دور معاوية بن أبي سفيان في عهد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم

اقرأ في هذا المقال


كانت بيعة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عام 40هـ، وكان ذلك بعد أن استشهد أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وكانت بيعة الحسن للخلافة بعد أن اختاره الناس للخلافة، وكان قيس بن سعد أول من بايعه وقال له: أبسط يدك أُبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وقتال المُحلين، فقال الحسن: على كتاب الله وسنة نبيه، فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط فيايعه وسكت وبايعه الناس.

معاوية بن أبي سفيان في عهد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم:

جاء في البُخاري: استقبل الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني أرى لا تُولي حتى تقتل أقرانها، فقال معاوية: أي عمرو، إن قُتل هؤلاء من لي بأمور الاناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قُريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه قولاً له واطلبا إليه.

تقييم معاوية بن أبي سفيان لقوات الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم:

كان تقييم معاوية بن أبي سفيان للموقف العسكري بأنه لا يستطيع أي أحد أن ينتصر ويحقق أي حسم عسكري إلا بعد أن يكون قد تعرض لخسائر فادحة لكلتا الطرفين، ولا يستطيع معاوية حتى وإن كان منتصراً أن يتحمل بأن تترك النساء أرامل والأطفال أيتام بعد أي حرب، ونتيجةً لذلك يمكن أن يترتب خسائر كبرى ومفاسد اجتماعية وسياسية واقتصادية وأخلاقية للأمة الإسلامية.
ولذلك قام معاوية بن أبي سفيان باختيار شخصيتين عظيمتين من صحابة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وهم أيضاً ذوي نفوذ في المجتمع الإسلامي ولهم حضور عظيم عند الحسن بن علي بن أبي طالب وهما من قريش، فالشخصيان اللتان قام معاوية بإرسالهما تكون دليلاً على حرصه في نجاح الصلح بينه وبين الحسن، وظلَّت زمام الأمور بيد الحسن ويد أنصاره.
ولو لم يكن الحسن بن علي مرهوب الجانب لما احتاج أن يقوم معاوية بن أبي سفيان بمصالحته ويقبل بشروطه وضماناته، ولما عرف ضعف جانب الحسن بن علي وانحلال قوته من عيونه، ولكان قد دخل الكوفة من غير أن يكلف نفسه بمفاوضة أحد أو أن يقبل أي شرط يُوضع عليه، وكان الحسن يتصف بخلقه الذي يجنح إلى السلم، كما أنه كان يمتلك رؤية إصلاحية واضحة المعالم.
وأصبح هذا الصُلح مفاخر الحسن بن علي على مدى العصور، فكان في صلحه مع معاوية بن أبي سفيان وحقنه للدماء التي من الممكن أن تُراق مثل عثمان بن عفان في جمعه للقرآن، أو مثل أبو بكر الصديق في حرب المرتدين.


شارك المقالة: