خرافة سكب الماء الساخن في شبكة الصرف الصحي

اقرأ في هذا المقال


كثير من العادات والخرافات التي تناقلها الأبناء والأحفاد من خلال الأجداد على مر الأزمنة والعصور، يجد لها الأسلاف تفسيرًا وتأويلًا لما اختفى عنهم من غيبيات، ومن بين العديد من الخرافات والموروثات التي ترسخت في أذهان الكثيرين، نهي الأمهات والجدات عن سكب الماء الساخن في المجاري؛ ذلك أنه يجلب انتقام الجن.

سكب الماء الساخن في شبكة الصرف الصحي يجلب انتقام الجن

يعتقد كثير من الأشخاص في خرافة تحريم ومنع سكب الماء الساخن في شبكات الصرف الصحي ودورات المياه، وبشكل خاص في الليل، وهو عند الأسلاف ولدى الذين يؤمنون به لا يجب الجدال فيه، ذلك أن هذا الأمر سيقود إلى أن ينزعج الجن ممن يتواجدون في دورات المياه وأماكن الخلاء، ولتجنب ذلك يجب التسمية بالله والاستعاذة من الشيطان قبل سكب الماء.

يقال أنه لا يجب سكب الماء الساخن في شبكات الصرف الصحي وإلا يتعرض الشخص الذي قام بهذا الأمر لانتقام من الجن الذين يعيش في تلك الأماكن، أو قد يتعرض لصفعة أو قد يُصاب بعاهة دائمة، والأمر الأكثر إيذاءً من ذلك إذا تسبب هذا الماء في حرق أحد أبنائهم، فالشخص الذي سكب الماء يحكم على نفسه بالهلاك، ذلك أنهم سيسعون إلى الانتقام منه ومن عائلته بمختلف الطرق، وقد يتعرض للمس من أحد الجن، والذى لن يخرج من الشخص إلا بإزهاق روحه، ويحرص بعض الناس على أن يبردوا الماء قبل سكبه في المجاري خشية انتقام الجن، وهو معتقد وخرافة سائدة في كل الدول العربية من دون استثناء.

الحقيقة وراء سكب الماء الساخن في شبكات الصرف الصحي وجلب انتقام الجن

أما العلم والدين في هذا الموضوع فيقول: إن البيوت هي ملك لمن يسكنها بالملك أو الإيجار، ومِن حق المرء أن يفعل فيها ما لم يحرمه الله عليه، ولا يوجد في الكتاب والسنة أمرًا يمنع ويحرم سكب الماء الساخن في الحمام أو المجاري أو غيرها، وأما قول البعض بالمنع فيفتقر إلى دليل، ومن وُجد مِن الجن في هذه الأماكن موجود بغير إذن من أصحاب المنزل؛ فهو الذي ضرَ نفسه، ولو حدث ما يدّعون مِن حرقه بالماء الساخن، ولا دليل على هذه الأمور لا شرعًا ولا عقلًا، بل العقل يدل على سخافة ذلك؛ إذ الجن مخلوق مِن النار، أي يشبه أن يكون مخلوقًا “غازيًّا”؛ فلا دليل على تضرره بالماء الساخن، والتسمية عند دخول الخلاء مستحبة، وعلينا أن نتوكل على الله، والجن إن وجدوا فعليهم أن يرحلوا؛ فلا يُلتفت إلى هذا الأمر.


شارك المقالة: