اقرأ في هذا المقال
خدمات ومشروعات تنموية للشعب في عهد الملك سعود:
منذ تلك اللحظة التي تولى فيها الملك سعود الحكم في الدولة السعودية، وهو يعمل بكل جد على التطوير في دولته، حيث عمل على إقامة مختلف المشاريع والخدمات لشعبه العظيم، بعد أن أصبحت البلاد بفضل الله حديثة من الناحية الاقتصادية وخاصة بعد اكتشاف النفط الذي غير كثيراً من مجرى الأمور. ومن تلك الخدمات على سبيل المثال: المواصلات في الطرق البرية، حيث كانت طبيعة البلاد السعودية تتكون من المناطق الصحراوية والهضاب.
إنّ استخدام الناس في الزمن الماضي لوسائل مواصلات من الحيوانات تناسب كل بيئة متواجدة فيها، فكان الجمل والحمار من وسائل النقل المتوافرة في ذلك الوقت ولسنين طويلة. ولم يكن في شبه الجزيرة طرق مواصلات برية في المعنى الحديث، إنما كانت طرق قوافل حيث تعارف الناس عليها وساروا بها حتى جاء عهد الملك عبد العزيز وعلى رغم من المساحة الكبيرة للمملكة، فإن الطرق المعبدة حتى عام 1371/ 1951 ميلادي، لم يكن فيها أكثر من 200 كيلو متر.
لكن التطور الكبير الشامل في هذا المجال كان في عهد الملك سعود، وخاصة عندما أسست وزارة المواصلات في عام 1373/ 1903 ميلادي، حيث كان من ضمن اختصاصها العمل على تأسيس شبكة من المواصلات البرية واللاسلكية تبسط وتسهل عملية الاتصال بين المراكز الأساسية في البلاد وتربطها في العالم الخارجي.
بدأت الدولة في وضع ميزانية كبيرة لتقوم في إعداد برنامج لهذه الخطة ومن أجل ذلك تاسست في عام 1374/ 1954 ميلادي مصلحة الطرق وكان أوّل اهتمامها هو تعبيد وإصلاح الطرق ذات الأهمية البالغة في تلك الفترة مثل طرق الحج، طريق المدينة، طريق جدة وطرق مكة المكرمة. وكان المهمة الكبيرة أمام الحكومة هي تعبيد أنحاء هذه البلاد الواسعة.
حيث كانت هناك قليل من المهارات في القوى العاملة في هذا المجال من حيث الكفاءات الهندسية التي تستطيع التخطيط والتصميم والإشراف والتنفيذ، حيث لم يبلغ عددهم عام 1384/ 1914 ميلادي سوى 10 مهندسين ومن أجل حل هذه المشكلة عمدت الحكومة إلى طلب المساعدة من عدد من مراكز الخبرة الفنية المختصة في هندسة الطرق، منها شركة ساوني الإيطالية وشركة ويلسون مدرو الأمريكية وشركة واغنر الألمانية.
وقد وضعت ميزانية عام 1383/1993 ميلادي مبلغ 18,000,000 ر.س ليقوموا بشراء المعدات الحديثة التي تستخدم في تأسيس الطرق ومن أهم الطرق التي جرى العمل على تطبيقها وتنفيذها: طريق جدة، المدينة. وكذلك استكمال طريق الطائف مطار الحوية. وطريق جدة ومكة. وطرق داخل مدينة الرياض والتي بدأ العمل فيها منذ 1370/ 1955 ميلادي وأول الطرق فيها ما بين الرياض والمطار القديم، كذلك طريق الرياض الدرعية.
ثم بعدها استكملوا طريق الرياض الخرج والذي تم الانتهاء منه عام 1372/1952 ميلادي، ثم بعد ذلك تم تأسيس مجموعة من الطرق التي عملت في ربط الرياض في المراكز العمرانية التي تقع جوارها، وبإمارة شقراء والدوادمي وكان مجموع الطرق المعبدة حتى عام 1993/ 1383 ميلادي حوالي 850 كلم داخل مدينة الرياض فقط وما حولها من مباني عمرانية.
وكان وهناك أيضاً مجموعة طرق أخرى مثل طریق الخبر الدمام وطريق مطار الظهران المعسكر وطريق بدر وينبع، كذلك صدرت أوامر جلالة الملك في القيام في تعبيد وإستصلاح طريق ضرمة ويعد ذلك الطريق جزءًا من طريق الرياض الحجاز. ولقد كانت هناك مجموعة من لمشاريع قيد التنفيذ والعمل بها في ذلك الوقت: مثل طريق المدينة تبوك، طريق مكة والطائف، إلى جانب ذلك هناك مجموعة طرق كانت صالحة للعبور منها، وطورت في وضع علامات إرشادية عليها تبين الاتجاهات والمعلومات اللازمة لكل مسافر.
وكانت تلك الإشارات موجودة على الطرق الآتية: من الرياض إلى الكويت، الرياض إلى الطائف. من الرياض إلى المدينة، الرياض إلى أبها، جازان، الربع الخالي. والطريق بين المدينة إلى حائل، ومن حائل إلى القصيم، شقراء، المجمعة فلقد عملت السيارات لنفسها نتيجة كثرة مرورها منها طريقاً لها. ولقد صدرت موافقة جلالته الملك على مشاريع بعض الطرق، ووضع خطة لإعادة تحسين جهاز مصلحة الطرق، وتأسيس معمل فحص المواد في هذه المصلحة.
أما فيما يتعلق في السكك الحديدية فكانت أولها خط حديدي في العهد السعودي في عام 1366/ 1946 ميلادي، حيث افتتح بالشكل الرسمي في عام 1371/1951 ميلادي. وكانت وسيلة النقل الوحيدة والحديثة بين منطقتين الدمام والرياض، واستعملت لنقل المحروقات ومواد البناء من أسمنت وحديد وأخشاب وكذلك نقل المواد الغذائية وجمع البضائع المستوردة من الخارج عن طريق ميناء الدمام.
حيث تم إمدادها في محطات حجز وانتظار للمسافرين ومخازن البضائع في المدن والمحطات وأسست على طول الخط، تحتوي المحطات الرئيسة على شبكة لاسلكية حديثة، ولقد حدث على هذا الخط الكثير من التطويرات وتم الإضافة إليه بعض الزيادات وقامت في بعض الدراسات المختلفة لتأسيس خطوط حديدية تربط شرق المملكة بغربها وشمالها بجنوبها.
في عام 1377/ 1957 ميلادي، زاد عدد الموظفين السعوديين من 100 إلى 1000 موظف سعودي. وقد تبرع جلالة الملك سعود في مبلغ مالي بلغ 2 مليون ر. س، من أجل المستحقات الخاصة لدراسة مشروع إعادة تشغيل الخط الحجازي.
النقل الجوي:
أما بالنسبة لطبيعة البلاد السعودية وانتشار المناطق الصحراوية فيها بشكل واسع، وكذلك المرتفعات والجبال، فقد قامت المملكة بالاعتماد بشكل كلي على وسائل النقل الجوي وأسست لذلك شبكة جوية تربط جميع أنحاء المملكة ببعضها. وأصبحت الدولة العربية السعودية ثاني بلد عربي يستخدم الطائرات لنقل الركاب بعد لبنان، كما وقعت المملكة عقداً مع شركة بوينج الأمريكية في عام 1382/1992 ميلادي لتقوم في شراء ثلاث طائرات بوينج وعقداً آخر لصيانة تلك الطائرات.
وتعد مؤسسة الخطوط أكثر مؤسسات الطيران العربية نشاطاً؛ لأنها لم تكن متصلة فقط داخل المملكة بل إنها تقوم في تأمين المواصلات بين المملكة ومجاوريها من الدول العربية والدول الخارجية. وقد أسست المملكة معهد للعمل على التدريب على الطيران، انضم إليه 100 طالب من أبناء المملكة ويشمل هذا المعهد أربعة أقسام الأول للأرصاد الجوية والثاني لخدمات المرافقة الجوية والثالث لصيانة الأجهزة اللاسلكية والرابع التشغيل الأجهزة اللاسلكية.
