خرافات عن النجوم

اقرأ في هذا المقال


كان هناك العديد من النجوم التي نسج العرب حولها خرافاتهم، فمن هذه النجوم أُشتهر سهيل، وحضار، والوزن، ويقول الإخباريون واللغويون العرب عن حضار والوزن أنهما نجمان محلفان عند العرب القدامى، وأنهما سميا محلفين، لاختلاف الناظرين لهما إذا طلعا، فيحلف أحدهما أنه سهيل، ويحلف الآخر أنه ليس بسهيل؛ الأمر الذي يعكس شدة تعلّق واهتمام العربي بذلك النجم اللامع الذي رافقه وضُرب مثلًا للرجاء والأمل.

خرافات السماء: كيف كان أسلافنا يرون النجوم؟


لم يعرف الإنسان قديمًا حين كان ينظر إلى السماء ليلًا، ما هو سر كل النقاط اللامعة التي كان يراها تضيء السماء، فهو لم يتوصل إلى هذه الحقيقة إلا منذ زمن قصير لا يتعدى نحو مئتي سنة، عندما تمكن العلماء من دراسة النجوم والتحقق من أنها كانت مماثلة لشمسنا، وقبل معرفة الإنسان هذا، كانت رؤية مشهد السماء المضيئة بالنقاط الزرقاء كل ليلة مصدر إلهام له ليختلق قصصًا وخرافات تحاول أن تفسر ماهية هذه النجوم بطرق وأساليب شتى.

ما هي المجموعات النجمية؟

عدد النجوم الموجودة في الكون كبير جدًا، إلى درجة أن ثمة قولًا متناقلًا بين علماء الفلك يقول أن عددها في الكون يزيد عن عدد حبات الرمل في كل شواطئ العالم مجتمعة، والواقع أن هذا القول لا ينطوي على أي درجة من المبالغة، بل هو دقيق علميًا بدرجة أو بأخرى.
من الصعب علينا أن نعرف تماما كيف كانت جميع الحضارات والشعوب القديمة تتصور النجوم، لأن تاريخ الكثير منها قد اندثر ولم يُحفظ بالطريقة المناسبة، إلا أننا نعرف على الأقل أن الكثير من تلك الحضارات كانت السماء بالنسبة لها على هيئة مجموعات مترابطة من النجوم، وأن كل واحدة من هذه المجموعات كانت تمثل بالنسبة للإنسان القديم صورة شخص أو كائن خيالي موجود في معتقداته.
قد يكون غريبًا أن أغلب أسماء هذه المجموعات، والتي يطلق هواة الفلك عليها في لغتنا العربية: الكوكبات، سميت نسبة إلى حيوانات أو أشخاص أومخلوقات خرافية، فمثلًا تعتبر مجموعة الدب الأكبر من أشهر المجموعات النجمية في السماء، كما أن العقرب والثور والجبار والكلب الأصغر، هي أيضًا من أكثر المجموعات النجمية المحبوبة بين هواة الفلك.

قصة الجبَّار مع الثريا والكلاب والعقارب:

حين تسأل هاويًا فلكيًا عن مجموعته النجمية التي يفضلها، فثمة خياران سيسرعان إلى ذهنه قبل غيرهما على الأغلب وهما مجموعتا الجبار والعقرب، وهناك تفسير وجيه لأن يعجب بهاتين المجموعتين؛ إذ تمثل الأولى بطلا خرافيًا والثانية تمثل حيوانًا خطرًا.
التبرير هو مع وجود مساعداتٍ ونصائح فإنه عند النظر إليهما في السماء سنجد على غير العادة أن الشخص قادر بكل سهولة على رؤية صورتهما التي تخيلها الإنسان في الأزمنة الغابرة، فمجموعة الجبار تبدو فعلًا مثل رجل يحمل في يده سيفا، وأما مجموعة العقرب فالأمر لا يقف عند تشابه صورتها مع المسمى الذي حصلت عليه، بل إن في وسطها نجمًا أحمر لامعًا يماثل لونه لون الدماء، وقد لقبه قدماء العرب لذلك باسم: قلب العقرب.

خرافة نجم عملاق زوَّجه العرب فبكته نجمة في السماء: سهيل.

نجم سهيل هو كوكب عُرف عند العرب منذ القدم، وكما أنه كان حاضرًا في أشعارهم وأمثالهم، كما أنه عُد جزءًا من فهمهم المناخي والفلكي، حيث حسبوا من خلاله، تغير المناخ وتدرجه من الأشد حرارة إلى الأقل حرارة.

أحب العرب في الجاهلية نجم سهيل، مثلما تعلقوا بغيره من مشاهد السماء والفضاء الخارجي، كالشعرى والثريا. إلا أنه دخل في أدبياتهم وصار جزءًا من وعيهم للعالم الخارجي، وقد منحوه هالة من التقديس، فعبدوه في الجاهلية، وكان هناك صنم يحمل اسمه، ونسجوا حوله الخرافات؛ نظراً لكونه ثاني أكثر النجوم لمعاناً في السماء بعد الشعرى، ويستبشر العرب به أفضل مواسمهم، ويترقبونه باعتباره بداية نهاية الجفاف والقيظ واحتمالية سقوط الأمطار معه أو بعد ظهوره.
تعددت الخرافات العربية القديمة حول نجم سهيل، فمنها ما جعل لسهيل أختين عُرفتا بالعبور والغميصاء، في خرافة أخرى جُعلت العبور والغميصاء زوجين له، وبعض الخرافات القديمة تقول أن نجم سهيل تزوج من نجم الشعرى، إلا أنه ابتعد في مساره فصار يمانيًا، فعبرت الشعرى المجرّة، فسميت لذلك العبور، فما كان من الغميصاء إلا أن تبكي على فقد سهيل، حتى غمصت عيناها.
في خرافة أخرى في أمهات الكتب العربية حول نجم سهيل أن العرب كانت تزعم أنه كان عشّارًاظالمًا، على طريق اليمن؛ أي أنه كان يأخذ العشر، فعاقبه الله ومسخه كوكبًا.


شارك المقالة: