ثقافة المهاجرين وثقافة الأصل

اقرأ في هذا المقال


ثقافة المهاجرين وثقافة الأصل:

ظهرت في فرنسا خلال القرون الماضية بداية من السبعينات أمر ثقافي مهم عرف ب “ثقافة المهاجرين” التي سرعان ما لاقت إلى حد ما صدى واسعاً، ولقد تم التساؤل في حينها عن ظروف اندماج الأفراد، واختلافهم الثقافي الذي يمثل عموماً وبصفة اختزالية بين ثقافاتهم الخاصة وثقافاتهم الأصلية.

الأمور ضمن مفهوم ثقافة الأصل قابلة للنقاش؛ لأنه ينبع من تصور خاطئ لما تمثله ثقافة مخصوصة، إذ أن الثقافة ليست متاعاً يمكن نقله عند التنقل، بل لا تحمل الثقافة كما تحمل الحقيبة.

ينبثق من هذا التماس بين أفراد ذوي الثقافات المختلفة ذات صياغات ثقافية جديدة، والحال إن العمد إلى استخدام مفهوم ثقافة الأصل، يعمل على التقليل من أهمية هذا التماس وآثاره، إذّ يفترض المفهوم أن الثقافة ذات نسق مستقر وقابل للنقل بسهولة إلى سياق جديد.

لمفهوم ثقافة الأصل مساوئ أخرى، أنه غامض دلالياً وإذاً فهو يعتبر ضعيف إجرائياً، وبالفعل فأي أصل يراد تعيينه عندما يراد الرجوع إلى الأصل، أهو الأصل القومي؟ أم الأصل الجهري، أم المحلي؟ أم المهاجرين، بين ثقافة الأصل ذلك لمجموعة من المهاجرين والثقافة القومية لبلدهم الأصلي.

الخلط العميق لكافة الثقافات المستجدة:

ولكن صعوبة جديدة تظهر في بعض الأحيان وفي بعض الثقافات، إذ ينكر هذا الخلط بعمق لكافة الثقافات المستجدة عنهم، كذلك ينكر للثقافات القومية من عدم تجانسها، كذلك يبلغ من عدم الدقة مالا يسمح بتأسيس تحليلي صارم، ومن أجل التوصل إلى تحديد ثقافة المهاجرين يتوجب الانطلاق من ثقافات المجموعات التي ينتمي إليها الأفراد.

وفضلاً عن ذلك لا تتيسر دراسة ثقافة المهاجرين بمعزل عن الوسط المحيط، ولا تشكل المؤسسة عالماً مغلقاً بإمكانه أن يفرز ثقافة مستقلة تماماً بل إن المؤسسة الحديثة تكون على العكس من ذلك.

على هذا النحو أظهرت سلسلة كاملة من البحوث أثر الثقافات القومية في ثقافات المهاجرين وثقافات الأصل وانطلاقاً من مجموعة من التحقيقات الثقافية المتعددة، لقد كان العالم ميشال كروزيي من أوائل من أبرز وجود نموذج ثقافي فرنسي لتنظيم مؤسسات تهتم في ثقافة المهاجرين وثقافة الأصل.


شارك المقالة: