تم تأسيس الحكومة العسكرية للجيش الأمريكي في كوريا في عام 1945 ميلادي وكانت عبارة عن جهة رسمية تقوم بحكم أراضي شبه الجزيرة الكورية استمر حكمها حتى عام 1948 ميلادي، وخلال حكمهم عانت كوريا حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستمرت تلك الآثار حتى بعد انتهاء الاستعمار الياباني، وكانت المناطق الشمالية واقعة تحت حكم الاتحاد السوفيتي والمناطق الجنوبية تحت حكم الولايات المتحدة الأمريكية.
حكومة الجيش العسكري الأمريكي في كوريا
في شهر آب من عام 1945 ميلادي قامت الحكومة الكورية بالتعاون مع الحكومة اليابانية وأسست جمهورية كوريا الشعبية ونشرت قواتها العسكرية في كافة الأراضي الكورية، في ذلك الوقت عززت الولايات المتحدة قواتها العسكرية في المناطق الجنوبية وحضرتها عن باقي كوريا، الأمر الذي دفع الزعيم الكوري التنازل عن حزب العمل الشعبي الكوري، وكما قامت الولايات المتحدة الأمريكية رفض الاعتراف بأعضاء الحكومة المؤقتة في جمهورية كوريا؛ ممّا دفعهم ذلك العودة إلى أراضيهم كمواطنين عاديين.
أدت تلك الأحداث والتقسيم إلى جعل كوريا تعيش في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعد تلك الفترة من أسوأ الفترات التي عاشتها كوريا، حيث كانت تعاني من الاستعمار وتقسيم أراضيها وكان لتواجد الجيش الأمريكي فيها دور في جعلها تعيش في الظلم والاضطهاد، وأدت الحالة التي تعيش فيها كوريا إلى انتشار الفساد والفقر والقتل، ولم يكن الشعب الكوري يتمكن من العيش في المستوى الاقتصادي الذي كانت تعيشه الشعوب في الدول المجاورة لهم.
دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الحكم الياباني في كوريا؛ ممّا أدى إلى غضب الشعب الكوري من التصرف الأمريكي، وغادرت الحكومة اليابانية بعد ذلك الأراضي الكورية لكنها تركت خلفها مستشارين وكما دعمت اليابان الاستعمار الأمريكي في كوريا وتجاهلت عملية التقسيم التي جرت على الرغم من استقلال كوريا، كما كان الجيش الأمريكي غير مستعد لإدارة الأراضي الكورية ووضعها تحت السيطرة؛ وذلك لعدم وجود القدرة السياسية والقيادية لدى الجيش الأمريكي لإتمام عملية القيادة، الأمر الذي جعل كوريا تعيش في حالة من الفوضى.
في عام 1948 ميلادي تم عقد جلسة لاجتماع الجمعية الدستورية وتم الإعلان عن الانتخابات وفي شهر آب من عام 1948 ميلادي تم الإعلان عن جمهورية كوريا بشكل رسمي وفي عام 1949 ميلادي انسحبت القوات الأمريكية من الأراضي الكورية.