دور الدين في الماركسية في حدوث التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


الإنجاز الديني لماكس فيبر:

يمثل الإنجاز الشهير لماكس فيبر (1920_ 1864) “الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية” من منظور التركيز على طبيعة التغير الاجتماعي وعلاقته بالمعرفة والثقافة والدين، قوة ورائدة إسهام يحتوي على حجة مركزية تجسد صعود الرأسمالية الحديثة في أمريكا الشمالية وأجزاء من شمال غرب أوروبا من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، حيث ساد الشكل المسيحي البروتستانتي القائم على المذهب الكالفيني والذي يتسم بالزهد والانضباط الذاتي والاجتهاد وأصبح التكوين أخلاقيات الفكر الديني في إطار النظام الرأسمالي.

دور الدين في حدوث التغير الاجتماعي:

نُشرت الدراسة عام 1905 حيث طبق فيبر قواعد نهجه المفاهيمي مؤكداً على قوة العلاقة بين الاقتصاد والدين إذا مضى إلى الأمام، فسوف يأخذ علماء الاجتماع في الاعتبار الأساس الثقافي للمجتمع المعاصر على سبيل المثال، أكد إميلي لافالي على تأثير العقيدة على إنتاجية العمل، وخاصة البروتستانتية أرنولد ربط التزمت بالنظام الاقتصادي الحديث قارن بوكلي دور البروتستانتية في اسكتلندا مع دور الكاثوليكية في الأفكار الأساسية لأيرلندا لخص سؤالاً مفصلاً: كيف يحدد نمط الحياة الديني ظهور المجتمع الرأسمالي؟ هل تظهر الرأسمالية فقط كنتاج للبروتستانتية؟

يعتقد فيبر أن أهم ميزة للرأسمالية هي وجود المشاريع، والغرض منها هو الحصول على أقصى قدر من الأرباح والطريقة هي تنظيم العمل والإنتاج بعقلانية، إنه من سمات الغرب فهو يربط متعة الاستخدام بالسلوك العقلاني؛ لأن التراكم اللامتناهي للرغبة متحد من خلال تنظيم بيروقراطي دائم بين مجموعة من الأفراد يؤدي أحدهم وظيفة متخصصة وبالتالي الغرض من البيروقراطية كان هدفًا لا ينفصل عن اتباع المبادئ العقلانية لتحقيق النتائج لكن ما الذي يجعل الرأسمالية تمتلك هذه الخاصية؟ بالنسبة إلى فيبر الإجابة هي تفسير البروتستانتية كيف يتحقق من الفرضية وصلاحيتها؟

إحصائياً يتبين أن البروتستانت في ألمانيا هم الأغنى وأن النسبة تزداد أعلى فأكثر وهم يدركون بصريًا وجود الفكر الديني في السلوكيات الموجهة للمشكلات، مما يؤكد أهمية الدين والممارسة العملية عندما يقارن عدة دول لفهم العلاقة بين الدين والأشكال الرأسمالية فقد ظهر بوضوح أن هذا الشكل الغربي لا يوجد في أي مكان ويمكن تنسيقه بين المنطق البروتستانتي والروح الرأسمالية.

للرأسمالية روح تتجسد في عقلية خاصة في المعاملات الاقتصادية، سوف تنظم هذه الروح وتشجعها من أجل فهم هذه الروح استوحى إلهامه من ملخص الوثيقة الشهير لبنيامين فرانكلين والذي اقترح فيه: “تذكر أن الوقت هو المال بعد العمل الدؤوب والاقتصاد لا شيء يقارن إن دقة ونزاهة الأعمال أكثر أهمية لتقدم الشباب في العالم”.

دور الرأسمالية في حدوث التغير الاجتماعي:

تفرض الروح الرأسمالية المتجسدة في الأخلاق البروتستانتية نفسها على الجميع كالتزام بتحسين رأس مال الفرد وليس فقط لجني الفوائد، تجعل المفاهيم الأخلاقية الناس يعرفون أن الخالق قد حدد حياة الخلاص أو العذاب للناس، وبسبب خوفه الشخصي من جهله بمصيره سواء كان سيخلص أو سيعذب فهو يبحث عن اختياره والخلاص من خلال الاستثمار في العمل.

النجاح والثروة من علامات الاختيار لذلك فهو مطالب بالعمل من أجل النجاح والغرض الإلهي على الأرض إلهي ينتظره في هذا العالم بدلاً من الخارج، في ذلك الوقت كان هذا لاهوتًا عقلانيًا؛ لأنه احتوى على دعوة إلى الثراء ومنع إهدار الثروة.

كون الفرد وحيدًا أمام الخالق يشجع على تطور الفردانية ويجعل هذا الشخص “زاهدًا في العالم” العلاقة بين سلوك الامتناع وسلوك العفة وثيقة، مما يدل على أن السلوك الاقتصادي له جذور دينية ويعزى إلى التبرير الذي يؤثر على الممارسة الاجتماعية بطريقة ديناميكية ومستقلة.

إدارة المصالح الخاصة للفرد:

على العكس من ذلك فإن إدارة المصالح الخاصة للفرد تتحكم فيها نظرته للعالم تمامًا كما يعتمد السلوك الاقتصادي على وجهة النظر هذه وبالتالي فإن الفوائد التي يتمتع بها الفرد في نشاط ما لا تنفصل عن نظام القيم أو نظرته للبقاء.

لذلك فإن جوهر التغير الاجتماعي هو القيمة، مما يعني إعطاء معنى للمشاركين الأكثر محلية في التاريخ  و”مصدر التغيير يأتي من الدين” يعتقد ماركس أن الرأسمالية هي ثورة مادية يحددها أصل رأس المال بينما بالنسبة إلى فيبر يتم تعريف الرأسمالية بروحها غير المادية أي الثورة الثقافية لكن النقد الموجه إليه هو أنه في بعض البلدان يكون تطور الرأسمالية بطيئًا جدًا في الكالفينية هناك كاثوليكية أخرى مثل إيطاليا لكنها ازدهرت في القرن الخامس عشر.

يشير إلى أن فيبر لم يربط بين الرأسمالية والبروتستانتية ميكانيكيًا بل على العكس من ذلك كان يعتقد أن الأخلاق البروتستانتية ساهمت في ظهور النظام الرأسمالي وبالتالي تحقيق تغييرات اقتصادية واجتماعية وثقافية عميقة، ربما يمكن لتصرفات فون هاكن أن تصحح الرأيين التاليين:

الرأي الأول:

لم يقل فيبر أن اللاهوت الكالفيني كافٍ لشرح شكل معين من التنظيم الرأسمالي.

الرأي الثاني:

لم يدعم هذا الرأي بشكل فعال أي يجب أن تكون عملية التحديث وأهمية النموذج الأوروبي منذ القرن السادس عشر ميكانيكية تليها تغييرات مفاهيمية.


شارك المقالة: