دلالات التعددية في علم السيميولوجيا

اقرأ في هذا المقال


يرى علماء الاجتماع أن دلالات التعددية في علم السيميولوجيا يمكنها أن تقدم تطور تعددي على السيميولوجيا، وذلك عن طريق المفاهيم والمصطلحات الأساسية التي تهدف إلى توظيفها بشكل مثمر.

دلالات التعددية في علم السيميولوجيا

قد يبدو من المنطقي أن دلالات التعددية في علم السيميولوجيا يمكن أن توفر تحسينًا تعدديًا على السيميولوجيا، وذلك باستخدام ما يسمى بالمفاهيم الأساسية التي تسعى إلى توظيفها بشكل أكثر استجابة، ومع ذلك يعارض جون ستيوارت بشدة مزج حساب غير تمثيلي متماسك للإشارة اللغوية أو الخطابية مع موقف يرتكز على نماذج الرموز والآثار المصاحبة لها.

ويصور جون ستيوارت عواقب وخيمة إذ يجب أن تتعارض وجهات النظر السيميولوجية وما بعد السيميولوجية لأن السيميولوجيا دائمًا ما تلوث مظاهرها اللاحقة، ويوجد مثال جيد على هذا الاصطدام في تحليله لأوجه القصور في كتابات كينيث بيرك حول اللغة، من خلال محاولة بيرك دمج مفهوم اللغة على إنه ديناميكي وعملي ومع ذلك فهو يتكون بطريقة ما من قابل للتحديد.

ويصر جون ستيوارت على أن المشروع التعددي الموجه نحو إلقاء الضوء على الطبيعة الأساسية للغة نفسها سيفشل في تحقيق نتائج متماسكة ومفيدة، فاللغة لا يمكن علاجها بشكل متماسك في وقت واحد، كما أن الإنسان مميز في تشكل العالم وطريقة الوجود، ونتيجة لدوره الفعال لتمثيل جوانب عوالمهم وتحقيق أهداف أخرى، بالنسبة إلى جون ستيوارت تظل السيميولوجيا غير مهتمة بمخاوف مثل العلاقة بين الفرد والمجتمع، وديناميكيات التعاون السردي والتطوير الخطابي للموضوع أو الإنجاز التحادثي للحميمية.

وبالتالي هذا بالطبع سخيف حيث تركز العديد من المناقشات السيميولوجية على نفس الاهتمامات التي ينزلها جون ستيوارت حصريًا إلى مجال ما بعد السيميولوجيا، ويصبح واضحًا أثناء المضي قدمًا من خلال اللغة باعتباره اتصالًا واضحًا، وأن على جون ستيوارت بناء وجهات نظر ضيقة لمجموعة واسعة من الدراسات السيميولوجية من أجل توصيفها بهذه الطريقة، على سبيل المثال يدعي إنه يجب التخلص من الانفصال بين العالمين، حيث لن يجادل أي عالم معاصر بجدية في إنه يمكن للمرء أن يحدد أي نوع من التطابق الفردي بين دال معين ومدلول محدد.

ومع ذلك فمن غير المحتمل أن يجد شخصًا يكتب عن السيميولوجيا لدعم هذا الادعاء، وحتى سيميولوجية الذين يجادلون بأن السيميولوجيا ممارسة لتفكيك الشفرات يمكن التحكم فيها أو تقييدها لن يؤكدوا أن المراسلات المتنوعة من النوع الذي يحدده جون ستيوارت ممكنة.

مظاهر ما بعد تعددية السيميولوجيا

تظهر الدراسة التوضيحية الكاشفية لتقييم جون ستيوارت للاتصال الواضح في تعليقه على نسخ التقاطعات التي تحدث بشكل طبيعي التي قام بتحليلها دوغلاس ماينارد، ويعتبر هذا التبادل غير منظم إلى حد بعيد وغير مخطط له للغاية مما يثبت بالنسبة لجون ستيوارت الطبيعة غير المنهجية للغة كما يتم استخدامها في الحياة الواقعية.

ويؤكد جون ستيوارت أن هذه النصوص تلتقط شيئًا أقرب إلى اللغة كما يحدث بالفعل من الأمثلة التي يشيع استخدامها من قبل الفلاسفة واللغويين والسيميائيين لدعم مزاعمهم حول طبيعة اللغة، وبما أن هذه أمثلة على اللغة كما تُعاش، يتابع هذه الأمثلة هي بالتأكيد أكثر نموذجية من الافتراضات التي نوقشت عادةً لمثل هذه المحادثات نسبيًا.

ومن خلال التأكيد على الاتصال الواضح يكشف جون ستيوارت عن مكونات لن تكون واضحة إذا كان أحد تعامل هذه اللغة ببساطة على إنها استخدام منهجي للرموز، ويوظف جون ستيوارت مفهوم السير ماينارد عن تسلسل عرض المنظور لتوجيه هذا التحليل للمحادثة التي تعمل بشكل نحوي ومعني وبراغماتي، ويقترح السير ماينارد على حد تعبير جون ستيوارت أن شركاء المحادثة يستخدمون هذه الاستراتيجية لتكييف رأي شخصي مع الإطار المرجعي للمستمع، ويتم توظيف هذا من خلال التماس رأي الآخر أولاً ثم إنتاج تقرير الشخص بطريقة تأخذ الآخر في الاعتبار.

ويؤكد جون ستيوارت أن هذا النهج يكشف عن الممارسات البشرية للاتصال التي قد يتجاهلها نموذج الرمز للسير ماينارد، على سبيل المثال يجد دليلاً على العلاقة المعروضة بين الفرد والمجتمع وديناميكيات التعاون السردي والتطور الخطابي للموضوع، وتحقيق العلاقة التفاعلية، وهو يفعل ذلك دون أن ينشغل بأي جهد لتحليل الدالات والدلالات، وهذا أمر حاسم لإدانة جون ستيوارت لنهج نموذج الرمز، ويصر السير ماينارد على إنه يلاحظ ما يفعله في هذا الخطاب لأنه يدرك أن هؤلاء المحاورين يقومون ببناء العالم الذي يشاركونه في الاتصال السمعي الشفوي.

علاوة على ذلك ينتجان كلاهما قصصًا ملفوفة في قصة الآخر الموازية لتشكيل ما يسميه جون ستيوارت البناء التعاوني، التي تميز تبادلاتهم تكشف عن مستوى آخر من حميمية المحاورين، أحدهما مضمن في الأبعاد السمعية الشفوية للتنغيم والتأكيد وتعبيرات الوجه، وأخيرًا يعرض كل متحدث عالماً مفتوحاً لمشاركة الآخر، وكلاهما يؤكد بشكل إيجابي على مشاركة الآخر في عوالمهما، وعلى الرغم من أن تصوير رواية جون ستيوارت عن اتصال واضح قد تم اقتطاعه بالضرورة، إلا إنه يكفي للكشف عن مقاربته.

ومرة أخرى عليه أن ينخرط في اقتطاع كبير من السيميولوجيا بنفسه من أجل جعل ما بعد تعددية السيميولوجيا مختلفة بشكل كبير عن السيميائية وكذلك متفوقة عليها، وفي الواقع يستخدم شكلاً من أشكال التحليل السيميائي إذا كان بإمكان المرء أن يحدد بدقة ما يتضمنه ذلك دون استخدام المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بشكل متكرر بالسيميائية، حيث لا توجد دالات أو دلالات، إلخ، ومن خلال العديد من الفروق الغامضة التي أقامت حواجز وجودية لعرقلة البحث القائم على نموذج الرمز، فإنه يبني في مكانه نفس النهج مع اختلافات اصطلاحية مختلفة.

السيميولوجيا الاجتماعية والبنى الشعرية

وهكذا يدعو جون ستيوارت ببساطة إلى نوع السيميولوجيا التي تركز بالفعل على القضايا ذاتها التي يدعي إنها خارج نطاقها، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك هو السيميولوجيا الاجتماعية لهودج وكريس، وفي الواقع استبعد النقد قصير النظر للسيميائية من كتاب جون ستيوارت وسيقوم بالعديد من الحجج نفسها الموجودة في دراسة هودج وكريس، وعلى العكس من ذلك قد تكون هناك بنى شعرية صارمة لا يمكن التعرف عليها من خلال تحليل غير موجه لخصوصية اللغة الشعرية.

ويتجنب مايكل ريفاتير العناصر اللغوية التي في رأيه لا يمكن للقارئ العادي الوصول إليها ويجادل بأنه حتى تحديد العناصر التي يمكن الوصول إليها، وتتمثل إحدى الفوائد الواضحة لتأكيد جون ستيوارت هنا في إنه ينقل السيميولوجيا الاجتماعية أو ما بعد تعددية السيميولوجيا نحو الشعر، وقد تبدو هذه التجربة بالفعل أكثر صلة لأنها مألوفة بينما قد يظهر تشريح مايكل ريفاتير لاستخدام اللغة من وجهة نظر نظامية على إنه كائن فضائي، ويحلل استخدام اللغة في الوقت البطيء، على عكس ضبابية الوقت الحقيقي للضعف الذي يحدث عادةً أثناء التفاعل السيميولوجي البشري.


شارك المقالة: