تلعب خصائص الصحة النفسية للمسن دوراً مهماً في تكيفه مع مرحلة الشيخوخة من ناحية وفي طبيعة التدخل الاجتماعي لمساعدتهم ناحية ثانية، فالأمراض المزمنة والمستعصية من أهم المشكلات التي تجابه نسبة لا يستهان بها من المسنين.
خصائص الصحة النفسية للمسنين
على الرغم من خطورة هذه الأمراض المزمنة على المسنين ومضاعفاتها إلا أن بعضها على الأقل يمكن السيطرة عليه ويمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية إذا ما أخذ الاحتياطات الطيبة والدوائية والغذائية اللازمة، غير أن بعض هذه الأمراض تحتاج إلى عناية دائمة وتخصصية قد تكون الأسرة عاجزة عن توفيرها، وبذلك تحدد حالة المسن الصحية الخدمات اللازمة للمسن.
فبعض المسنين ممن يعانون من بعض الأمراض المزمنة يمكن مساعدتهم وسط أسرهم من خلال الزيارات الطبية التي يقوم بها فريق من المتخصصين في طب الشيخوخة، وبعض المسنين الذين يعانون من أمراض خطيرة لا يمكن توفير ما يحتاجونه من رعاية طبية داخل المنزل ففي هذه الحالة فإن أفضل وسيلة للعناية بهم هي من خلال المصحات المتخصصة التي تتوافر فيها الخدمات الطبية الضرورية.
أما بالنسبة إلى الحالة النفسية والعقلية للمسن فتلعب هي الأخرى دوراً مهماً في نوع الرعاية الضرورية والخدمات اللازمة للمسن، فبالنسبة للمسنين الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية أو العقلية والتي تمثل خطراً على المسن نفسه أو على من يحيطون به فيمكن أن تقدم الخدمات الضرورية للمسن داخل أسرته.
أما إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية أو عقلية شديدة تمثل خطراً على المسن نفسه أو على من يحيطون به ويحتاج إلى رعاية خلال الأربع والعشرين ساعة، وليست الأسرة باستطاعتها رعايته فمن الواجب إيداع المسن في المصحات الخاصة بالمسنين ممن يتحملون ويعانون من اضطرابات نفسية وعقلية.
فهناك العديد من الأساليب لمنح الخدمات الطبية للمسنين ويتوقف الاختيار بين هذه البدائل على العديد من العوامل، لعل أولى هذه العوامل هي الحالة الصحية للمسن من حيث نوع المرض خطورته وشدته، والمرحلة التي وصل إليها، العامل الآخر هو حالة الأسرة من حيث مستواها الاقتصادي ودرجة تماسكها ومن حيث قدرتها على الوفاء باحتياجات المسن، إلى جانب توافر الموارد المالية من قبل الدولة أو من قبل المؤسسات غير الحكومية.