دور الأخصائي الاجتماعي مع مرضى السل

اقرأ في هذا المقال



يكون موقف الأخصائي الاجتماعي من سلوك مرضى السُّل موقف المتفهم الذي فيه تمييز لبواعثه وآثاره ونتائجه، على أنْ يُعالِج الألوان السلوكية النفسيّة الضارّة ويشجع الأنواع الإيجابية المرغوبة كما يتعين على الأخصائي الاجتماعي مساعدة مريض السُّل على استرداد مكانته الاجتماعية بعدة وسائل تختلف في كل حالة عن الحالة الأخرى فقد يحتاج إلى العمل مع المريض نفسه أو مع أسرته ومع أمكنة العمل ومع المؤسَّسات والموارد البيئية للمساعدات وغيرها ويكون له أثر إيجابي في إحداث انسجام المريض في مجتمعه.

دور الأخصائي الاجتماعي مع مريض السل

ويمكننا أن ندرك ما يسعى إليه الأخصائي الاجتماعي من أهداف إذا تأملنا مجهوده ومسؤولياته الآتيه:

1- تعديل البيئة الخارجية لاستقبال المريض، ويستدعي ذلك العمل مع أسرة المريض واستثارة حماسها للمساعدة في بعض الخطط العلاجية، والعلاج في بعض الحالات يتطلب اشتراك الأسرة أو الأفراد القادرين في بيئة المريض في مراقبة وتنفيذ التوصيات العلاجية. وقد تنهار الخطة العلاجية وتذهب الجهود المختلفة أدراج الرياح إذا عجزت الأسرة عن فهم حاجات المريض والعمل على تحقيقها. ومن أمثلة هذه الحاجات الحاجة إلى تغذية خاصَّة وإلى رعاية طبية دقيقة أو إلى معاملة خالية من الاستشارات الوجدانية أو المواقف الإنفعالية العنيفة.

2- مساعدة المريض على لون من الحياة لم يَتعوَّد عليه من قبل، وذلك في حالات السُّل التي ينتج عنها ضعف صحي أو عجز جزئي في نشاط المريض وهذه الأمور تستدعي انقطاع المريض عن العمل أو استبدال مهنته بمهنة أخرى أكثر مناسَبَة لحالتهِ الصحية. وفي هذه الحالات يجب أن يوضّح الأخصائي الاجتماعي للمريض الأسباب التي من أجلها ينصحه الطبيب بتحديد نوع النشاط الذي يمكنه تأديته وقد يستعين بالطبيب في هذا التفسير لأنَّ الطبيب يمثل السُلطة المهنية ويثق المريض في كلامه فيتقبله بسهولة ويُسر.

3- قد يترك هذا المرض عاهةً مستديمة في المريض، وواجب الأخصائي في هذه الحالات ضروري وإنساني ويجب تركيز اهتمامه على ناحيتين أولها مساعدة المريض على تَقبّل عاهته والتسليم بأمرها أمّا الناحية الثانية فهي بذل العون الكافي لمساعدة المريض على التعايش في حدود ما تبقى له من قدرات.

4- من نتائج هذا المرض أيضاً قلّة ثقة المريض في قدرته على العمل بالرغم من عدم وجود أساس لذلك، وفي هذه الحالة لا بُد من مساعدته بالتشجيع والتأكيد له بعودته إلى العمل، وطلب المساعدة من الطبيب في الحالات التي يتعذر فيها توصيل الفكرة للمريض بأنَّ العمل لا يتعارض مع حالته الصحية. وقد يكون مصدر قلّة الثقة هو صاحب العمل الذي يعمل لديه المريض، ويجب التغلب على هذه الصعوبة باستخراج تقرير طبي يتضمن اكتمال صحة المريض وقدرته على العودة لمتابعة نشاطه كالمعتاد، وإذا كان للمريض رغبات يرى الطبيب أو الأخصائي أنَّها ليست في صالحه فلا بُدَّ من تصحيح هذه الرغبات عند المريض ولا يمكنه الاستجابة لهذه الرغبات أو الموافقة عليها.

ومن المعروف أنَّ منع كل الرغبات لا يحل المشكلة بل يهدم شخصية المريض الذي يستمر في فرض رغباته باستمرار حتى لو أضرّت به وبغيره، وعلى العكس من ذلك فقد ينتج عن التعديل في موقف المريض وحثّه على النشاط الذاتي انطلاق بعض القدرات الخاصَّة به والتي تجعله أكثر استعدادا لإزالة ما يعترض طريقه من عقبات.

5- قد يُحَوّل الأخصائي أسرة المريض إلى إحدى الجمعيات التي ترعى أُسَر المرضى أو تحويل الأطفال إلى المؤسَّسات الاجتماعية أو الحصول على مساعدة تشغيلية من العمل وغير ذلك من الخدمات وذلك لتذليل ما يعترض الأسرة من مشكلات.

6- من أهم واجبات الأخصائي الاجتماعي كذلك خلال وجود المريض بمنزلهِ وأثناء فترة النقاهة التأكد من أخذ المريض الدواء والكشف الدوري مع العمل على توجيه المريض إلى أهمية تنفيذ تعليمات الطبيب وخاصَّةً فيما يتعلق بتجنب العمل الشاق والتدرج في الأعمال البسيطة إلى الأعمال الأكثر جهداً مع تناول الغذاء اللازم والصحي وتجنّب السهر والتعب الجسمي وما إلى ذلك في فترة النقاهة وما بعدها. وعادةً ما تمتدّ هذه الفترة إلى ثلاث سنوات بعد شفاء المريض من مرضه وعليه تنبيه المريض لخطورة النكسة التي قد تصيبه بعد الشفاء حيث يعتبرها الأطباء من أخطر الأمور على صحَّة المريض وحياته.

7- وأخيراً يتعين على الأخصائي الاجتماعي تنظيم النشاط الاجتماعي الثقافي التربوي والفني والرحلات والحفلات بما يُعْرِفه عن المريض ويدعم علاقاته الإنسانية بالآخرين ويشغل وقت فراغه بنشاط هادف مستفيداً في ذلك بعمليات وأسس الجماعة.

دور الأخصائي الاجتماعي مع المجتمع

يمكن للخدمة الاجتماعية من خلال طريقة تنظيم المجتمع أن تساهم مع الهيئات الوقائيه في تثقيف وتنوير الرأي العام بحقيقة مرض السُّل وأسبابه وكيفية التغلب عليه والوقاية منه بما تُنظمه من نشرات وملصقات ومناقشات وتوجيهات وحملات إعلامية خاصَّة في المناطق الشعبية والريفية والمدارس والمصانع والهيئات بمساعدة الوسائل السمعيّة والبصريّة.

كما تساهم الخدمة الاجتماعية في رفع مستوى خدمات الأخصائيين والعاملين في هذا المجال عن طريق التدريب قبل العمل أو أثناء العمل وعقد المؤتمرات المهنية لهم للخروج بالتوصيات عن أنجح وسائل الرعاية ومواجهة الصعوبات القائمة ويشترك الأخصائيون كذلك في إجراء البحوث العلمية في مجال المشكلات الاجتماعية للسُّل في تقويم البرامج الاجتماعية القائمة.


شارك المقالة: