اقرأ في هذا المقال
دراسة العلاقة بين الثقافات وتجديد مفهومها:
لا شك ان التفكير في مفهوم الثقافة لقد تركز على دراسة الثقافات المفردة ودراسة المبادئ الكونية للثقافة، ولكن كان لابد من افتتاح حقل بحث جديد الذي سمي صيرورات التثاقف حتى يحدث تقدم نظري جديد لهذا المفهوم.
على الرغم من أن ظواهر التماس الثقافي لم يتم تجاهلها تماماً، فإنه من الغريب في التاريخ المتأخر نسبياً أن تحتوي الثقافات على أعمال معينة تحتوي مجموعة من التغيرات الثقافية المتأصلة بمبدأ التماس الثقافي.
علماء الأنثروبولوجيا والعلاقة بين الثقافات:
لقد اهتم علماء الأنثروبولوجيا الانتشاريون حقاً في ظواهر الاقتراض وتوزيع السمات الثقافية، انطلاقاً من بؤرة ثقافية مفترضة، ولكن أعمالهم كانت تهتم بنتائج الانتشار الثقافي، ولم تكن تصف إلّا الحال النهائي للمفهوم الثقافي الذي لم يفترض ضرورة وجود تماس بين الثقافة المتلقية والثقافة المانحة.
من المحتمل أن يكون التوجه الأصلي للإثنولوجيا المنصرف إلى الثقافات البدائية، هو السبب الرئيسي في هذا التأخير، ولقد انتقاد علماء الإثنولوجيا لفترة طويلة إلى ما يسمونه “التطور البدائي” أو “أسطورة البدائي”، حيث كان الأمر بالنسبة إليهم في دراسة الثقافات الأقدم يأخذ كامل الأولوية.
إذ كانوا يستندون إلى العالمة القائلة بأن هذه الثقافات كانت تقدم للأشكال الأولية في الحياة الإجتماعية والثقافية، التي لا يمكن أن تصبح أكثر تعقيداً بقدر ما سيتم من حدوث إجراءات تطورية للمجتمع.
وفضلاً عن ذلك كان يُنظر إلى الثقافات البدائية على أنها ثقافات لم يطرأ عليها أيّة تعديل أو حتى القليل منه، في تماسها مع الثقافات الأخرى التي يفترض أن تكون ذات طابع محدود جداً لم يكن مفاجئاً في تلك الظروف أن يكون أحد مبتدعي مفهوم الثقافة الرئيسي هو هرسكوفيتس، ذلك العلم الذي انصرف من عام 1928م عن دراسة الثقافات المتنوعة.
على الرغم من حرص العلماء على تجاوز العضوية التي كانت تماثل بين المجتمع الإنساني والثقافة الحيوية، حيث تمسك العالم إيميل دوركاين بإعتباره أن تطور المجتمع الإنساني في الثقافة يحصل إنطلاقاً من ذاته، كذلك إن التغير الاجتماعي والثقافي بحسب رأيهم قد نتج عملاً جوهرياً من التطور الداخلي للمجتمعات الثقافية، فضلاً عن ذلك كان العالم دوركايم يقدر أن لا إمكانية للتداخل بين مفهومين اجتماعيين وثقافيين.