تعد الثورة الثقافية من أهم الفترات التي مرت بها الصين في عام 1966 ميلادي، وكانت الصين متخوفة في تلك الفترة من سيطرة الحزب الشيوعي على الحكم، فقام رئيس حركات الشباب الصيني بدعوة أعضاء الحركة والتمردات بعد انتهاء الثورة الثقافية بانّ يقوموا بالتمرد ضد الحكم الشيوعي الحاكم، وبالفعل تم قيادة الثورات من قِبل الشباب وتم تأسيس الجيش الأحمر، عاشت الصين في حالة من الفوضى وتم قتل أعداد كبيرة من الناس وكانت الثورة دعوى إلى بداية أهلية في الصين.
الثورة الثقافية في الصين
تعد الثورة الثقافية في الصين هي السبب الرئيس في الانكسارات والخسائر الذي تعرضت له الدولة الحزب الشيوعي واعد تلك الخسائر من أكبر الخسائر التي تعرضت لها جمهورية الصين الشعبية منذ بداية تأسيسها، وتم اعتماد ذلك التقييم في جميع مراحل الدولة، تم اعتبار الثورة في الصين جزء من التمردات والصراعات التي كانت في أراضي الصين والتي كانت منتشرة في تلك الفترة في جميع أراضي العالم، حيث كان طلاب بكين يقومون بتمردات شبيهة للتمردات القائمة مدن أوروبا والتي كانت في روما وبرلين ولندن وباريس.
في الحقيقة كانت الثورة الثقافية عبارة عن صراعات دموية بين الطبقة الحاكمة في الصين، حيث تم في البداية قتل أعداد كبيرة منهم داخل القصر الملكي ومن ثم انتقلت إلى الشارع الصيني، في عام 1959 ميلادي اعترض عمدة بكين على الوضع الذي يعيش فيه فلاحي الصين من فقر وقمع وطالب حاكم الصين بتعديل أوضاعهم، وقام بكتابة مقالة عن ذلك والتي سرعان ما انتشرت في جميع أراضي الصين، لتبدأ بعد ذلك حملة ماو والتي كانت قواعد وأنظمة جديدة.
حاول أعداء ماو السيطرة على الوضع لكنهم لم يتمكنوا وتم إسقاطهم، فقام ماو في عام 1966 ميلادي بالدعوة إلى قيام انتفاضة في الصين ضد المسيطرين على خيرات الدولة وطالب جميع الشعب القيام بالثورة، في الحقيقة كانت الصراعات بين الأسرة الحاكمة تدور حول على السلطة، حاول أعداء ماو اتهامه أنّه يريد الحكم بشكل ديكتاتوري ولا يهمه مصلحة وحرية الشعب، وعلى الرغم من ذلك تمكن ماو من الحصول على ما يريد في بكين وراء من الضروري انتقال الصراع إلى الشوارع.
في عام 1966 ميلادي تم تأسيس مجموعات عسكرية والتي أطلق عليها اسم الجيش الأحمر وكان عبارة عن مجموعة من طلاب المدارس والجامعات والذين كانوا يعارضون الحكم الشيوعي، وكانوا يعانون من الظلم خاصة في المجال التعليمي، وكانت بداية تمردهم على مدرسيهم والذين كانوا يعانون من النظام معهم وقاموا بحمل اللافتات وطلبوا من الأغنياء والمدرسين ضرورة الاعتراف بأخطائهم والجرائم التي قاموا فيها، انتشرت تلك العمليات في جميع المناطق الصينية وشملت المكاتب والمعابد والمتاحف وتم القيام بأعمال التخريب.
امتدت حركة ماو التمردية وأصبحت عنيفة وتم مقارنتها بالثورة القائمة في روسيا، وبدأت الكثير من الأسر الحاكمة في الصين الخضوع لأوامر ماو، وتم إيقاف التعليم في تلك الفترة، الأمر الذي دفع الكثير من الطلبة التوجه إلى بكين لإتمام تعليمهم وكانوا ينوون بأنّ تنتشر الثورة بشكل أكبر، أخذت حركة ماو تعيش في حالة من الفوضى، الأمر الذي دفع ماو إلى القيام بتهدئة الثورة، لكنه لم يتمكن فقد خرجت الثورة عن السيطرة، قام بعض البيروقراطيون بالوقوف في وجه ماو وعدم الاستمرار في الثورة والمطالبة في إنهائها.
أعلن المسؤولين المحليين تأييدهم التام لماو وقاموا بتنظيم عدة مجموعات من الحرس الأحمر وبدأت بعد الثورة في الازدياد وتم اتهام من يقف ضدهم بأنّهم أعداء الثورة وانتشرت الثورة في جميع مدن الصين وتم قتل أعداد كبيرة في تلك الصراعات، وام استخدام القنابل وأسلحة الهاون ومن ثم تم إطلاق الصواريخ على مباني الجامعة وتم نسفها بشكل كامل، مع استمرار تلك الصراعات أصبحت الصين في بداية عام 1967 ميلادي تتجه إلى حرب أهلية وأصبحت الصين تعيش في حالة رعب.
أخذت الصين في إطلاق صفارات الإنذار في الشوارع وذلك إعلاناً عن الخطر الذي تعيشه البلاد، وكانت الثورة بالنسبة للطبقة الحاكمة عبارة عن حرب كبيرة أكبر من كونها حرب أهلية، حيث ظهرت الطبقة العاملة الصينية كطبقة سياسية قوية في الصين والتي كانت تستقل في حكمها، وتمكن الجيش الأحمر من السيطرة على المصانع وبدأ عمال المصانع القيام بالتمردات، أثرت الثورة الثقافية بشكل كبير على الحياة في الشارع الصيني وخاصة بعد المطالبات بالحصول على الحرية والحكم الديمقراطي.