حروب الإسكندر الأكبر

اقرأ في هذا المقال


حروب الإسكندر الأكبر: هي الحروب التي قام بها الملك الإسكندر الثالث المقدوني ضد عدد من الإمبراطوريات وكانت الإمبراطورية الفارسية الأخمينية هي أول الإمبراطوريات التي خاض ضدها الحرب، ومن ثم خاض الحرب ضد عدد من القبائل والتي توجد في الهند والبنجاب، ويعد الملك الإسكندر الأكبر من أقوى الملوك ولم يتعرض للهزيمة في حرب من الحروب التي خاضها، وتولى الحكم في مقدونيا بعد مقتل والده فيليب الثاني وقام عند توليه الحكم بتوحيد جميع أراضي مقدونيا تحت حكم واحد.

حروب الإسكندر الأكبر

كان الملك فيليب الثاني هو ملك مقدونيا وقد تم قتله على يد حارسه الشخصي، وقررت طبقة الأستقراطيين والجيش بأنّ يتولى ابنه الإسكندر الحكم من بعده، وعند انتشار خبر مقتل الملك فيليب الثاني بدأت التمردات في جميع أراضي اليونان وعند وصول أخبار التمرد إلى الملك الإسكندر أمر بتحرك الجيش والعمل على قمع تلك التمردات، طلب منه مستشاريه بأنّ يتعامل مع تلك التمردات بشكل دبلوماسي ويكسب رضاء الشعب، إلا أنّه لم يوافق وكان يفضل القتال على ذلك.

بدأ جيش الإسكندر التحرك من الأراضي الشمالية حتى وصل إلى جبل أوسا ووجد التيساليون والذين كانوا يقودون التمردات في تلك المناطق ولم يتمكنوا من الصمود أمامه واستسلموا وانضموا إلى جيش الإسكندر، ومن ثم استمر الإسكندر الأكبر بالسير نحو المناطق الجنوبية لقمع التمردات، وعند سير الإسكندر وجيشه وصل إلى أراضي ثيرموبيلاي وتم الإعلان بأنّه قائد الرابطة المقدسة تستمر بالسير من مناطق الجنوب إلى كورنث، الأمر الذي دفع أثينا إلى المطالبة بالسلام وأرسلت وفداً إلى الإسكندر وطلبت منه عقد الصلح معه.،

أصدر الإسكندر الأوامر بالعفو عن المشاركين في الثورة، ومن ثم وصل إلى مدينة كورنث وتم منحه من قِيل سكان المدينة لقب المسيطر على القوات الإغريقية ضد القوات الفارسية، وفي ذلك الوقت كانت القبائل الثراقية تقود التمردات في المناطق الشمالية وعند وصول الأخبار إليه، ،أمر جنوده التوجه إليهم والعمل على قتالهم.

قبل أنّ يتم وصول الإسكندر إلى أراضي آسيا أصدر الأوامر إلى قواته لحماية الحدود الشمالية وأمرهم الدخول إلى وسط أراضي الثراقي والتصدي للثورة وقام الجيش المقدوني يقتال رجال الثورة وكانت الصراعات تتم في جبل هايموس وتمكن الجيش المقدوني من تحقيق النصر وسيطر على المرتفعات الجبلية واستمر الجيش المقدوني بالسير حتى وصل إلى خدود الدانوب وجرى صراع بينهم وبين قبيلة تالانتي والتي كانت تنوي بأنّ تقود ثورة ضد الملك الإسكندر الأكبر، وتمكن الإسكند في النهاية من تأمين المناطق الشمالية ووضعها تحت حكمه.

في الوقت الذي كان فيها الملك الإسكندر الأكبر يخقق الإنتصارات في المناطق الشمالية، بدأت التمردات تعود من جديد في أثينا ومدينة طيبة، لم يتردد الإسكندر في قتالهم وأرسل جيشه لقتالهم، قررت مدينة طيبة الاستمرار في القتال ولكنها لم تتمكن من الصمود أمام الجش المقدوني وقام الملك الإسكندر الأكبر بتقسيم أراضيها بين المدن اليونانية وكانت عملية هزيمتها درس لجميع المدن في اليونان بعدم الثورة أمام الملك الإسكندر الأكبر، وقامت معظم المدن بالخضوع لأوامر الإسكندر.

