اقرأ في هذا المقال
- دور التربية الاجتماعية والثقافية في زيادة مشكلة التنمر الإلكتروني
- الدور الحكومي والتعليمي في مواجهة مشكلة التنمر الإلكتروني
التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهدناه في القرن الحادي والعشرين قد أحدث تحولاً جذرياً في طريقة تفاعلنا مع العالم وبعضنا البعض، فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث توفر لنا وسيلة سهلة للتواصل مع الآخرين وتبادل الأفكار والمعلومات، ومع ذلك جاء هذا التقدم التكنولوجي بمخاطره الخطيرة، ومن أبرزها زيادة مشكلة التنمر الإلكتروني.
دور التربية الاجتماعية والثقافية في زيادة مشكلة التنمر الإلكتروني
يلعب النقش الاجتماعي والثقافي دورًا مهمًا في تفاقم هذه المشكلة، حيث يؤثر على سلوكنا الرقمي ويؤدي إلى زيادة حالات التنمر والتسبب في تداعيات سلبية على المجتمعات:
تأثير النقش الاجتماعي على التنمر الإلكتروني
يعد النقش الاجتماعي أحد أبرز العوامل التي تساهم في تصاعد مشكلة التنمر الإلكتروني، يمكن تعريف النقش الاجتماعي على أنه العملية التي يستخدم فيها الأفراد المعايير الاجتماعية لتحديد ما هو صحيح وما هو خاطئ وما هي السلوكيات المقبولة في المجتمع.
عندما يصبح التنمر جزءاً من النقش الاجتماعي، يصبح من الصعب على الضحايا والمجتمع ككل معارضة هذا السلوك أو التصدي له، يعتبر البعض أن التنمر عبر الإنترنت جزءاً من النمط الحياتي الحديث، مما يعزز انتشار هذه المشكلة بشكل خطير.
الثقافة الرقمية وتأثيرها على زيادة التنمر الإلكتروني
تلعب الثقافة الرقمية دورًا مهمًا في تحديد نمط التفاعل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فالثقافة الرقمية هي القيم والمعتقدات والممارسات التي تتشكل داخل المجتمعات الرقمية، وتسهم في تشكيل الهويات الرقمية للأفراد.
عندما تصبح ثقافتنا الرقمية مليئة بالسلوكيات السلبية والعدائية، فإن ذلك يؤثر على التفاعلات الرقمية بشكل عام، ويدفع البعض إلى ممارسة التنمر الإلكتروني دون تردد، إذا لم يتم التصدي لهذه الظاهرة وتغيير الثقافة الرقمية نحو الإيجابية والاحترام، فإن زيادة حالات التنمر ستظل مستمرة.
الدور الحكومي والتعليمي في مواجهة مشكلة التنمر الإلكتروني
إن التصدي لزيادة مشكلة التنمر الإلكتروني يتطلب جهوداً مشتركة من الحكومات والمؤسسات التعليمية، يمكن أن تلعب الحكومات دوراً هاماً في وضع تشريعات تنظم استخدام الإنترنت وتحمي المستخدمين من التعرض للتنمر الإلكتروني، بالإضافة إلى ذلك يمكن تنظيم حملات توعية تسلط الضوء على أضرار التنمر الإلكتروني وتشجيع المجتمع على التبليغ عن أي حالات تعرض لها أفراده.
من ناحية أخرى، يجب أن تعمل المؤسسات التعليمية على تفعيل دورها في تعزيز الوعي بمشكلة التنمر الإلكتروني وتوعية الطلاب والمعلمين حول كيفية التصدي لهذه المشكلة.
يمكن أن تشمل هذه الجهود إدراج مواضيع متعلقة بالتنمر الإلكتروني في مناهج الدراسة، وتنظيم ورش عمل وندوات توعوية للطلاب وأولياء الأمور حول طرق التعامل مع الأوضاع القاسية عبر الإنترنت.