حركة غدار في الهند

اقرأ في هذا المقال


مع بداية الحرب العالمية الأولى نشأت المؤامرة والتي كانت بين الولايات المتحدة الأمريكية وحزب الغدار ولجنة برلين والثوري الهندي، بالإضافة إلى مشاركة وزارة الخارجية الألمانية وقد تم تسمية حزب غدار بذلك الاسم نسبة إلى حزب غدار الموجود في أمريكا الشمالية والذي يتكون أعضاؤه من البنجاب والسيخ والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وفي عام 1914 ميلادي تم بدء الخطة لبدء التمرد والذي كان بدايته في البنجاب ومن ثم البنغال ومن ثم إلى جميع الأراضي الهندية وسنغافورة، إلا أنّ ذلك التمرد لم ينجح.

حركة غدار في الهند

في عام 1915 ميلادي تم إرسال بعثة نيدرماير الدبلوماسية إلى أفغانستان، وكان الهدف من تلك البعثة تشجيع أفغانستان في الحصول على الاستقلال والتخلص من الحكم البريطاني، كما شجعتها لدخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب القوى المركزية والعمل على قتال الهند البريطانية وكانت تلك الحملة جزء من المؤامرة الهندوسية الألمانية والتي كانت تسعى لنشر الثورة القومية في الهند وتم إرسال بعثة عسكرية من كبار الضباط في ألمانيا وتركيا والذين دعوا إلى القومية الهندية.

رأت بريطانيا بأنّ تلك البعثة تشكل خطراً عليها وعلى الإمبراطورية الروسية وحاولت في عام 1915 ميلادي منعها من الدخول من خلال بلاد فارس وقامت المخابرات البريطانية السرية بعقد مفاوضات ولكنها لم تطلع بنتيجة، كما طلبت من الملك جورج الخامس بقاء الأفغان في حياد من الحرب، إلا انّ البعثة لم تتمكن من تحقيق النجاح في مهمتها ولكنها كان لها دور كبير في الأحداث التي كانت تدور في الحرب، وكما أدت البعثة إلى خلق إصلاحات واضطرابات سياسية.

في عام 1919 ميلادي تم اغتيال الأمير الأفغاني وقد أدى ذلك إلى قيام الحرب الأفغانية الثالثة والتي أثرة على عملية نشر الثورة الاشتراكية في قارة آسيا ومن أهدافها إنهاء الحكم البريطاني، كما انتشرت بعد ذلك الفتنة في الهند ولعل ذلك الأسلوب اتبعته بريطانيا في الأراضي الهندية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ارتفعت أعداد القتلى بعد الحرب العالمية الأولى، كما عانت الهند من التضخم العالي وارتفعت الضرائب وانتشرت الأنفلونزا وضعفت التجارة، لعيش الشعب الهندي في معاناة.

أدت الحركة القومية إلى خلق الجماعات المتطرفة والمعتدلة داخل الكونجرس الهندي والتي أدت إلى زيادة الخلافات بينهم، حيث تم اتهام البعض بأنّهم يقومون بدعم الإمبراطورية البريطانية أثناء الحرب على حساب الهند، وفي عام 1916 ميلادي تم إصدار ميثاق لكناو والذي كان عبارة عن تحالف بين رابطة المسلمين؛ وذلك من أجل نقل السلطة في المنطقة بيد المسلمين.

بدأت بريطانيا بعد ذلك بتغيير نهجها في الأراضي الهندية، حيث قامت بتقديم الدعم للهند و استجابت للمطالب القومية، وفي عام 1917 ميلادي تم إصدار بيان من قِبل وزير الدولة الهندية والذي تحدث فيه عن دور بريطانيا في الهند وأنّها كانت تسعى إلى زيادة الترابط بين الشعب الهندي، وأن الحكومة الهندية تعمل إلى جانب الحكومة البريطانية لمصلحة الهند، ومن ضمن القرارات التي اتخذتها بريطانيا في الهند، هو قيامها بتسليم عدة مناصب في الزراعة والصناعة للشعب الهندي، أما المناصب الحساسة التي تخص الضرائب والأموال فقد كانت بيد البريطانيين.

لعل القرارات التي اتخذتها بريطانيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى في الأراضي الهندية؛ هو إقناع الشعب الهندي بأنّها تسعى إلى مصلحتهم والقيام بعمليات الإصلاح، في ذلك الوقت كان غاندي قائد الحركة القومية الهندية في جنوب أفريقيا، كما أنّه كان معارضاً ضد الأسلوب السياسي التي تستخدمه بريطانيا ضد الشعب الهندي، وخلال تلك الفترة تمكن غاندي من إطلاق سراح السجناء السياسيين في الهند، كما قاد عدد من الحركات السلمية ضد الاستعمار البريطاني.

في عام 1915 ميلادي عاد غاندي إلى الهند وقاد معركة سياسية وذلك من أجل دعم المنطقة التجارية، فقد كان غاندي يرى بأن قدوم دول أوروبا إلى الهند ساعد في تنمية الصناعة والتجارة في الهند ولا بد للبلاد الاستفادة من ذلك التقدم، في عام 1919 ميلادي تم قيادة عدد من عمليات الإصلاح وتم وضع خطط للتعامل في الهند بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ومن ضمن تلك القرارات إنهاء الفتنة وذلك من خلال وقف الصحافة من النشر.

أدت تلك القرارات إلى غضب بريطانيا وقيامها بعدد من الهجمات ضد المتظاهرين، وأمرت قواتها العسكرية بإطلاق النار على كل من يقوم بعمل سياسي، ورأت الحركة القومية الهندية بأنّ استقرار بلادهم لن يتحقق إلا بالحكم الذاتي.


شارك المقالة: