خرافات الجدات حول المواليد الجدد

اقرأ في هذا المقال


منذ قديم الزمان حرصت الأمهات والجدّات في وطننا العربي أن يقمنَ ببعض الممارسات الخاطئة تجاه الطفل الرضيع، والتي ورثنها بدورهن من أمهاتهن وجداتهن، وقد كانت تلك المعتقدات ملجأهن؛ لقلة توافر الإمكانيات الطبية والأطباء والعلاجات في ذلك الوقت.
رغم ذلك كانت تلك المعتقدات والممارسات الخاطئة هي التي عرفوها واكتسبوها مع الزمن، وأضحت تلك الطرق هي الوحيدة والتي أتيحت أمامهم في معالجة المواليد الجدد حسب الحالات التي يمرون بها، وبما أن تلك الممارسات ما تزال مستمرة عند بعض الناس حتى هذا الوقت، كان لازمًا أن يُسلط الضوء عليها وأن تُحدد مواطن الخلل فيها، والطرق الصحيحة في علاجها.

حقائق حول معتقدات وخرافات الجدات:

أورد أحد الأطباء من ذوي الاختصاص مجموعة من المعتقدات والممارسات الخاطئة، فيما يلي بعضًا منها مع تأويلها والحقيقة وراءها:

خرافة نوم الطفل على بطنه:

من المعتقدات الخاطئة لدى أغلب الأمهات والجدات أن نوم الطفل الرضيع على بطنه، يساعده في أن يتخلص من آلام المغص أو الانتفاخ الذي يؤرق ويقلق نومه ويبعد عنه الراحة، إلا أن الذي تشير إليه أغلب الدراسات والبحوث أن هذا الأمر ينطلي على خطورة كبيرة، والأفضل من ذلك كما يرى الأطباء المختصون، تنويم الطفل الرضيع بالوضعية الطبيعية أي مستلقيًا على ظهره، حتى يتمكن من التنفس بشكل طبيعي وآمن، دون الضغط على الجهاز التنفسي والرئتين، إذ يكون الطفل في أثناء نومه على بطنه بوضعية غير مستوية، وذلك يعرُّضه لحالة تسمى إعادة التنفس، وهي حالة تؤدي إلى التسمم في الدم ثم الوفاة، وذلك لاستنشاقه زفيره المحتوي على ثاني أكسيد الكربون.

إسكات المولود باللّهاية:

كثيرًا ما تلجأ العديد من الأمهات لاستخدام اللهاية كوسيلة لتساعد طفلها الرضيع على النوم، أو قد تستخدمها كوسيلة لإسكاته وإيقافه عن البكاء، غير أن هذه الوسيلة وفق الدراسات الطبية، تعتبر من أكثر الوسائل التي تنقل الفايروسات والميكروبات من محيط الطفل إلى فمه ولعابه وباقي أجهزة جسمه تباعًا، وليس هذا فقط، بل هي تسبب مشاكل في أسنانه، إضافة إلى أنها تسبب الغازات لدى الرضيع بسبب دخول الهواء إلى داخل جسمه، كما أن استخدامها بشكل مستمر، يؤدي إلى الإدمان عليها ورفض ثدي الأم والرضاعة الطبيعية.

هزّ الطفل لإسكاته وتنويمه:

من الممارسات الخاطئة والأكثر خطورة، والتي ربما لا يتنبه الآباء والأمهات إلى آثارها السلبية، هي هزّ الطفل قبل أن ينام بقوة، أو رميه في الهواء بغرض اللعب معه في بعض الأحيان، تلك الممارسات جميعها وفق ما أجمعت الدراسات التي أجراها أطباء مختصون، ما هي إلا مسببات لإصابته بمتلازمة يُطلق عليها “متلازمة هز الرضيع”، والتي من شأنها أن تدمر خلايا المخ، وفي حال كانت طريقة هزّه قوية، فقد تسبب له ارتجاجًا في الدماغ، نظرًا لتركيب الدماغ داخل الجمجمة، ونظرا لصغر حجم المولود وعدم قدرة جسمه على تحمل هذه الطريقة.

تمليح الطفل:

خرافة قديمة كثيرًا ما اتبعتها الأمهات والجدات في الماضي، ولا تزال بعض النساء حريصات على ممارستها مع الأطفال المولودين حديثًا” تمليح الطفل”، ويُقصد بتلك الطريقة، تدليك جلد المولود بالملح أو تغسيله به، لاعتقاد الأم أو الجدة بقدرته على إزالة الأوساخ من جسمه، دون معرفة أن هذه الطريقة تصيب بشرته الحساسة بالجفاف والالتهابات الحادة وفقدان جسمه للسوائل.
حيث أنها هذه الطريقة من أخطر الطرق وأكثرها ضرراً على صحة الطفل، فعند امتصاص جسم الطفل للأملاح ستزداد نسبة الملوحة في الدم، ناهيك عن أن امتصاص جزء من الملح من خلال الغشاء المخاطي للفم والأنف، يزيد من نسبة الأملاح في دمه ويُحدث التهابات في الفم واللثة والغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، كما أن بلع الطفل للماء المملح الذي يغسلون به، يؤدي إلى اختلال توازن الأملاح في جسمه.

“تقميط” المولود:

اعتادت النساء فيما مضى تقميط المولود ولفه، أما “التقميط فهو لفّ جسم المولود الجديد بغطاء من القماش بشكل لولبي، كوسيلة لمساعدته على الشعور بالاستقرار والنوم والدفء، وحماية ظهره”، ولكن هذه الطريقة كما يراها المختصون، تؤثر على جهازه التنفسي وطريقة تنفسه وكما أنها تعيق تحركه وتتسبب في عدم نموه بالشكل الطبيعي.
والأفضل من ذلك هو تقديم الدفء والحماية له من خلال وضعه في مكان آمن، مع مراقبته طوال الوقت، المهم أن ما انتهى إليه أهل الاختصاص في هذا المجال هو عدم أخذ الأم بكلام الآخرين من خرافات وممارسات خاطئة فيما يخص مولودها، فهي الأقدر على تحديد حاجاته، وعليها مراجعة طبيبه الخاص بشكل دوري، فهو الأعلم بالطرق الصحيحة لعلاجه.


شارك المقالة: