بعض المسافرين يصيبهم الكثير من الخوف والشك قبل وأثناء صعودهم إلى الطائرات؛ وذلك يرجع إما إلى عقدة مزمنة عند هؤلاء من الأماكن المرتفعة، وإما لمجرد التفكير في الوقوع وتحطُّم الطائرة خلال الطيران، فبعد دقائق عدة من ركوب الطائرة، تطل المضيفات ليخففن التوتر عند الذين يشعرون بالقلق ويعطين إرشادات ونصائح حول ركوب الطائرة، وذلك في حال الطوارئ، أوسقوط الطائرة بالبحر.
خرافات حول الطيران ما يزال الناس يؤمنون بها:
يولي المسافرون ما تقدم المضيفات من نصائح اهتمامًا عظيمًا، غير أنهم لا يعلمون أن معظم تلك النصائح هي غير دقيقة، وذلك وفق حسب دراسات قام بنشرها موقع “إلكتروني متخصص بإذاعة أخبار متعددة في مجال التقنية، وجاءت كالتالي:
فتح باب الطائرة في أثناء الطيران خطر حقيقي على السلامة:
خرافة ليست صحيحة بالفعل؛ فحين تكون الطائرة في وضع الطيران، يُطبّق ضغط عالٍ داخل غرفة الطائرة، ونتيجة لهذا الضغط، يعتبر فتح باب الطائرة من الأشياء غير الممكنة إطلاقًا؛ بل أنه يحتاج قوّة خارقة،
يمكن أن يؤدي ثقب صغير في الطائرة إلى شفط الجميع خارجها:
لُوحظ أن القنابل أو الفشل الهيكليّ واسع النطاق من الممكن أن يؤديا إلى الكوارث وكما أنه قد يسببان انخفاض متسارع لضغط الطائرة، فإنه في حالة وجود ثقب صغير بهيكل الطائرة فإنه أمر يختلف تمامَا؛ إذ من الممكن أن نفترض وبشكلٍ معقول، أن الطائرة ستظل قطعة واحدةً صلبة، وستتابع طيرانها على ما يرام، وهذا ما حدث فعلًا عند إيجاد خرق في جسد الطائرة، إلا أنها استمرت بالطيران ولم تتدمر.
تفرغ الطائرات النفايات البشرية والفضلات في أثناء وجودها بالهواء:
أمر غير مؤكد، غير أن بعض الناس اشتكوا من أن نفايات كانت قد سقطت عليهم من السماء، إلا أن المسؤولين في بعض الدول أن ذلك الأمر غير قابل للحدوث، فمن المؤكد أن هذه الفضلات من الممكن أن تكون قد جاءت من طائرة.
يمكن أن يعلق الشخص على مرحاض الطائرة إذا قام بدفق الماء في أثناء الطيران:
أمر غير ممكن بأن يتعلق الشخص على مرحاض الطائرة بسبب دفق الماء في الطائرة، إلا إذا تسبب جسم الراكب بختم كامل لمكان الجلوس، وهذا من الصعب القيام به.
الهواء المعاد تدويره في الطائرات ينشر المرض والجراثيم:
قد يبدو هذا منطقياً، إلا أن بعض المختصين بالطيران قد نفوا هذه الخرافة بشكل تام؛ إذ أن الهواء يدور ويُسحب أخيرًا إلى جسد الطائرة السفلي، حيث يتم هناك تهوية نصفه على الأقل، بينما يُصفّى نصفه الآخر عبر الفلاتر ويخلط مع هواء جديد من محرك الطائرة، وهكذا تبدأ الدورة مرة أخرى، وقد وُصفت المرشّحات الموجودة في الطائرات بأنها تعمل بنفس جودة تلك الموجودة في المشافي، وتغيير الهواء يحدث كل دقيقتين أو ثلاث، وهذا أكثر بكثير من الذي يحدث في المباني.
وضع حزام الأمان قد يؤثر على فرصة في النجاة من حادثة ما:
هل وضع حزام الأمان الذي يخص السيارة، يؤثر غلى فرص النجاة في حال وقع حادث؟ فمن الجنوني الاعتقاد أن حزام الأمان في الطائرة من الممكن أن يؤثر على فرصة الهروب من تحطّمها، على العكس فهو يحمي الركاب أكثر بكثير من أذيته إياهم، ففي حالة كهذه سيقذَف الراكب بعفويّة من مقعده ويصطدم بآخر أو بالمقاعد؛ لذلك من الأفضل أن تكون في مقعدك وتنشغل بفك حزام الأمان، على أن تجد نفسك تُقذف في أرجاء الطائرة، إنّ تصديق مثل هذا الأمر مثير للسخرية حقًّا.
أقنعة الأكسجين مزيفة ووضعت لإبقاء الركاب هادئين قبل حدوث التحطم:
لا أصل لهذه الخرافة من الصحة؛ إذ أنه في حال خسرت مقصورة الطائرة ضغطها مع أن هذا قابل لأن يحدث دون أن تتحطم الطائرة، فجميع الركاب يستمرون في التنفس بشكل طبيعي من خلال أقنعة الأكسجين على ارتفاع 30000 قدم، وهو ارتفاع أعلى من ارتفاع قمة جبل إيفرست؛ حتى تتمكّن الطائرة من النزول إلى ارتفاع 10000 قدم، حيث يكون الهواء غنيّاً بالأكسجين على هذا الارتفاع، هذه الأقنعة تسمح للجميع بالتنفس بشكل طبيعي، وهذا أمر مهمٌ جداً.
ليس لديك أي فرصة للنجاة من حادث تحطم للطائرة:
في حادثة تحطم الطائرة “أسيانا 214″، كان أمرًا رائعًا أن 304 من أصل 307 ركاب قد نجوا من حادثة التحطم، وذلك يتفق مع أرقام لجان حماية النقل العالمية، والتي تُبيّن أن 95 في المئة من الركاب المعنيِّين بالحوادث على طائرات أمريكية بين عامي 1983 و2000 كانوا قد نجوا، وعند الإشارة إلى كلمة “حوادث”، يجب التوضيح أنها تعني كل الأحداث التي يمرّ بها الركاب؛ خطر الموت أو الأذيّة الخطيرة أو عندما تتعرض الطائرة لضرر كبير.