اقرأ في هذا المقال
- المناطق الجغرافية التي تمّت بها الفتوحات في الجبهة الأفريقية
- حملة معاوية بن حديج رضي الله عنه
- عقبة بن نافع وفتح أفريقيا
- بناء القيروان
- معركة تهوذة
كانت جبهة شمال أفريقيا من أهم الجبهات وأوَّلهم، حيث وجّه معاوية بن أبي سفيان كامل اهتمامه بها، فهي تحدّ مصر الغربية من جهة ومن الجهة الأخرى تخضع لحكم ونفوذ للدولة البيزنطية العدو الأكبر للمسلمين، حيث صمم معاوية بن أبي سفيان على تضييق الخناق على الدولة البيزنطية وعد السماح لهم بالتنفس.
المناطق الجغرافية التي تمّت بها الفتوحات في الجبهة الأفريقية:
- برقة وطرابلس.
- إقليم أفريقيا: يعرف حالياً بتونس الحالية أو المغرب الأدنى.
- المغرب الأوسط: يعرف اليوم بالجزائر.
- المغرب الأقصى: ويعرف حالياً بالمملكة المغربية.
حملة معاوية بن حديج رضي الله عنه:
معاوية بن حديج الكندي، صحبته وروايته قليلة عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وكان معاوية ملكاً مُطاعاً، وكان رضي الله عنه أيضاً من أفضل الأمراء حيث شهد الكثير على ذلك. وفي سنة41هـ أُرسل معاوية بن حديج لقيادة حملة موجهة إلى أفريقيا، وفي سنة 45هـ أُرسل مرّة أخرى لقيادة حملة بعشرة الآف مقاتل، حيث أرسل معاوية بن حديج (عبدالله بن الزبير) في خيل كثيرة، فذهب حتى وصل على شُرف عالي ينظر منه إلى البحر ومدينة سوسة.
ثُمّ وجّه عبدالملك بن مروان ومعه ألف فارس لمدينة جلولاء، وقد قام بمحاصرتها وقُتل من أهلها الكثير وفتحها عنوة، وقام معاوية بن الحديج بالغزو على صقلية ومعه مائتي مركب، ثُمّ عادوا إلى أفريقيا ومعهم الكثير من الغنائم. وبعد هذه الغزوة فهم معاوية بن الحديج أن البربر أهل البلاد اصبحوا حلفاء للمسلمين، وأن المسلمين اكتفوا إلى ذلك الحين بإبعاد الخطر الرومي من تلك الناحية.
عقبة بن نافع وفتح أفريقيا:
وهو عقبة بن نافع القرشي الفهري، نائب في أفريقيا ليزيد ومعاوية، وهو من أنشأ مدينة القيروان وأسكن فيها الناس، وكان شجاعاً وذا حزم وديانة، أسند معاوية بن أبي سفيان في قيادة حركة الفتح الأفريقية، وقد خُلّد اسمه في تاريخ الفتوحات كقائد عظيم.
وشارك عقبة بن نافع في الغزو الأفريقي من البداية مع عمرو بن العاص واكتسب الكثير من الخبرات، وقد خلفّه عمرو بن العاص على برقه بعد عودته إلى الفسطاط، وعندما رأى ارتداد أهل أفريقيا أدرك حينها لن يستقر الوضع كثيراً فقام ببناء قاعدة ثابتة للمسلمين حتى ينطلقوا منها في غزواتهم، ويعودوا إليها وأمنوا فيها على أهلهم وأموالهم.
فعندما وكّله معاوية بن أبي سفيان لقيادة الفتوحات أرسل إليه عشرة الآف مقاتل وانضم إليه من أسلم من البربر أيضاً، وقام بالسير بمجموعة حتى وصل مغمداش، فبلغه أن أهل ودان قد نقضوا العهد، وامتنعوا عن ما كانوا متفقين عليه من الجزية، فأرسل إليهم عقبة جزء من الجيش ، وذهب هو وجنوده إلى فزان ودعاهم إلى الإسلام وأجابوا، ثمّ واصل فتوحاته، فتح قصور خاور وكُوّار وغدامس.
وابتعد عقبة بن نافع عن المناطق الساحلية وقصد المناطق الداخلية وفتحها وقد قام بذلك؛ ليكون البربرين في صفّه حتى يقيم جبهة داخلية تحيط البيزنطيين في السواحل وتدّه بالمقاتلين للاستقرار وهزيمة البيزنطيين.
بناء القيروان:
عندما أعطى معاوية بن أبي سفيان القيادة لعُقبة بن نافع سنة 49هـ، وبعد الانتصارات التي حققها بالجبهة الأفريقية فّر ببناء مدينة عربية لتكون قاعدة لحروب التحرير في المغرب، ومركز لنشر الدين الإسلامي، ثُمّ اختار موقع القيروان لبُعده عن الساحل؛ حتى يكون العرب بأمان وبعيدين عن غارات الأسطول البيزنطي.
معركة تهوذة:
حدثت في 63هـ وكانت من أصعب الحروب حينها، حيث استشهد فيها عقبة بن نافع والعديد من أصحابه، وكان لاستشهاده تأثير كبير وقاسي على المسلمين، وشعروا بالخوف الشديد وتأثرت نفسيتهم كثيراً ولم يستطيعوا إكمال الحرب على الرغم أن العدد الذي استشهد حينها ثلاثمائة فقط.
وحاول حينها زهير بن قيس البلوي خليفة عقبة أن ينفخ روح المقاومة من والتصدّي لكسيلة الزعيم البربري، لكن صيحاته لم تُجدي نفعاً بل لقيت معارضة شديدة، ولم يبقى معه أحد إلا أهل بيته، أمّا كسيلة اجتمع إليه أهل أفريقيا، وذهب إلى القيروان واستولى على أفريقيا وأقام بها، وبقيت القيروان تحت حكم كسيلة لمدة خمسة سنوات حتى خلصها زهير البلوي بعد أن أرسل له عبد الملك بن مروان الجنود حتى استطاع تخليصها.