دور السيميائية في اللغويات

اقرأ في هذا المقال


وجد علماء الاجتماع أن هناك دور مهم للسيميائية في اللغويات، ويوضحون كيف تُمكن السيميائية من دراسة أنظمة اللسانيات، وأشاروا إلى أن دور السيميائية في اللغويات بأنها الأهم في جميع الأنظمة اللغوية.

دور السيميائية في اللغويات

علم السيميائية هو دراسة عمليات الإشارة أو الدلالة والتواصل والعلامات والرموز، وهي مقسمة إلى الفروع الثلاثة التالية:

الدلالة: العلاقة بين العلامات والأشياء التي تشير إليها.

الدال: العلاقات بين علامات في الهياكل الرسمية.

البراغماتية: العلاقة بين علامات وآثارها على الناس الذين يستخدمونها.

علم اللغة هو فرع السيميائية الذي يتعامل مع الخصائص الشكلية للعلامات والرموز، كما إنه يتعامل مع القواعد التي تحكم كيفية دمج الكلمات لتكوين عبارات وجمل، ووفقًا لتشارلز موريس فإن دلالات الألفاظ تتعامل مع علاقة العلامات بمسمياتها والأشياء التي قد تشير إليها أو تشير إليها بالفعل كأسس نظرية العلم، وتم استخدام المصطلح الذي تم تهجئته سيميوزيس لأول مرة في اللغة بمعنى دقيق للغاية للإشارة إلى فرع العلوم الطبية المتعلق بتفسير العلامات.

هناك تعريفات متعددة وبالتالي فإن دور السيميائية في اللغويات يحاول تحليل سيميائية اللغة وسيكون من خلال توضيح التعاريف التي يتم تطبيقها، وإذا تم اعتماد نهج سيميائية اللغة سيكون هناك نوعان من التقاليد المتباينة في دور السيميائية في اللغويات وهم تقليد دو سوسور وتقليد تشارلز بيرس، وكذلك أعمال لويس هيلمسليف ورولان بارت وكلود ليفي شتراوس وجوليا كريستيفا وكريستيان ميتز وجان بودريلارد وتتبع التقليد السميولوجي لدو سوسور، وبينما عمل تشارلز دبليو موريس وإيفور أيه ريتشاردز وتشارلز ك أوجدن وتوماس سيبيوك في تقليد السيميائية لتشارلز بيرس.

وقد جادل دو سوسور بإنه يوجد دور للسيميائية في اللغويات وهو دور أكثر ملاءمة من دراسة اللسانيات وذلك لإبراز الطبيعة اللغوية والطبيعة للعلامة اللسانية، ويعتمد دور السيميائية في اللغويات بشكل كبير على مصطلحات اللغة ويرجع السبب في ذلك إلى دراسات دو سوسور لأن السيميائية هي نظام أكثر ثبوتاً من دراسة أنظمة اللسانيات الأخرى، وأشار دو سوسور إلى أن دور السيميائية في اللغويات بأنها الأهم في جميع الأنظمة حيث تعتبر السيميائية بشكل دائم أفضل نظام اتصال إلى الآن.

ويلاحظ مارفن هاريس أن السيميائية اللغوية مميزة بين أنظمة الاتصال وكذلك في امتلاكها للعالمية الدلالية حيث يمكن من خلال دور السيميائية في اللغويات أن ينقل معلومات حول جميع المجالات والقضايا والأماكن أو الأمور في الماضي أو الحاضر أو في ​​المستقبل وسواء كانت هذه الأمور فعلية أو أمور ممكنة وحقيقية أو أمور خيالية، فالسيميائية اللغوية ربما تكون أساسية لجميع الأنظمة الدلالية الأخرى، كما يشير تشارلز ساندرز بيرس إلى أن دور السيميائية في اللغويات هو نظام سيميائي ولا يمكن إلا أن يدل بوجود الدلالة والتحليل البنيوي في اللغويات.

يشير علماء الاجتماع إلى دور السيميائية في اللغويات من خلال تحليل النصوص حيث يعتبر بعض علماء السيميائية على إن السيميائية في بعض النواحي مثل اللغة وتميل إلى أن تدور حول ما إذا كانت العلامات أقرب إلى نظام رمزي مثل الكتابة، وتم توسيع مصطلح سيميوزيس وهو مصطلح مستعار من تشارلز ساندرز بيرس وبواسطته لتعيين العملية التي تنتج بها الثقافة علامات أو سمات تعني العلامات، وعلى الرغم من أن معنى الإنتاج أو سيميوزيس بالنسبة إليه هو نشاط اجتماعي، إلا إنه يسمح بمشاركة العوامل الذاتية في كل فعل فردي من سيميوزيس.

نماذج لما يشكل علامة في السيميائية

النموذجان السائدان لما يشكل علامة هما نموذج اللغوي فرديناند دي دو سوسور والفيلسوف تشارلز ساندرز بيرس، وسوف يتم مناقشة هذه بدورها، وقدم دو سوسور نموذجًا ثنائيًا أو من جزأين للإشارة، ولقد عرّف العلامة بإنها تتكون من:

1- دال مهم الشكل الذي تتخذه العلامة.

2- دلالة تدل المفهوم الذي تمثله.

والعلامة هي كل ما ينتج عن ارتباط الدال بالمؤشر، ويشار إلى العلاقة بين الدال والمدلل بالدلالة، وإذا تم أخذ مثالًا لغويًا فإن كلمة فتح عندما يستثمرها شخص ما في مدخل متجر مع معنى هي علامة تتكون من:

1- دال الكلمة مفتوحة.

2- مفهوم دلالة أن المحل مفتوح للعمل.

ويجب أن تحتوي العلامة على دال ومدلول ولا يمكن أن يكون لديه دلالة لا معنى لها تمامًا أو دلالة خالية تمامًا من الشكل، وكان دو سوسور يركز على الإشارة اللغوية وقد منح امتيازًا صوتيًا للكلمة المنطوقة ومشيرًا على وجه التحديد إلى صورة الصوت أو نمط الصوت، ورأى الكتابة كنظام إشارة منفصل وثانوي وتابع ولكنه قابل للمقارنة داخل نظام كتابة العلامات، واستخدم لويس هنري مصطلحي التعبير والمحتوى للإشارة إلى دور السيميائية في اللغويات وذلك من خلال الإشارة إلى الدال والمدلول به على التوالي.

وضمن هذا الإطار يُنظر إلى دور السيميائية في اللغويات على إنه شكل العلامة والمشار إليه على إنه المحتوى، ومع ذلك فإن استعارة الشكل هي حاوية لغوية، ومما يعني إنه يمكن استخلاص المعنى بدون عملية تفسير نشطة وأن هذا الشكل ليس ذا معنى في حد ذاته، وكان مفهومه عن المعنى هيكليًا بحتًا وعلائقي أكثر من كونه مرجعيًا تعطى الأولوية للعلاقات بدلاً من الأشياء، وقد يكون من الصعب فهم هذه الفكرة لأنه قد يتم الشعور أن كلمة فردية مثل شجرة لها بعض المعنى بالنسبة للكل.

ولكن معناها يعتمد على سياقها فيما يتعلق بالكلمات الأخرى التي يتم استخدامها بها، وكمثال على التمييز بين الدلالة والقيمة يلاحظ دو سوسور أن مفهوم المعنى العلائقي للمعنى تفاضليًا على وجه التحديد فقد أكد على الاختلافات بين الإشارات.

الاختلافات الصوتية والمفاهيمية التي تنطوي عليها طبيعة العلامة في اللسانيات

على الرغم من أن مستخدميه يعاملون الدال على إنه يقف للمدلول فإن السيميائيين الدو سوسوريين يؤكدون إنه لا توجد علاقة ضرورية وجوهرية ومباشرة أو حتمية بين الدال والمدلّل، وكان يركز على الإشارات اللغوية ويرى أن اللغة هي أهم نظام للإشارة، وبالنسبة إلى دو سوسور كانت الطبيعة التعسفية للعلامة هي المبدأ الأول للتعسف اللغوي، تم تحديده لاحقًا من قبل تشارلز هوكيت على إنه ميزة تصميم رئيسية للغة، وقد تساعد ميزة التعسف بالفعل في حساب التنوع غير العادي للغة وفي سياق.

وشدد دو سوسور على عدم وجود علاقة متأصلة أو أساسية أو شفافة أو واضحة أو طبيعية بين الدال والمدلول بين صوت أو شكل الكلمة والمفهوم الذي تشير إليه، وتتضمن اختلافات مختلفة بين دالٍ وآخر مثل الشجرة والحرة وبين واحد مُشار إليه وآخر مثل الشجرة والأدغال، ولا توجد مفاهيم أو فئات طبيعية تنعكس ببساطة في اللغة، وتلعب اللغة دورًا حاسمًا في بناء الواقع،

إذا قبل المرء تعسف العلاقة بين الدال والمدلل فيمكن للمرء أن يجادل بشكل مضاد للحدس بأن المدلول يحدده الدال وليس العكس، ويتم الفصل بين هذين الداللين بواسطة شريط أفقي، وكان هذا مناسبًا لغرض لاكان للتأكيد على كيف أن الدلالة تنزلق تحت الدال حتمًا، وتقاوم المحاولة لتحديدها سفر التكوين وتدفق مزدوج يتميز بخطوط من المطر، ومما يشير إلى إنه يمكن رؤية ذلك على إنه يوضح الانزلاق المستمر للمشار إليه تحت الدال.


شارك المقالة: