خرافات عن الزواج

اقرأ في هذا المقال


لم ينقضِ عصر الخرافة بمجيء عصر العلم والانفتاح الذي صار فيه العلم كالهواء الذي نتنفس، فالخرافات ما تزال مستمرة قائمة في كافة مظاهر حياتنا اليومية، فمنها ماهو في مظهر السخرية والهزل، ومنها ما يأخذ مظهر الجدية التي تصل حد الاقتناع، وهي كما يبدو جليًّا ليست قصرًا على كبار السن والأسلاف، الذين يمتلكون معارف ضحلة على الأغلب، بل هي ممتدة الجذور في أذهان أولئك الذين بلغوا درجات لا بأس بها من العلم والمعرفة، ما نريد الوصول إليه أن الخرافة بالنسبة لهؤلاء قد نالت طابعها العلمي؛ بمعنى أن العلم أُتخذ مطية لمعتقداتهم وخرافاتهم.

خرافات الزواج عند أغلب المجتمعات:

لعل الزواج وما يتعلق به من تيسير في الأمور، وما يواجهه من مشاكل ومعضلات التي قد تؤدي إلى حدوث الطلاق في النهاية، من أهم الظواهر الاجتماعية التي تلقى الخرافات عندها رواجًا، وتاليًا أهم الخرافات التي تتعلق بالزواج بين الحاضر والماضي:

  • خرافة غريبة تقول أن المتزوجين لا يستطيعون الإبقاء على زواجهم طوال الحياة؛ ذلك أن متوسط الحياة قد ارتفع بشكل كبير، وهذا أكيد إذا كنا نتكلم عن الزواج قبل قرن من الزمان، إلا أنه مع ازدياد فرص التعليم والعمل فقد زاد متوسط عمر الزواج، وعليه فإن عدد السنوات التي يعيش فيها الزوجان معًا لم يتغير، وهناك العديد من الأزواج الذين يستمرون في زيجاتهم حتى يفصل الموت بينهم، غير أن نسبة خطر الانفصال تتضاعف مع السنة السابعة للزواج، كما قيل في إحدى الدراسات.
  • أما الخرافة التالية فهي من الخرافات الشائعة أن الزواج أكثر فائدة للأزواج من الزوجات، وهذه خرافة لا صحة لها؛ إذ أثبتت الدراسات والتقارير الإحصائية بأن الرجال والنساء كلاهما ينتفعان من الزواج بنفس الدرجة، ولكن بطرق وأساليب مختلفة؛ إذ يحيا الرجال والنساء كلاهما حياة غنية بالود والحب.
    تصبح حياة الزوجين أكثر صحة وسعادة، وأكثر استمرارًا في الزواج؛ وذلك أن الأزواج يكتسبون فوائد عظيمة من الناحية الصحية، في حين أن الزوجات يكتسبن فوائد مالية أكثر وأيضاً يحصلن على الاستقرار.
  • وخرافتنا هذه تقول إنه كلما تعلمت الفتاة وسبحت في بحور العلم قلت فرص ارتباطها أو الحصول على الزوج المناسب لها، توصلت دراسة حديثة استندت على معدلات الزيجات في منتصف التسعينات بأن النساء المتعلمات قد نلن فرص زواج بشكل أكبر من غيرهن من غير المتعلمات، وهذا المنطق يتخالف مع القيم الاسلامية التي حثت على العلم.
  • خرافة تقبع في عقله من يظن أن الزواج يرفع من خطورة تعرض المرأة للعنف والأذى المنزلي، ففي إشارة من بعض الدراسات في الغرب إلى احتمالية التعرض للعنف المنزلي يزيد ويرتفع بين النساء غير المتزوجات وعلى أيدي أصدقائهن، وكما أظهرت نفس الدراسات أن النساء يندر ما يرتبطن من الرجل الذي يعاملهن بعنف.
  • وماذا عن خرافة التعايش الذي يشبه الزواج، ولكنه دون وثيقة تثبته، وهي أكثر شيوعًا في الغرب، إلا أنها تجد صداها بين فئة قليلة في مجتمعاتنا، عمومًا لا يأتي التعايش بأي فوائد على المستوى الصحي أو المالي أو العاطفي، وأما الزواج فهو مليء بكل هذه التفاصيل؛ وذلك لأن الزوجين يعيشان لمصلحتهما أكثر من مصلحة العلاقة، ومما لا شك فيه أن هدف التعايش إنما هو حرية الخروج من علاقات مشابهة بخسائر قليلة، وبالنتيجة فهي علاقة محكوم عليها بالانفصال، أما الزواج فينمو ويزدهر.

شارك المقالة: