اقرأ في هذا المقال
- حركة عبد الرحمن بن الأشعث ضد الحكم الأموي
- إعداد وإرسال جيش الطواويس إلى سجستان بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث
- تمرد عبد الرحمن بن الأشعث بجيشه على الحجاج
- معركة الزاوية
- هزيمة عبد الرحمن بن الأشعث
حركة عبد الرحمن بن الأشعث ضد الحكم الأموي:
تعتبر هذه الحركة واحدة من حركات أهل العراق ضد الحكم الأموي، ولكن أساسها لم يكن مذهبي، ولكن السبب الرئيسي لها هو الكراهية بين قائد الحركة والحجاج بن يوسف الثقفي، وقائد الحركة هو عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي، وبدأت هذه الحركة من إقليم سجستان، وكان أكثر الأقاليم إرهاقاً للحكم الأموي.
وعندما كان الحجاج والياً على العراق، كان صابراً على جميع تجاوزات رتبيل حاكم سجستان، واستغلال لظروف الدولة التي كانت تمر بها، وأيضاً قيامه بمنع إعطاء الجزية، فقام الحجاج بإرسال جيش بقيادة عبيد الله بن أبي بكرة سنة 79هـ، وأعطاه الأمر بالتوغل في في سجستان، فكانت نهاية الحرب بهزيمة رتبيل وقام جيش عبيد الله باغتنام الكثير من الغنائم، ولكن رتبيل أطمع المسلمين باللحاق به حتى وصلوا لمدينته العظمى، فقام الترك بمحاصرة المسلمين وقُتل أعظمهم.
إعداد وإرسال جيش الطواويس إلى سجستان بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث:
أراد الحجاج أن يؤدب رتبيل على فعلته، فأخذ الإذن من الخليفة عبد الملك بن مروان، وجهز جيشاً عظيماً بلغ عدده أربعون ألف مقاتل من البصرة والكوفة، وقام بإنفاق مليونين أُعطيت للجنود فقط، ومن شدة هول الجيش وضخامته سمَّاه الناس جيش الطواويس، فقام الحجاج بإعطاء القيادة لعبد الرحمن بن الأشعث، وإن إعطاء الحجاج القيادة لابن الأشعث وهو يعلم موقف، يعطي مجالاً له بثورة ضد الحكم الأموي، ولكن ثقة الحجاج بنفسه جعلته يخطئ خطأً فادحاً.
فمضى عبد الرحمن إلى سجستان لتأديب رتبيل سنة 80هـ، فعندما علم رتبيل بالأمر أرسل لعبد الرحمن بن الأشعث اعتذاراً عما حصل للمسلمين، وطلب منه الصلح ولكنه رفض، فكتب ابن الأشعث للحجاج خطةً سديدة تجعله يدخل سجستان وينتصر فيها، ولكن الحجاج رفضها فوراً وسفَّه فيها، وهدد ابن الأشعث بعزله إن لم ينفذ أوامره.
تمرد عبد الرحمن بن الأشعث بجيشه على الحجاج:
عندما رفض الحجاج رأي ابن الأشعث، والأسلوب القاسي والسيء الذي عامله به، أشعل نار الفتنة وعجَّل بالثورة، وقد أعمت الحجاج ثقته بنفسه وجعلته يستحقر غيره، وقام عبد الرحمن بجمع الناس وخطب بهم، ونصحهم وبيَّن لهم معارضته لسياسة الحجاج.
ومن هنا بدأت الثورة، فبايعوا عبد الرحمن وقاموا بخلع الحجاج، فبايع ابن الأشعث الناس بأن يخلع الحجاج ويخرجه من العراق، وكانت هذه الثورة من أكثر الثورات خطورةً ضد الحكم الأموي، وعندما سار جيش ابن الأشعث انضم له الكثير، فعندما علم الحجاج بالأمر أصابه الهلع الشديد وكتب إلى عبد الملك الكثير وتبادلوا الرسائل، وطلب منه أن يمده بالجيش.
معركة الزاوية:
قرر الحجاج أن يواجه ابن الأشعث قبل دخوله إلى العراق، فكل الكتب التي أرسلها لم تمنع جيش ابن الأشعث من التقدم، فدخل عبد الرحمن البصرة بعد هروب الحجاج ومن معه منها، فالتقى الجيشان في الزاوية وتتالت الهزائم بجيش الحجاج، ولكن واحدة من فرق الحجاج استطاعت الإنتصار على فرقة من فرق عبد الرحمن، فانتهز الحجاج الفرصة وكثف الهجوم. واضطر ابن الأشعث الانسحاب إلى الكوفة وترك البصرة، فقام أهل الكوفة بمبايعته ولحق أهل البصرة، وبلغ عدد الجيش مائة ألف ممن يأخذ العطاء ومثلهم من الموالي.
أسباب اشتراك الموالي في ثورة عبد الرحمن بن الأشعث:
- سياسة الحجاج المالية وإجبارهم على دفع الجزية.
- حرمانهم من الأُعطيات والأرزاق عند اشتراكهم في الفتوحات.
- حرمانهم من المساواة وإحساسهم بالظلم.
هزيمة عبد الرحمن بن الأشعث:
بعد أن رأى عبد الملك بن مروان قوة عبد الرحمن بن الأشعث، قرر الاستغناء عن الحجاج، فعرض على أهل العراق بأن يعزل عنهم الحجاج، وأن يولّي عبد الرحمن أي إمارة يريدها، فوافق ابن الأشعث ولكن أهل العراق رفضوا ذلك، فكان لديهم الأمل بأن يتخلصوا من الحكم الأموي بعزل عبد الملك، فاستمر القتال بينهم واشتبكوا بأشهر وقائعهم في دير الجماجم، وانتهت بهزيمة ابن الأشعث عام 83هـ.
والتقوا مرةً أخرى في مسكن وانهزم ابن الأشعث أيضاً، فذهب إلى رتبيل للاتفاق معه بأن يعفيه من الخراج إن نجح وأن يهرب إليه ويدافع عنه إن إنهزم، ولكن الحجاج هدد رتبيل بأن يرسل إليه جيش من مليون مقاتل إن لم يسلمه عبد الرحمن، فخاف رتبيل من تهديدات الحجاج وعندما سمع ابن الأشعث ذلك رمى بنفسه من أعلى قصر رتبيل، وبهذا تكون نهاية ابن الأشعث وثورته العظيمة.