دور عثمان باشا في حصار بلفن:
أثناء الهجوم الروسي على نيكوبول وهي مدينة فيأوكرانيا، كان عثمان باشا في فيدين (مدينة بلغارية) مع جيشه، أمرت القيادة العثمانيّة عثمان باشا بتعزيز نيكوبول بعشرين ألف جندي، بينما كان عثمان في طريقه إلى نيكوبول، سقطت المدينة في أيدي الروس في (16) يوليو (1877).
أحداث حصار بلفن:
عندما علم الروس أنّ عثمان باشا كان متوجهاً إلى نيكوبول، خططوا لاعتراض قواته ومهاجمتها، كانت قوات عثمان باشا على بعد (20) ميلا من نيكوبول، سرعان ما أنشأ عثمان باشا شبكة قوية من التحصينات، ورفع أعمال الحفر بالحواجز، وحفر الخنادق ومواقع المدافع.
في (19) يوليو، وصلت القوات الروسيّة إلى بلفنا وبدأت في قصف المدينة، في اليوم التالي واصلت القوات الروسيّة القصف، ممّا أدى في النهاية إلى إجبار بعض الجيش العثماني على الخروج من الدفاعات الخارجية.
وبدأت التعزيزات تصل للطرفين مع اشتداد القتال وشن الروس هجومًا، خلال الهجوم الأول، عانى الروس من (4000) ضحية، بينما عانى العثمانيون (1000)، بعد ذلك عزز عثمان باشا دفاعاته، تم تعزيز الروس بجيش الأمير كارول الأول من رومانيا، الذي تولى قيادة الجيش المهاجم.
في (31) يوليو هاجم الجيش الروسي بليفنا مرّة أخرى، لكن القوات العثمانيّة تمكنت من صد الهجوم، بعد هذه الاشتباك الثاني فقد الروس (10.000) رجل، بينما فقد العثمانيون (2000)، بعد تعرضهم لخسائر فادحة خلال الهجوم، أرسل الروس الكشافة، وقرروا قطع خطوط الإمداد العثمانيّة.
تحقيقاً لهذه الغاية، هاجمت القوات الروسيّة الحامية العثمانيّة في لوفشا، أثبت هذا الهجوم نجاحه، وتمكن الروس من قطع جميع خطوط الاتصالات والإمداد إلى بليفن، حتى الآن ، تم تعزيز جيش عثمان باشا إلى (30) ألف جندي، بينما بلغ عدد القوات الروسية (100) ألف.
في (11) سبتمبر، استأنف الروس قصفهم المدفعي، وشنوا هجومًا آخر، نجح الهجوم في أخذ بعض المعاقل لكن عثمان باشا استعاد معظمها، بعد المعركة الثالثة، فقد الروس ما يقرب من (20000) رجل، بينما خسر العثمانيون (5000) فقط.
منذ بداية الحرب، وصلت الخسائر الروسيّة والرومانيّة إلى (50000)، مع انضمام المزيد من القوات الروسيّة والرومانيّة للحصار، توقفت جميع الهجمات، جاء الجنرال إدوارد إيفانوفيتش تودليبن ليرى حالة الحصار، كان من ذوي الخبرة في حرب الحصار، وقرر تطويق المدينة.
أغلق الجيش الروسي الروماني بحلول (24) أكتوبر، حيث بدأت الإمدادات في النفاد في المدينة، في (9) ديسمبر، قرر عثمان باشا محاولة إعادة الهجوم وهاجم الكتيبة الروسيّة خلال الليل، تلا ذلك قتال عن قرب، لكنّ القوات الروسيّة فاق عدد العثمانيين.
نهاية حصار بلفن:
تراجعت قوات عثمان باشا وأصيب برصاصة طائشة في ساقه، أثارت شائعات وفاة عثمان باشا حالة من الذعر، ودفعت القوات الروسية القوات العثمانيّة إلى الوراء وحاصرتهم، في نهاية محاولة الاختراق، فقد العثمانيون (4000) بينما فقد الروس (2000)، في اليوم التالي استسلم عثمان باشا وسلم المدينة للعقيد الروماني ميخائيل سيرشيز.