ربما سبق أن رأى أحدكم تلك السيدة التي تمسك رأس خيط وقد عُلّق بنهايته خاتم ذهبي بتركيز كبير، وهو يتدلى أعلى بطن إمرأة حامل، وهي تتوسط مجموعة من النسوة اللاتي يراقبن الخاتم الذي يتأرجح ذهابًَا وإيابًا، وتأويل هذا الفعل أنهن يعتقدن بأنهن يتنبأن بجنس المولود المقبل.
أشهر الخرافات التي تتعلق بتحديد جنس المولود:
لا بد وأن سمع أحدكم بتلك الحميات الغذائية الحمضية والقلوية، أو وصفات الغسولات المهبلية التي قد تستخدمها النساء، أوالحساب بالجدول الصيني وطرق أخرى كحساب دقات قلب الجنين، وغيرها الكثير من الخرافات الشعبية والتي تقوم النساء باتباعها لتحديد جنس المولود بشكل مسبق، أو توقع ما هو، وذلك على الرغم من أن الأطباء أكدواعلى عدم وجود أي طريقة يمكنها تحديد جنس المولود في الإلقاح الطبيعي.
مع أن التطور التقني والتكنلوجي بات يسمح للزوجين بمعرفة جنس المولود خلال الحمل، غير أن تلك الخرافات ما تزال عالقة في عقلية الكثير من النسوة في المجتمعات العربية، ولا تزال الكثير منها حديثًا للثرثرات النسائية، وقناعات راسخة في عقول الكثير من الرجال، إلى جانب العديد من الطرق الشائعة، التي لا يقتصر انتشارها على منطقتنا، وقد تتفرد الدول العربية ببعض الطرق المحلية التي تبدو أكثر غرابة، إليكم بعضًا منها.
التبرك بالإله “مين”:
يعتقد بعض من أهل قرى مصر بهذه الممارسة الشعبية الغريبة ويقومون بها، وعلى الرغم من أن هذه المجتمعات تتميز بأنها محافظة عامة، غير أن النساء اللاتي يتأخرن في الإنجاب أو يرغبن بإنجاب الذكور، يذهبن إلى منطقة شبين القناطر في محافظة القليوبية، التي تحتوي على إحدى القطع الأثرية، التي تعود إلى عصور الدولة الوسطى، وتوجد تحديداً في منطقة “تل اليهودية”، ويقمن بالتبرك والتمسح بتلك القطع الأثرية لفك النحس عنهن وتمكينهن من الإنجاب.
لعل أشهر الممارسات التي تقوم بها النسوة الراغبات بالإنجاب هناك، أن يصعدن التل ويهبطن منه سبع مرات ثم يغتسلن بعدهما، والإبريق الذي يغتسلن منه يتمّ كسره، لتحصل البركة ويستطعن الإنجاب، وتأويل هذا المعتقد يعود إلى زمن الفراعنة.
الإله الفرعوني “مين”، هو إله الخصوبة في عصر الفراعنة، ويعود أصل هذه الممارسة إلى عدد من القصص الأسطورية الطريفة، تقول إحداها إن الإله هو من خصب النساء في الوقت الذي طالت فيه إحدى الحروب على حدود مصر، ومات حينها الكثير من الرجال، فنشأ بعدها جيل محارب من نسل الإله مين.
ماء سورة “البقرة”:
هذه الوصفة كذلك يتبعها بعض النساء ويعتقدن أنهن سينجبن الذكور دون الإناث، ومضمونها أن تقوم المرأة بكتابة آيات من الثلث الأخير من سورة البقرة بخط يدها وبقلم حبر على ورقة بيضاء، ثم تقوم بنقع الورقة في كوب ماء طوال الليل، وفي الصباح تقوم بقراءة التعويذات ثم تشرب الماء الذي انحل به الحبر بشكل كامل، وتقوم بعض النسوة بكتابة آية الكرسي عوضًا عن سورة البقرة.
رش الملح:
تعتقد بعض النساء أن للملح دوراً في أن تُوجّه رسالة للحامل والذين حولها حول جنس الجنين في بطنها، ومضمون هذه الطريقة أن يُرش بعضًا من الملح على رأس المرأة الحامل خلسةً وهي نائمة، ومن دون أن تشعر، ثم ينتظرونها لتستيقظ، فإن قامت الحامل بحكّ أنفها، فالمولود المنتظر سيكون ذكرًا، وأما إذا قامت بحكّ رأسها أو أذنها فالمولود القادم أنثى، وفي نسخة أخرى من الطريقة نفسها، إذ ينتظر البعض أول اسم تنطق به الحامل بعد أن تستيقظ، فإذا كان مذكراً فهو ذكر، وإن كان مؤنثاً فهو أنثى.
