اقرأ في هذا المقال
- القطة السوداء عبر التاريخ من التقديس إلى التشاؤم
- تقديس المصريين القدماء للقطط
- من التقديس إلى التشاؤم
- تغير الأمور على يد الإنجليز
- المصريون لا يحبون القطط السوداء
- رأي الإسلام في القطط السوداء
تتنتشر الكثير من المعتقدات والخرافات عن القطة السوداء في كل بقعة من بقاع الأرض وفي كل طبقات الشعوب بمختلف ثقافاتهم وحضاراتهم، فما هي الحقيقة وراء اعتبار القطة السوداء نذيرًا للشؤم وإشارة إلى حدوث سوء لمن رآها؟ وهل هي حقًّا من الجن الذي يغير شكله ويصبح في هيئة قطة كما يزعم بعض الناس؟ وما السبب وراء إطلاق هذه الخرافة على القطط؟ تساؤلات كثيرة وخرافة غريبة تحتاج لإجابة.
القطة السوداء عبر التاريخ من التقديس إلى التشاؤم:
في اعتقاد الكثيرين حول العالم في هذه الأيام، أن عبور القطة السوداء في الطريق مع بداية النهار، أو في آخر الليل المعتم، ما هو إلا إشارة إلى اللعنة ودعوة إلى التشاؤم، وممهدًا لأن يقع لمن يراها حادث سيء، وبالطبع فهذا الاعتقاد وهم وخيال، ولا يعدو كونه من الخرافات والموروثات القديمة التي تناقلتها الأجيال، فما أصل تلك الخرافة إذن؟ وكيف كانت القطة السوداء محطّ إعجاب الناس قديمًا، قبل أن تصبح نذيرًا للشؤم فيما بعد؟
تقديس المصريين القدماء للقطط:
قدس الفراعنة منذ آلاف السنين القط، وقد نُظر إليه بتبجيل واحترام، وكان جزاء من يقتل قطًّا عقوبة الإعدام، فعلى عكس ما يتوقع الناس ويسود بينهم الآن، كانت النظرة الخاصة بالمصريين القدماء تحديدًا، تجاه القطط جميعًا، سوداء اللون كانت أو بأي لون آخر، نظرة مليئة بالاحترام والتقدير، تجاه تلك الحيوانات الأليفة صغيرة الحجم، وكان عبور القطة السوداء أمامهم لا يحمل معه أي مشاعر سلبية، بل إنه كان يدعوهم إلى التفاؤل، وانتظار قدوم الخير والرخاء.
من التقديس إلى التشاؤم:
في عصور ظلام أوروبا الوسطى ارتبطت القطط السوداء بالساحرات والمشعوذين؛ ذلك أن كل ساحرة كانت تصحب معها قطة، وهذا الأمر جعل الناس يتأكدون من اعتقادهم بأن القطة السوداء ما هي إلا جنيّ متخفٍ، وكثيرة هي القصص التي تُروى عن القطط السوداء، فها هي قصة من القرن السادس عشر الميلادي لأب وابنه كانا مسافرين، وقد مرت قطة سوداء من أمامهما، فقام الولد بقذفها بحجر، فركضت القطة بعيدًا لبيت إحدى الساحرات، وفي الصباح وجدوا الساحرة وفي وجهها كدمات، فاعتقدوا أن الساحرة كانت متشكلة في هيئة القطة وأنها جني.
كما تُعدّ القطة السوداء في الخرافات نذيرًا للشؤم وحدوث الأمور السيئة في بعض الأماكن، فهي بشارة خير وإشارة إلى قدوم وحدوث الكثير من الخيرات في بلدان أخرى مثل اليابان وبريطانيا وروسيا.
تغير الأمور على يد الإنجليز:
بدأت نظرة التبجيل والتقديس تجاه القطط، وذات اللون الأسود بشكل خاص في التغيير على يد الإنجليز، ففي القرن السابع عشر، كان الملك تشارلز يحكم البلاد، ولديه قطة سوداء، وقد كان شديد الحرص على أن يعتني بها بنفسه، وكانت أموره تسير على نحو جيد، إلى أن ماتت قطته السوداء، وفجأة تغيرت الأمور، إذ أكد الملك تشارلز آنذاك، أن موت قطته لا يعني إلا زوال الحظ الجيد الذي رافقه لسنوات طويلة، وقد صدقه الناس فيما بعد، إذ أنه بعد مرور يوم واحد من وفاة القطة، تم إلقاء القبض على الملك بتهمة الخيانة العظمى.
المصريون لا يحبون القطط السوداء:
في حين بدأ الناس يربطون بين حصول بعض الحوادث التي تعترضهم، ووجود القطط السوداء، تجدر الإشارة إلى أن تبجيل وتقديس المصريين القدماء للقطط لم يدم طويلًا، إذ تغيرت تلك النظرة بشكل تدريجي في مصر تحديدًا، وبداية من العصور الوسطى، أي قبل قصة الملك تشارلز مع قطته بقرون طويلة، ففي تلك الأيام، بدأ المصريون وجاء بعدهم أبناء جنسيات أخرى من الشرق والغرب، في الاعتقاد بأن القطط السوداء ما هي إلا تجسيد للشيطان، وأمر يدعو للخوف والتشاؤم دون شك، ولقد تحول الأمر مع مرور الوقت إلى اعتقاد راسخ في عقول الكثيرين، يشير إلى أن القطط السوداء هي نذير شؤم ونحس، ورؤيتها تجر الويلات لا محالة في مناطقنا العربية، وفي دول غربية أخرى عدة، فهل تؤمنون حقا بهذه الخرافة؟
رأي الإسلام في القطط السوداء:
في رأي شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: “إن الجان قد يتشكل في شكل قط أو كلب أسود”، وكثير من العلماء قالوا أن الحيوانات مخلوقات مستقلة عن الجن، إلا أنها قد تأتي في صورة ذات اللون الأسود منها فقط، والبعض الآخر منهم ذهب يقول إن الجن قد يأتي على شكل الكلاب السوداء لا القطط.