كثرت الدراسات والبحوث العلمية الحديثة التي تقوم وسائل الإعلام وكثير من مواقع الإنترنت بنشرها، والتي تنفي الاعتقادات الخاطئة والخرافات على الأغلب، والتي ترد إلى مسامعنا ومسامع أطفالنا، والتي صارت عادات وتقاليد تم توارثها عن الآباء والأجداد، وقد أصبحت بمثابة الأمور مسلّم بها، ولا يمكن أن نخل بها، وهي “مسلّمات” في الغالب تكون مبنيّة على معلومات غير صحيحة ولا يوجد بها دقة، وكما أنها تحمل بين طياتها كثيرًا من “الكذب الأبيض” إن جاز التعبير.
أشهر الخرافات التي يرددها الأهل على مسامع أطفالهم:
يخاف الآباء على أولادهم خوفًا شديدًا يدفعهم إلى تصديق أو اختلاق كل ما من شأنه أن يحفظ عقولهم وأجسادهم، أو أنهم ينقلون إليهم موروثًا شعبيًّا أو خرافات، بهدف تنمية قيمة أخلاقية ما، أو للحدّ من سلوكاتهم الخاطئة، وحركتهم ومشاغبتهم، وفيما يلي أوجّه أنظاركم إلى بعض معتقدات الآباء وخرافاتهم التي يروونها لأبنائهم لسبب أو لآخر:
- الاقتراب من شاشة التلفزيون يدمّر شبكة العين:
غالبًا ما يأتي التحذير من الآباء لأولادهم بالقول: “لا تقترب من التلفاز لأنه يدمر شبكة عينيك” أو “لا تشاهد التلفاز ليلًا وإلا ستضعف شبكة عينيك”، وغير ذلك من العبارات التي تربت عليها أجيال متلاحقة، إلا أن هذا الكلام لا يعدو كونه مجرد خرافات، أما الحقيقة، فأن يجلس الطفل أقرب مما ينبغي من شاشة التلفاز، قد يصيبه بالصداع أو بإجهاد في العين، غير أنه لا يمكن أن يدمر النظر، والقرب من التلفاز لمتابعة الأفلام الكرتونية لن يضعف نظره.
- لا تفتح المظلة في البيت:
هذه من أشهر الخرافات التي تم تناقلها عبر الزمان “لا تفتح الشمسية داخل البيت فذلك يحجب الخير” أو “لا تفتح الشمسية داخل البيت وإلا سيموت شخص من العائلة”، غير أن تلك المقولات ما هي إلا معتقدات وموروثات خاطئة ولا يربطها بالحقيقة أية صلة، على العكس من الممكن فتح أكثر من شمسية في المنزل، ولن يموت أي أحد من العائلة ولن يقع أي مكروه.
- القفز فوق صديقك قد يوقف نموه:
حين يقوم الأطفال بلعبة “القفز فوق الصديق أو الأخ” ينهال عليهم الأهل النصائح والإرشادات بالتوقف عن هذه اللعبة، والمبرر أنها مؤثرة على نموهم وطولهم، غير أن تلك النصائح لا أساس لها من الصحة، ولم يثبتها العلم، إذ أن الدراسات العلمية تشير بأن الطّول والنموعند الإنسان يتوقّف حين يبلغ الـسبعة عشر عامًا عند الإناث، والـتسعة عشر عامًا عند الذكور، وهذا حسب هرمون النّمو عند كل شخص بالإضافة إلى عوامل قد تكون وراثية.
- الحذاء المقلوب:
إصرار أغلب الناس على أن يعدلوا الحذاء حين يكون في وضع مقلوب، بل وتلك الأقاويل التي تنهال على المسامع إن مرّ أحدهم بحذاء مقلوب ولم يعدله، كل ذلك يعود إلى اعتقاد الكثيرين أن تعديل الحذاء المقلوب ما هو إلاعمل يُقصد به ” كسر الشر”، والخرافة تقول: إن الحذاء المقلوب داخل المنزل يؤدي الى حجب الخير وجلب الشر والمشاكل الى المنزل.
- الكذب على الجبين:
يتجه الأهل في الأغلب إلى المبالغة في حثهم الطفل على ضرورة أن يتبع الصدق وتحذيره من الكذب، حتى وصل الأمر بهم إلى إلقاء الخرافات والاعتقادات الخاطئة على مسامع الطفل، وبالتالي تُغرس في عقله، كقولهم: “إن كذبت سيظهر على جبينك كلمة كذاب” أو “إن كذبت سيطول أنفك كثيراً”. وأما التربية الحديثة فتشير إلى أنه على الأهل ألا يكذبوا أمام الأطفال، لأنهم يقلدون تصرفات الوالدين.
- شرب القهوة والشارب:
يقوم الأطفال بتقليد والديهم في أغلب تصرفاتهم، وبشكل خاص حين يتعلق الأمر بشرب القهوة الصباحية، فغالبًا ينبه الأهل أطفالهم ألا يشربوا القهوة ذلك أنها لا تناسب أعمارهم، وذلك باستخدامهم مقولات كثيرة، لعل أشهرها: “لا تشرب من قهوة أبيك سيظهر لك شارب”، غير أن الدراسات والبحوث العلمية قد أثبتت أن الكافيين لا علاقة له على الإطلاق بأي من هذه الخرافات.
- وضع السن تحت المخدة لتحقيق الأمنية:
في رحلة نمو وتطور الأطفال، يمرون بكثير من الأشياء والأمور التي ترتبط بخرافات واعتقادات شعبية، لا أساس لها من الصحة، فمثلًا ما يزال الآلاف من الأطفال إلى يومنا هذا، يقومون بتخبئة أسنانهم المخلوعة تحت الوسادة، وينتظرون أن تتحقق أمنية من أمانيهم أو أن تُرسل لهم هدية، وفي الموروث والمعتقد الشعبيّ يُفترض أن تقوم “جنية الأسنان” بأخذ السن، ووضع الهدية أو المال، ولكن ما هذا كله إلا مجرد خرافة، والجنيّة ليست إلا الأم أو الأب.
- العصفورة التي تنقل الأخبار:
ترتبط ذاكرة الكثيرين صورًا من طفولتهم، حين أقدم أحدهم على فعل ما وحاول إخفاءه، غير أن الأهل يتبعون وسائل توحي للطفل بأن كل ما في الكون مناصر ومعاون لهم في تربية الأبناء، وتجعل الأطفال يعتقدون أنهم محاطون بالجواسيس الذين يبثون للأهل كل تلك الأسرار الخفية، ويحيا الطفل مع أهله حالة من التشويق، وذلك حين يقومون بوصف حادثة أو عمل قام به الطفل دون علمهم، مدّعين أن لديهم عيونًا خلف رؤوسهم تبصر كل شيء، حتى لو لم يكونوا متواجدين معهم، ولا ننسى أن هناك عصفورة ذكية تقوم بنقل جميع الأخبار إلى الأهل، إلا أن هذه العصفورة تختفي عندما يكبر الطفل، ويصبح مراهقاً.
- بلع العلكة يجعلها تلتصق بالأمعاء:
تدور حول العلكة الكثير من الاعتقادات الخاطئة التي لا يوجد لها أساس من الصحة، ومن المعروف أن المكونات الأساسية للعلكة هي: أساس العلكة وهي المادة التي تجعل من العلكة لا تقبل الذوبان، والسكر الذي يُضاف إليها ليعطيها المذاق الحلو، وعصير القمح الذي يحفظها مرنة، وطازجة لمدة طويلة، والمواد الملينة التي تساهم على مزج المكونات، وتُبقي العلكة ناعمة محتفظة برطوبتها، وأخيرًاالمواد المنكهة، والتي تكون غالبًا نكهات تُستخلص من النعناع والفواكه وغيرها من النكهات، وإنْ قام الطفل بابتلاع العلكة، يقوم الأهل بإقناعه بأنها ستلتصق بأمعائه، وغالبًا ما يكون سبب هذه الكذبة حثّ الطفل على الامتناع عن هذه العادة السيئة، وهذا لا أساس له من الصحة إذ أن جُلّ المشاكل التي يسببها ابتلاع العلكة هو الإمساك.