إنّ الهدف من هذا المعهد هو تدريب الشاب السعودي على الخدمات المتعلقة في الجانب الفني، لتأمين سلامة الطيران. بالإضافة إلى ذلك فقد كانت هناك عدة طموحات أخرى اهتم بها جلالته في هذا المجال، كان من ذلك تحديد اختصاصات كل من مصلحة الطيران المدني والخطوط الجوية السعودية. وجه جلالته نظره في الاهتمام في المطارات وأنّ تكون أنظمتها على قواعد صحيحة وقواعد واضحة.
مثلت المواصلات الجوية دوراً هاماً متقدم في تطور البلاد من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حيث أسهم في اتصال المملكة مع كل العواصم العربية في الشرق العربي وبعض البلدان في أفريقيا وفي أوروبا وأمريكا، فساعد ذلك في نقل الثقافة من مكان لآخر، كذلك ساعد في عملية ابتعاث الطلبة إلى تلك الدول العربية والغربية، فزاد ذلك من التقدم والرقي الحضاري للبلاد.
أهم الخطوط الجوية بالمملكة:
الخط الجوي الرابط بين جدة ومدينة الرياض، كذلك الخط الجوي بين الرياض والظهران والخط الجوي من جدة إلى المدينة إلى حائل إلى بريدة إلى المجمعة إلى الرياض ويرجع من الرياض سالكاً ماراً بالمدن نفسها في اليوم التالي إلى جدة. وخط من جدة إلى الطائف إلى جازان. وكان من أشهر المطارات في ذلك الوقت مطار الظهران ومطار الرياض ومطار المدينة المنورة ومطار الطائف.
وكان هناك مهابط للطائرات حيث بلغ عددهم 27 مهبطاً تستعمل بطرق منتظمة وهي: جازان أبها بيشة، تربة، الطائف، ينبع الوجه، تبوك، حائل، سكاكا، بدنة، طريف، قريات الملح، بريدة عنيزة الرس الزلفي، شقراء، الهفوف. وقد حظت الخطوط الجوية السعودية أكثر من مرة بشهادة السلامة الدولية التي لا تمنح إلا للشركات العالمية التي يمضي عليها مدة زمنية ليست بقليلة من دون أن يحدث بها حوادث الطيران.
إنّ المجتمع السعودي مجتمع يتميز في الاستمرارية، في التقدم من جهة وبالانفتاح على غيره من المجتمعات من جهة أخرى وذلك بسبب نشر العلم والتعليم بين أفراده وبسسب ذلك تمكنت البلاد في فترة زمنية قصيرة نوعاً ما من تحقيق تقدمات سريعة في النواحي الاجتماعية على اختلافها وتحقيق تطورات في الخدمات العامة التي تقدمها من مياه وكهرباء ووسائل اتصال من إذاعة وتلفاز وصحافة، ثم ربطها في شبكات سريعة من الطرق المعبدة.
وهذا ساعد وأسهم في إحداث تغير في بنية المجتمع السعودي وقواعده وفي ظهور مجموعة من القيم والعادات الجديدة، وفي تطور شبكة من العلاقات والنظم الاجتماعية، كل ذلك أسهم ذلك في توجيه التغيير الاجتماعي من خلال البرامج الموجهة لتقوم في نشر الوعي بين الشعب ورفع مستواهم الثقافي وذلك يعود إلى توحيد الجهود المبذولة والاستفادة من كل العناصر والكفاءات الموجودة في المجتمع، وعملية جمع الناس على كلمة واحدة والتوحيد بينهم عن طريق التكافل والرعاية والاهتمام أدى إلى ظهور تنمية شاملة وواسعة في البلاد.