التبول على بذور القمح والشعير:
تعود هذه الخرافة في أصولها الشعبية إلى عهد الفراعنة، غير أن البعض لا يزال يعتبرها ذات فعالية، حيث تقوم المرأة الحامل بوضع عينة من البول في إناءين يحتوي أحدهما على بضع حبات من الشعير، وأما الآخر فيه بضع حبات من القمح، ومن ثم ينتظرن عدة أيام، فإذا نبتت حبوب القمح كان المولود أنثى، وأما إذا نبتت حبات الشعير كان المولود المنتظر ذكرًا.
وزن الأب:
خرافة مضحكة وغريبة في ذات الوقت، إذ يسود هذا الاعتقاد الشعبي الخاص، حيث يبقي البعض عينيه على وزن الأب وشكل جسده خلال فترة حمل زوجته، ويجزم الكثيرون أن زيادة وزن الأب أو تكوّر كرشه أكبر دليل حتمي على أن زوجته حامل بفتاة، أما أولئك الذين يحافظون على وزنهم فيتوقع أن تلد زوجاتهم صبيًا، لا تدل التغيرات الشكلية للأب وحده على جنس المولود، إذ أنه في اعتقادات وموروثات شعبية عند البعض أن الحامل ذات البطن المتكور للأعلى ستلد ذكراً، وذات البطن المتكور للأسفل ستلد أنثى.
حلو ومالح:
هذه الخرافة تتعلق بطبيعة الوحم الذي يصيب السيدات الحوامل خلال الأشهر الأولى للحمل، ولوحم الحامل نصيبه الوافر من التكهنات حول جنس المولود، وحسب هذه التكهنات يتوقع من الحامل التي تشتهي وترغب المأكولات حلوة المذاق أن تلد أنثى، وأما التي تشتهي المأكولات المالحة أو الحامضة فمن المتوقع أن تلد ذكرًا.
من تحب زوجها تنجب صبيًا:
تعد هذه الخرافة من الاعتقادات البديهية شبه المسلم بها بين عدد ليس بالقليل من النساء والرجال كذلك في بعض المجتمعات، ويفترض هذا الاعتقاد أن التي تحب زوجها بقدر كبير هي قادرة على منحه طفلًا ذكرًا، تقول إحدى النساء : “عدا عن الملامة التي تتعرض لها النساء لإنجابهن فتيات بدلًا من الذكور، توجه إليهن اتهامات مبطنة وشكوك بأنها لا تحب زوجها إذا ما أنجبت فتاة، الأمر الذي ينعكس على علاقتهما، إذ أن بعض الرجال يصدقون هذه الخرافات كذلك، وهذه خرافات ومعتقدات شائعة بالتأكيد لا أساس لها من الصحة، وكما أنها ليست منطقية البتة”.
تكهنات كبيرات السن:
السيدات المتقدمات في السن حتى يومنا هذا يملن إلى التكهن بجنس المولود القادم، وتحاول النساء الكبيرات في السن أن يظهرن أنهن يستطعن معرفة ما لا يعرفه غيرهن، وأنه بإمكان هذه التكهنات والتي تنشأ على أي حركة أو ردود أفعال طبيعية تقوم بها المرأة الحامل، تحديد جنس المولود القادم.
تقول إحدى الجدات: “أنها لم تخطئ يومًا في التكهن بجنس مواليد بناتها وزوجات أبنائها، وترجع هذه الموهبة إلى خبرتها بعد إنجاب تسعة ذكور، كما أنها اكتسبت خبرة والدتها التي كانت تحدد جنس المولود بمجرد النظر إلى الحامل وطرح بعض الأسئلة عليها، وتقول أن هناك مواصفات تظهر عند المرأة الحامل بفتاة تختلف عن تلك الحامل بصبي”، ففي اعتقادها “أن المرأة التي ينمو شعر ساقيها بشكل أكثف في الحمل، ويتساقط شعر رأسها وتنفر من زوجها، تكون حاملًا بصبي، أما من ينير وجهها ويزداد جمالها، وتصبح أكثر هدوءًا وطاعة لزوجها فستكون حاملًا بفتاة”.