خرافات حول القمر

اقرأ في هذا المقال


كان شكل القمر الجميل أحيانًا، والمرعب أحيانًا أخرى مصدرًا لإلهام الكثير من المعتقدات والخرافات عند الإنسان في الثقافات المختلفة، وعلى مدار التاريخ في كافة العصور والأزمنة، على وجه الخصوص أنه يجيء ليلًا، ذلك الوقت الذي يوقظ الرعب والفزع في نفوس الكثير من البشر، حسب المتخصصين في الخرافات والأساطير.
على الرغم من أن إنسان العصر الحديث استطاع قبل ما يقرب الخمسين عامًا، من أن يطأ بقدميه سطح القمر هذا الكائن الغامض، غير أن هذا الكويكب ما يزال يعد إلى أيامنا هذه مصدرًا للمعتقدات والأساطير والخرافات.
إن الذين شغفتهم مراقبة السماء في بقاع متعددة من العالم كانوا على ميعاد مع ظاهرة غريبة، ألا وهي ظاهرة القمر العملاق، والتي صنعت ثورة واهتمامًا على مستوى الإعلام في كافة أرجاء العالم؛ إذ كان القمر على مسافة قريبة جدًا من الأرض، فقد بلغت المسافة ثلاثمئة وستة وخمسون ألفا وخمسمئة وتسعة من الكيلومترات، مع العلم أنه ما اقترب أبدًا إلى هذا الحد الكبير من الأرض منذ ما يقارب السبعين عامًا.

القمر بين الحقيقة والخرافات:

قال أحد علماء الفلك أن القمر كائن يغذي خيال الإنسان ويأخذه إلى عوالم من الغموض والألغاز، فالقمر يتحمل مسؤولية كبيرة عن الكثير من الظواهر التي تحدث في كوكب الأرض، فعلى سبيل المثال حركة المد، وهو الذي يجعل محور الأرض في حالة ثبات، وكما يبدو تأثيره جليًّا في استقرار المناخ؛ ومع هذا كله فهو مسؤول أيضًا عن إيجاد الخوف والفزع في نفوس الكثير من الأشخاص، خصوصًا حين يصبح مكتملًا في منتصف الشهر القمري.
يرى بعض المتخصصين في القصص والحكايات الأسطورية والخرافية، أن الإنسان مخلوق نهاري، في حين أن القمر يرتبط بشكلٍ أساسي في الليل الذي يرعب الإنسان، ويصبح مكتملًا يولد لديه انطباع بأنه أصبح أكثر قوة، ويتغيرشكل القمر في مراحل دورته التامة حول الأرض، أي أن الشهر القمري يمضي 29 يومًا ونصف اليوم، فيكون في بدايته صغيرًا، بعدها يأخذ بالكبر إلى أن يكتمل بدرًا، ثم يأخذ بالصغر إلى حد الاختفاء، وتتكرر الدورة من جديد.
يقول أحد الباحثين في الخرافات والأساطير أن القمر يُعدّ مصدرًا للمعتقدات والخرافات القديمة في شأن الموت والبعث، لا سيما في مصر القديمة، ففي معتقدات المصريين القدماء كان الإله أوزيريس أول متوفىً يُبعث للحياة على شاكلة القمر.
وفي الأساطير والخرافات الدينية اليونانية المتأصلة في القدم، فيأخذ القمر ملامح الآلهة أرتيميس، وفي أساطير ومعتقدات السومريين فإن القمر مذكر يقوم بدور مهم جدًّا للبشر، وفي حضارة مصر القديمة أسندت العناية بالقمر إلى الإله تحوت.
في حكايات وقصص الشعوب، فقوة السحرة والمشعوذين تزداد وتعظم مع اكتمال القمر بدرًا في السماء، وللقمر الفضل الكبير كذلك في الإبداع الذي يصنعه الخيال البشري لتلك الفكرة القائلة بأن الرجل قد يتحول إلى ذئب في حال اكتمال القمر بدرًا، وذلك في خرافة وأسطورة المستذئبين.
تعمّ الاعتقادات بأن منتصف كل شهر قمري تبدأ الاضطرابات العقلية بالنشاط، وذلك وفق أحد المتخصصين في علم الخرافات والأساطير، وهو يقول أنه في القرن التاسع عشر يتعرض المجانين والمختلون عقليًّا للضرب في المستشفيات التي تختص بعلاج الأمراض النفسية والعقلية، وذلك قبل أن يكتمل القمر، ويحدث الضرب أثناء اكتمال القمر وبعده لتهدئتهم.
لأن القمر يأخذ بالكبر بعد أن يولد في غرة الشهر القمري، فقد أصبح يرتبط بالخصوبة، وكما أنه كان شديد الارتباط بما يُزرع وينمو؛ وبما أن الشهر القمري يساوي الدورة الشهرية للمرأة تقريبًا، فقد برزت الكثير من التكهنات حول اتصال هذا بذاك، إلا أن العلماء يكادون يجزمون أنها ما هي إلا محض صدفة.
يضيف أحد الباحثين أنه لا يتم ولادة أطفال أكثر من المعتاد عندما ينتصف القمر، وبالتأكيد فهذا محض خرافة لا تؤكدها الإحصاءات، ولاتؤيد الاعتقاد بها، إلا أنه ما يزال سائدًا، ومن الخرافات والأساطير التي لا تزال شائعة أن الشعر والأظافر ينموان في الفترة التي يكون فيها القمر في مرحلة النمو ليصير بدرًا؛ لذلك يحبب ذهاب الشخص إلى الحلاق خلال النصف الثاني من أي شهر قمري، وذلك عندما يكون القمر في طور الانحسار.
يعمّ الاعتقاد كذلك أن لمراحل القمر التأثير الأكبر على الزراعة، وأن زراعة أنواع معينة من النباتات يجب أن تنسجم وتتوافق مع كل مرحلة من مراحل نمو القمر في الشهر القمري، من جهة أخرى يتوقع أحد الباحثين توصل العلم في يوم ما، إلى تأثيرات حقيقية واقعية للقمر على حياة الإنسان، ويعلل بتقديم المثال، بأن زوجته لا تسستطيع النوم في حال كان القمر بدرًا، وأنه يوجد أشخاص أكثر حساسية واقتناعًا من غيرهم حول هذا الأمر.


شارك المقالة: