تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي من التحديات التي تواجهها أنظمة التعليم في معظم دول العالم، يتسبب التسرب في تدني معدلات التحصيل الدراسي ويؤثر على مستقبل الطلاب، ومن بين العوامل المؤثرة في هذه الظاهرة، يأتي دور الأقران بمكانة مهمة.
تأثير الأقران على تفكير الطلاب
تعتبر مرحلة الشباب من أهم مراحل حياة الإنسان، حيث يكتسب الطلاب خلالها تفكيرهم وقيمهم.
يتأثر الشباب بشدة بمحيطهم وأصدقائهم، إن التأثير الذي يمارسه الأقران على تصرفات واختيارات الطلاب له دور كبير في تحديد مدى تفوقهم أو تخلفهم في المدرسة.
التحفيز والضغط الاجتماعي
قد يكون للأقران تأثير إيجابي أو سلبي على التحفيز الدراسي للطلاب، إذ قد يشجع الأقران الطلاب على تحقيق أهدافهم الأكاديمية من خلال المنافسة الصحية وتبادل الخبرات.
على الجانب الآخر يمكن أن يكون الضغط الاجتماعي من الأقران عاملاً مؤثرًا في التسرب من المدرسة، حيث يمكن أن يشعر الطلاب بالتحامل من قبل أقرانهم في حال عدم مواكبتهم للمستوى العام.
بناء علاقات اجتماعية إيجابية
تلعب العلاقات الاجتماعية دورًا حاسمًا في تحديد تجربة الطلاب في المدرسة. يمكن أن يكون للأقران تأثير كبير في بناء علاقات إيجابية يمكن أن تدعم استمرار الطلاب في البيئة المدرسية.
إذا كانت هناك علاقات صداقة وتعاون بين الطلاب، فإنهم أكثر عرضة للبقاء في المدرسة وتحقيق نجاحات أكبر.
دور الأقران في مكافحة التسرب المدرسي
يمكن للمدرسة والمجتمع أن يستثمرا في دور الأقران كوسيلة للحد من ظاهرة التسرب المدرسي.
يمكن تنظيم برامج توجيهية وتوعية من قبل الأقران لدعم الطلاب الذين يواجهون صعوبات دراسية.
يمكنهم أيضًا تقديم الدعم العاطفي والأكاديمي لزملائهم الذين يشعرون بالإحباط أو يفكرون في التسرب.
إن دور الأقران في التسرب المدرسي له أثر كبير وملموس، يمكنهم أن يكونوا عاملاً حاسمًا في تشجيع الطلاب على البقاء في المدرسة وتحقيق نجاحاتهم الأكاديمية، لذا يجب أن يتعاون المدرسون والمجتمع والأهل لبناء بيئة داعمة تعزز من دور الأقران في تعزيز التعليم ومكافحة التسرب المدرسي.