على الرغم من التقدم التقني والتطور الطبي العظيم، إلا أن الخرافات والمعتقدات الخاطئة لا تزال تحيط بالحمل، ويبقى الحمل مصدر إلهام لأولئك الذين يعشقون صنع الخرافات وتأليف القصص والحكايات غير الواقعية، وليست تمتلك أدنى مقدار من الدقة، فالكثير من الأزواج الذين يحرصون على متابعة الحمل عند أطباء مختصين، إلا أننا نجدهم يؤمنون بخرافات الجدات والأمهات، خاصة إذا تعلق الأمر بتحديد جنس الجنين.
ما الذي يجعل الآباء يقتنعون بخرافات الحمل؟
من المؤكد أن اقتناع الآباء بالمعتقدات الشعبية والخرافات حول موضوع الحمل مرتبط بالتسلية والمتعة، فأن يشعر المرء بالمتعة بمثل هذه الخرافات والمعتقدات أمر لا يضر، وربما يصبح في كثير من الحالات مجالًا للمزاح والتندر والسخرية، إلا أنه في بعض الحالات يتحول الإيمان بهذه الخرافات إلى ضرر حقيقي عند محاولة البعض تطبيقه، أو في حال كونه مخالفًا لنصائح وإرشادات الطبيب؛ ولهذا وجب التزام الحذر وعدم أخذ مثل هذه الخرافات محمل الجد واستشارة الطبيب قبل الإقدام على أي فعل أو تناول أي دواء أو أعشاب حفاظًا على صحتنا وصحة الطفل.
أشهر خرافات الحمل:
- يعتقد البعض أن شكل بطن الأم الخارجي يشيرإلى جنس الجنين؛ إذ تقول المعتقدات إن انبعاج البطن في الأعلى دليل على أن الجنين أنثى، في حين أن انبعاجه المنخفض يشير إلى أن الجنين ذكر، وأما الحقيقة فهي أن شكل البطن لا علاقة له بجنس الجنين، بل سببه وضع الجنين داخل الرحم ووضع الرحم وقوة عضلات بطن الأم، كما أنه اقتراب موعد الولادة له علاقة بشكل بطن الأم الحامل.
- تشيع في كثير من المجتمعات خرافة مفادها أن شكل وامتلاء وجه الحامل يشير إلى نوع الجنين، والحقيقة أن النساء الحوامل تتباين طرق ونسب زيادة الوزن بين امرأة وأخرى، وكما هو مختلف نوع الجلد في استجابته لزيادة الوزن عند كل أنثى، فإن يربط أحدهم استدارة وجه الحامل وتورده بنوع الجنين، ما هو إلا خرافة لا أصل لها في العلم.
- ما أطرفها الخرافة التي تقول إن جمال المرأة يزيد إذا كانت تحمل بذكر، وأما التفسير العلمي أن المرأم قد تزداد جمالًا بسبب هرمونات الأنوثة التي تزيد خلال الحمل، فالخرافة تقول أن الفتاة تسلب جمال أمها، فإذا لم تكن الحامل جميلة أثناء الحمل فهي تضم في أحشائها أنثى، وعلى العكس إذا ازداد جمالها فهي حامل بذكر.
- لدى البعض اعتقاد أن البهارات يمكن أن تسبب العمى للجنين أو الإجهاض، وأما الحقيقة أنها قد تؤدي إلى اضطراب في قولون الحامل أو ترفع نسبة الإصابة بالتهاب المعدة والحموضة، وأما تأثير البهارات على عين الطفل وبصره أوالإجهاض فهو محض خرافة لا صحة لها، وهناك خرافة تتعلق بالحموضة وهي أن النساء اللواتي يعانين من الحموضة يأتي أولادهن بشعر غزير كثيف.
- يقال أن الأم يجب أن تتناول ضعف الذي تأكله خلال حياتها الطبيعية، إلا أن الحقيقة أن الحامل تحتاج فقط لـمئتي سعر حراري فوق حاجتها الطبيعية، ويعزو البعض سبب زيادة كميات الطعام لدى الحوامل إلى اضطراب الهرمونات الأمر الذي يفتح شهيتها للأكل.
- تشيع خرافة بين كثير من النساء تقول أن شعور المرأة بالغثيان أثناء الحمل سببه أنها حامل بجنين أنثى، وأما التفسير العلمي والمنطقي فهو أن النساء اللواتي يصبن بغثيان الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إنما يصبن به بفعل اضطراب في الهرمونات، وبشكل خاص في أول شهورالحمل غالبًا، ويوجد أسباب كثيرة للغثيان: كالحمل بتوأم مثلًا أو أن الحامل قد أصيبت بمثل هذه الأعراض في أحمالها السابقة، وأما علميًا فلا دليل يثبت أن للغثيان علاقة بنوع الطفل.
- خرافة شائعة جدًا تربط جنس الجنين بنوع الطعام الذي تتناوله الحامل، فيقال أن الحامل إذا كانت تحب الطعام المالح خلال فترة الحمل، فإنها على الأغلب حامل بذكر، أما إذا كانت تميل لتناول السكريات فلا شك أن الجنين ستكون أنثى، والحقيقة حول هذا الأمر أن زيادة رغبة الأمهات لتناول الطعام تزيد عمومًا أثناء الحمل، وأما تفضيلها السكريات أو الأملاح، فهذا يعود إلى حاجة جسمها أو قد يكون مرتبطًا بعلة أو مرض ما عندها وجب استشارة وزيارة الطبيب المختص.
إن تحري الحقيقة عندما يتعلق الموضوع بأمر مهم مثل الحمل، أمر ضروري وملحّ، وأما قصص الجدات ومعتقداتهن، يجب أن تؤخذ من جانب الفكاهة والترفيه فقط، وأما المعلومات الصحيحة فيمكن الحصول عليها من الأطباء المختصين.