أعمال معاوية بن أبي سفيان في عهد عثمان بن عفان:
عندما جاء عثمان بن عفان إلى الشام، كان معاوية بن أبي سفيان حينها والياً على دمشق، فأبقاه عليها، وكما أبقى بعض الولاة على ولاياتهم كاليمن والبحرين ومصر، وبعدها تطورت الأحداث فأصبح معاوية بن أبي سفيان والياً على جميع المناطق، وبهذا يكون معاوية قد أصبح الوالي المطلق على بلاد الشام، وكان من أقوى الولاة التابعين للخليفة عثمان بن عفان.
وكان أيضاً في بداية خلافة عثمان بن عفان العديد من الولاة ومنهم: عمير بن سعيد الأنصاري والياً على حمص، وكان منافساً لمعاوية في المكانة لدى عثمان، ولكن مرض مرضاً جعله لا يتحمل أعباء الدولة، فأعفاه من الولاية وضمت حمص إلى معاوية، كما نوفي وال فلسطين علقمة بن محرز، وأوكلت الخلافة من بعده لمعاوية، فكانت الشام تحت ولاية معاوية بعد سنتين من خلافة عثمان.
اكانت فترة ولاية معاوية على الشام مليئة بالأحداث، حيث كانت الشام من أهم مناطق الجهاد، وبالرغم من استقرار الأوضاع فيها وسيادة الإسلام فيها، ومحاولات الروم في إحداث الفتن فيها قد قلَّت، إلا أنها كانت متاخمة لأرض الروم، وبهذا يكون المجال مفتوحاً أمام معاوية بن أبي سفيان للجهاد.