في عام 335 قبل الميلاد قاد الملك الإسكندر الأكبر بقيادة جيشه والسير عبر مضيق الدردنيل وذلك من أجل الوصول إلى آسيا وكان بحاجة مئة سفينة شراعية وذلك من أجل أنّ يتمكن من نقل الجيش المقدوني، لم يؤثر تلك التحرك في الإمبراطورية الفارسية شئياً، حيث أنّها كانت تعتقد بأنّ الإسكندر الأكبر لن يتمكن من الوصول إليها وكانوا مستخفين بالإسكندر الأكبر وجنوده وقام الفُرس بحرق الأراضي التي سوف يعبرها الإسكندر الأكبر وجنوده وذلك من أجل منعهم من الوصول إلى الإمبراطورية الفارسية.

في عام 334 قبل الميلاد قامت معركة نهر الغرانيكوس وكانت تلك المعركة في شمال وشرق آسيا الصغرى وبالقرب من مدينة طروادة وبعد أن قام بالعبور عبر مضيق الهليسيوت ومن ثم أخذ بالتوجه نحو إقليم فريجيا وتجمع جيش الفُرس وقاتل جنود الملك الإسكندر بخوض المعارك على ضفاف الأنهار، وعلى الرغم من أنّ جيش الفُرس كان عدده كبيراً، إلا أنّ الجيش المقدوني كان أقوى، وكان الفُرس يعتقدون بأنّ الجيش المقدوني سوف يكون قتاله في المناطق الجنوبية فقاموا بتجهيزها.

اقترح القائد العسكري بارمنيون على الملك الإسكندر بأنّ يقوم الجيش المقدوني بعبور الطرق بشكل معاكس للتتار وأنّ تتم العملية عند الفجر، لم يوافق الإسكندر على ذلك القرار وقام بعملية الهجوم بشكل مباشر، الأمر الذي أربك جيشه ولم تكن له الجاهزية الكافية لخوض الحرب، في الوقت الذي كان فيه جيش الفُرس بكامل جاهزيته وحاول جيش الفُرس قتل الملك الإسكندر لكنهم لم يتمكنوا، فقد تمكن الإسكندر من تحقيق النصر مستغلاً الثغرات التي كان يعاني منها جيش الفُرس.

بعد انتهاء الحرب أمر الملك الإسكندر بالعمل على دفن قتلى الطرفين وقام بإرسال المرتزقة اليونانيين الذين كانوا يقاتلون ضمن جنود الفُرس إلى اليونان وذلك من أجل أنّ يعملوا في المناجم وذلك من أجل إخافة الإغريق والذين كانوا موالين للإمبراطورية الفارسية وكان يتم إرسال الغنائم التي يتم الحصول عليها من الحرب إلى اليونان.

عند خروج الإسكندر من مقدونيا وقتاله ضد الفُرس قام بوضع الجنرال المقدوني أنتيباتر ليدير مقدونيا من بعده ويقمع الثورات، وكانت معظم المدن تعاني من الحكام الطغاة، اعتمد الإسكندر نظاماً مختلفاً في تلك المدن مختلف عن النظام الذي اعتمده في اليونان، فقد أراد مساعدة تلك المدن في الحصول على الاستقلال والتخلص من الحكم الظالم ومنحها الحكم الذاتي وتمكن بعد ذلك من وضع تلك المدن تحت حكمه وطلبت المدن منه بأنّ يقوم الملك الإسكندر بحمايتهم.

أعلن السطارفة استسلامهم وقام الملك الإسكندر بعد ذلك بتعيين البدلاء عنهم وطلب بتغيير النظام القديم، إلا أنّه لم يتم التغير بشكل كبير على النظام وقام بوضع اللجان التي تقوم بجمع الضرائب من السطارفة، وفي ذلك الوقت بدأت المدن الإغريقية تعلن عن ولائها للملك الإسكندر الأكبر وكانت تلك المدن تقوم بإحضار الأموال وتقديمها للإسكندر، في عام 334 قبل الميلاد قام الملك الإسكندر بحصار مدينة هاليكارناسوس وقد قام بمحاصرة المدينة ولم يكن حينها يمتلك أي أسطول بحري.

قام الإسكندر الأكبر بإرسال الجواسيس وذلك من أجل مراقبة حصون هاليكارناسوس وتم سقوط المدينة في يد الإسكندر، خلال الحروب التي قادها الإسكندر الأكبر تمكن من السيطرة على عدة مناطق في الإمبراطورية الفارسية وأثناء وجوده في شبه الجزيرة العربية قام بوضع عدد من المخططات العسكرية فيها وكان ينوي خلال حملاته العسكرية المستمرة في جنوب شرق آسيا وكانت تنوي السيطرة عليها والقضاء على الإمبراطورية الفارسية الأخمينية.


شارك المقالة: