إن سمو أي مجتمع يعود إلى الاهتمام بجميع فئاته بصورة إنسانية، بل باتت الأهمية بالإنسان من حيث الحقوق والمساواة وتقديم الرعاية الهنيئة له من معايير تنمية الدولة وازدهارها، إذ أن الجانب الإنساني لا يدنو أهمية عن النواحي المادية التي تساهم الدولة لنقلها واستغلالها.
دور الأخصائي الاجتماعي في رعاية الأيتام
يتضمن الاهتمام بجميع فئات المجتمع بالتحديد الفئات الثانوية والأدنى حظاً، ومن بين هذه الفئات التي تسمى غالباً الفئات الثانوية والتي تحتاج لرعاية اجتماعية مختصة هي فئة الأيتام وفئة ذوي الظروف الخاصة، وذلك لتلبية حاجاتها ومبتغاها الرئيسي لتأهيلها لتتلاءم نفسياً واجتماعياً.
إن مظاهر الاضطهاد والاستبداد والأذى وجميع الإساءة النفسية والاجتماعية التي تشغل نفوس الأيتام بسبب غياب الأبوين في حياتهم، من شأنها أن تظل وتتواصل معهم طالما هناك قصوراً أو استبداد في تقديم الرعاية والخدمات.
حيث إن الخبرات المتراكمة التي مر بها أفراد هذه الفئة خاصة في الدور الإيوائية، والتي في الغالب ما تتصف بعدم الاستقرار، فاقمت عمق المشكلة وأثبتت لليتيم واليتيمة أنه أو أنها فرد متفاوت كُتب عليه أن يتعايش في ظروف متفاوته تتصف بعدم الاستقرار وعدم الأمن النفسي والاجتماعي، فالمجتمع بدأ بالمنظمات الإيوائية قد يسعى بشكل أو بآخر في حل هذه الفئة ولكن في الوقت ذاته قد يكون شريكاً في تعاظمها وتعقيدها متى ما كان هناك تقصير في رعاية هذه الفئة.
وهنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي في مجال رعاية الأيتام، بإعطاء البرامج والأنشطة الاجتماعية الملائمة عن طريق المقابلات الشخصية لمعرفة أفعال الأيتام ومعرفة رغباتهم ومهارتهم، كما من أدوار الأخصائي استمراره مع فريق العمل في المؤسسة وعمل الاجتماعات المستمرة الدائمة مع المشرفين والمراقبين والاستمرار في متابعة أفعال المسؤولين عن حضانة الأيتام في تربية وتصرف المقيمين وإرشادهم.
كذلك من الأدوار الذي يعمل بها الاختصاصي الاجتماعي عند توجه أحد العائلات الحاضنة لتبني الطفل اليتيم يقوم بالبحث الاجتماعي ومعرفة الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ونوع البيئة التي توجد فيها والمستوى التعليمي والافتراضات الدينية ومدى مناسبة الشروط قبل الموافقة.
ومن الممكن أن يسعى الأخصائي الاجتماعي بدور مؤثر في إيجاد التعايش والتلاؤم بين الطفل وبين العائلة التي تريد أن تحتويه ﻹيجاد نوع من العلاقات الاجتماعية الحسنة وأن يعمل على حل الصعوبات التي تكون موجودة في أي عائلة.