ثورة الشيخ بدرالدين

اقرأ في هذا المقال


من هو الشيخ بدرالدين؟


كان الشيخ بدرالدين (1359-1420) (التركيّة العثمانيّة: شیخ بدرالدین) صوفيًا وباحثًا وعالمًا لاهوتيًا وثوريًا مؤثرًا، اشتهر بدوره في ثورة (1416) ضد الإمبراطوريّة العثمانيّة، حيث شكّل هو وأتباعه تحديًا خطيرًا لسلطة السلطان محمد الأول والدولة العثمانيّة، اسمه الكامل الشيخ بدر الدين محمود بن إسرائيل بن عبد العزيز.

حياة الشيخ بدر الدين:


العديد من تفاصيل حياة بدرالدين المبكرة متنازع عليها، حيث أنّ الكثير منها موضوع أسطورة وفولكلور، ولد عام (1359) في بلدة سيمافنا (كيبرينوس) بالقرب من أدرنة، والده غازي البلدة ووالدته ابنة قائد حصن بيزنطي.


والجدير بالذكر أنّ بدرالدين كان من أبوين مسلمين ومسيحيين، فكانت أمه مسيحية وأبوه مسلم، هذا ساهم في معتقداته الدينية التوفيقيّة في وقت لاحق من حياته، الباحث التركي جمال كفادر يرى أنّ جذور بدرالدين غازي ربما ساهمت أيضًا في التزامه بالتعايش الديني.


كان في شبابه قاضيًا للمحاربين العثمانيين في المسيرات، مما منحه خبرة واسعة في الفقه، وهو مجال دراسي سيصبح ضليعًا فيه، تعرض بدرالدين لمجموعة متنوعة من الثقافات المختلفة أثناء تعليمه، وسافر بعيدًا عن مسقط رأسه في تراقيا.


درس اللاهوت في قونية، ثم في القاهرة، عاصمة سلطنة المماليك، بعد ذلك، سافر إلى أردبيل، فيما يعرف الآن بأذربيجان الإيرانيّة، كانت أردبيل تحت سيطرة التيموريين، وكانت موطنًا للطائفة الصفويّة الصوفيّة.


محاطًا بالصوفيين وبعيدًا عن الأعراف الدينية للإمبراطوريّة العثمانيّة، كان بدرالدين في مكان ممتاز لتنمية أيديولوجيّته الدينيّة غير التقليديّة، هناك وجد بيئة مُتعاطفة مع معتقداته الدينيّة الوجوديّة، وخاصة عقيدة “وحدانية الوجود”.


أدانت هذه العقيدة المعارضات مثل الدين والطبقة الاجتماعيّة باعتبارها تدخلاً في وحدانية الله والفرد، وتتعارض هذه العقيدة مع الجهود العثمانيّة المتزايدة لترسيخ الإسلام السني كدين للدولة، من خلال تبنيها، أثبت بدرالدين نفسه كمخرب.


خلال فترة العرش العثماني بعد هزيمة السلطان بايزيد الأول على يد تيمورلنك عام (1402)، عمل بدرالدين كقاضي أو قاضي عسكري للأمير العثماني موسى بينما كان موسى يصارع مع إخوته للسيطرة على السلطنة العثمانيّة.


إلى جانب باي ميهال أوغلو الحدودي، كان من المؤيدين الرئيسيين لنظام موسى الثوري، أثناء ما شغل بدر الدين منصب القاضي العسكري، اكتسب بدرالدين تفضيل العديد من غازي الحدود من خلال توزيع التيمارات بينهم، من خلال ذلك، ساعد هؤلاء الغزاة غير المأجورين في نضالهم ضد الحكومة المركزية، وهو مؤشر واضح على جانبه التخريبي.


شارك المقالة: