كانت متواجدة بين الطرفين، فقد كان لكل طرف منهم ديانة خاصة به، بالإضافة إلى وجود طقوس خاصة بكل شعب.

في عام 1909 ميلادي تم توقيع المعاهدة الأنجلو سامية بين تايلاند وبريطانيا والتي تم الاتفاق فيها على حكم تايلاند لمملكة فطاني وتم الاتفاق في المعاهدة بأنّ تقوم حكومة بانكوك بالتدخل في حكم المنطقة، وتم وضع الشعب الفطاني تحت أمر القوانين التايلاندية، كما قامت تايلاند بتعيين المسؤولين التايلاندين لتولي إدارة أمر فطاني، ولم تسمح للشعب الفطاني المشاركة في القوانين المدينة التايلاندية، في عام 1934 ميلادي أصدرت تايلاند قانوناً بضرورة الاستيعاب الثقافي لشعب فطاني.

لم تستمر تايلاند بعملية الاستيعاب الثقافي والديني بحق الشعب الفطاني، حيث قامت التايلاندية في عام 1944 ميلادي باعتماد القانون المدني التايلاندي في جميع الأراضي التايلاندية وشَمل ذلك القانون أراضي فطاين، حيث أصدرت أوامر بإلغاء المحاكم الإسلامية وأتنّ يتم التعامل بالمحاكم التايلاندية، كما أعلنت بأنّ اللغة التايلاندية هي اللغة الوحيدة في البلاد ومنعت تداول أي لغة أخرى وكانت يتم التدريس باللغة التايلاندية واعتماد الديانة البوذية، وقد أدت تلك القرارات إلى إغضاب الشعب الفطاني وشعورهم بالظلم.

في عام 1947 ميلادي تم تأسيس حركة فطاني الشعبية المطالبة بالتحرير وطالبت تلك الحركة بالحكم الذاتي والحصول على الاستقلال وبحرية الدين اللغة والثقافة، وتم بعد عام من تأسيس الحركة بالقبض على مؤسسها ووضعه بالسجن بتهمة الخيانة وتم اتهامه بأنّه يقوم بتأسيس حركات انفصالية، استمر قادة فطاني المطالبة الاعتراف بهم بأنّهم أقلية منفصلة ولا بد من الاعتراف بهم وبديانتهم واستمرت عملية تأسيس الحركات الوطنية المطالبة بالاستقلال.

بدأت بعد ذلك حركات التمرد في جنوب تايلاند وقام القائد الفطاني تنكو جلال ناصر بتأسيس جبهة التحرير الوطنية والتي بدأت بالنمو بشكل كبير في المناطق الجنوبية من تايلاند، في عام 959 ميلادي ظهرت أول جماعة ميلاوية تمردية وكانت تلك الحركة تسعى إلى الاستقلال وكانت تقوم بالعديد من أعمال التمرد العنيفة ضد الحكومة التايلاندية، وفي عام 1968 ميلادي بدأت الحركات الانفصالية المسلحة بالظهور والتي طالب بالتخلص من الحكم التايلندي الظالم ولو بالقوة واستخدام السلاح.

على الرغم من وجود العديد من العرقيات المختلفة في جنوب تايلاند، إلا أنّ تلك الشعوب اجتمعت بشكل موحد وشكلت تحالف قوي وبدأت المطالبة بالحرية وقامت باستخدام العنف في تمردها وقالت بأنّها لن تتمكن من الحصول على الاستقلال إلا بالقوة، وقامت تلك الجماعات بمهاجمة المراكز الحكومية والمدارس التايلاندية وقد أدى ذلك إلى حدوث صراعات داخلية في الأراضي التايلاندية.

بدأت بعد ذلك حرب العصابات في فطاني على يد المجموعات التمردية، وقامت الحركات الانفصالية عن الإعلان عن قيادتها لتلك الحركات وحملت اعلاماً لتعلن بذلك عن قيادتها لتلك الحركات، الأمر الذي جعل الحكومة التايلاندية تعيش في حالة من الاستنفار وعدم قدرتها على معرفة أصل تلك الفصائل والسيطرة عليها، الأمر الذي دفع الحكومة التايلاندية عن الإعلان عن قيام الانتخابات في أراضي الجنوب، وكانت من خلال تلك الحركة السيطرة على الوضع والقضاء على الفصائل المتمردة.

استمرت الحركات الانفصالية بعملية القتال ضد الشرطة التايلاندية وكانوا يقومون بهجمات على مراكز الشرطة وفجروا المعابد وكما كانوا يقومون بقتل تجار لحم الخنزير، وأعلنت تلك الحركات بأنّها حركات جهادية وتريد عودة الخلافة الإسلامية، لم يكن رد الحكومة التايلاندية قوياًن حيث لم يكن لديها القدرة التصدي لتلك الفصائل.

كانت أعمال العنف تحدث بشكل يومي في تايلاند ويعيش الشعب التايلاندي في حالة من الرعب وعدم الاستقرار وحاولت الحكومة التايلاندية التفاوض معهم والدخول معهم في حالة من الهدنة، إلا أنّ تلك الفصائل ترفض ذلك وتطالب بالحكم المستقل بعيداً عن تايلاند.


شارك المقالة: