دويلات في عهد الخليفة القادر بالله

اقرأ في هذا المقال


الخليفة القادر بالله:

‏هو أحمد بن إسحاق بن الخليفة المُقتدر، أبو العباس، ولد سنة (336 هجري)، أمه أم ولد اسمها (تمني).

دولة البويهيون:

تشكلت أوضاع البويهيين وميلهم نحو الضعف نتيجة قتال بعضهم بعضاً، وبسبب قوة نفوذ القادة الأتراك، وضعف نفوذ الديلم الذين كانوا جند البويهيين والسيف الذي يضربون به، ويُعدّ بهاء الدولة أول من سعى لزيادة قوة الأتراك. وغدت مناطق العراق، والأهواز، وكرمان، وفارس مسرحاً لصراع أبناء بويه.

وهذا الوهن كان يُساعده على توسع سُلطة العبيديين للعراق حتى أن قرواش بن المُقلد والي بني عقيل، قد قام بخطبة العبيديين في منطقة الموصل عام (401 هجري)، ولكنه مما جعله بالقوة أن يعود إلى طاعة بني العباس. توفي بهاء الدولة عام (403 هجري)، فتولى مكانه ابنه سُلطان الدولة وبدأ الصراع مع إخوته، والتجأ أخوه قوام الدولة إلى محمود الغزنوي فأمده بقوة. وفارق سلطان الدولة بغداد واستخلف عليها أخاه مشرف الدولة، ثم اختلف معه وحاول العودة إليها بإرسال جيش بإمرة ابنه أبي كاليجار ولكنه لم يفلح، وتصالح مع أخيه أخيراً.

ومات مُشرف الدولة فحكم بغداد أخوه الثالث جلال الدولة وقد جاء من البصرة التي كان يتولى أمرها، واختلف مع ابن أخيه أبي كاليجار، ثم استقر الوضع له في بغداد وزاد نفوذ القادة الأتراك بشكل كبير. وربما كان هذا الخلاف الكبير بين أبناء بويه هو الذي أبقى هيبة الخلافة على شيء من القوة ولو نسبياً، وبقيت كلمة الخليفة القادر مسموعة إلى حدٍ ما.

دولة الحمدانيون:

توفي أبو المعالي سعد الدولة بن سيف الدولة عام (381 هجري)، وخلفه ابنه سعد أبو الفضائل، وكان سعد الدولة قد أوصى غُلامه لؤلؤاً بابنيه أبي الفضائل، وأبي الهيجاء وبابنته ست الناس. أخذ لؤلؤ البيعة لسعد أبي الفضائل والذي تلقّب بإسم سعيد الدولة، وفي عهده وقع القتال بين الحمدانيين والعبيديين، ولم يتمكن منجوتكين قائد العبيديين من دخول حلب واضطر أن يرجع إلى دمشق، وتأثر العزيز العبيدي لهذا التراجع فسار بنفسه لقتال الحمدانيين ولكن الموت أدركه قبل أن يخرج من مصر.

كان لؤلؤ يتحكم بشؤون الدولة من دون سعيد الدولة، وقد عمل على التخلص منه بل ومن ابنته التي كان لؤلؤ قد تزوج منها، وحكم بعدها باسم ولدي سعيد الدولة وهما: أبو الحسن علي، وأبو المعالي شريف.

قَبض لؤلؤ على أبي الحسن وأبي المعالي وأرسلهما مع بقية أفراد البيت الحمداني إلى القاهرة عام (394 هجري)، وبقي هو الحاكم الوحيد في حلب، وجعل ابنه منصوراً ولياً لعهده. مات لؤلؤ عام (399 هجري)، ولخلفه ابنه منصور فاعترف بسُلطان العبيديين عليه، وأصبحت حلب بعد ذلك تتبع السلطة العبيدية.

دولة السامانيون:

ثار بعض قواد السامانيين عام (383 هجري)، على أميرهم نوح بن منصور، واتصلوا بالأمير التركي شهاب الدولة هارون بن سليمان إيلك، وأطمعوه بالاستيلاء على بلاد ما وراء النهر، كانت إمارته تقع شرق الدولة السامانية وتمتد حتى حدود الصين، وتقدم فعلاً إلى بلاد ما وراء النهر وهَزَمَ السامانيين وتمكن من دخول مدينة بُخارى. غير أن موت شهاب الدولة إيلك. والمعروف باسم (بغراخان)، قد مكّن نوح بن منصور من استعادة بُخارى.

وفي عام (384 هجري)، استعان نوح بن منصور بصاحب غزنه سبكتكين ضد الأمراء الثائرين فهزمهم وفرّوا إلى جرجان، واستطاع أيضاً أن يستعيد نيسابور التي أعطى إمرتها إلى محمود بن سبكتكين، ولكن محموداً لم يلبث أن هُزِمَ أمام الأُمراء الثائرين. توفي نوح بن منصور عام (387 هجري)، وخلفه ابنه منصور بن نوح.

كما انتهزوا الأتراك هذه الفرصة فاستولوا على سمرقند، وساعدهم فائق الخاصة أحد الثائرين فاستولى على بخارى واستدعى منصور بن نوح ليعود إلى حاضرته فهو لم يدخل بخارى إلا لخدمة سيده رعايةً لحق أسلافه فجاء الأمير الساماني إلى قاعدة مُلكه، وأوكل أمر الدولة إلى فائق الخاصة، وولّى إمرة جيش خراسان إلى (بكتوزون).

بدأ الخلاف بين محمود الغزنوي ومنصور بن نوح حول خراسان إذ طلب محمود الغزنوي إعادته إلى خراسان فلم يجب منصور بن نوح طلبه. قبض فائق الخاصة وبكتوزون على الأمير منصور بن نوح وسملا عينيه، ووليا مكانه أخاه الصغير عبد الملك بن نوح، واستغل محمود الغزنوي ضعف السلطة السامانية فتقدم إلى بلادهم واستولى على بُخارى ونيسابور، وأزال نفوذ السامانيين وخطب للخليفة العباسي القادر بالله.

أما خانات تركستان خلفاء بغراخان فقد استولوا على بلاد ما وراء النهر وقبضوا على الأمراء السامانيين، وبذا فقد زالت الدولة السامانية عام (395 هجري). في عهد السامانيين بدأ الفرس يكتبون بلغتهم المحلية وشجعهم السامانيون على ذلك، ولعل أهم الكُتب الأدبية آنذاك كتاب الشاهنامه للفردوسي، أما الفلك والطب فكان يُدوّن كِلاهما باللغة العربية مثل كتاب المنصوري الذي ألفه أبو بكر الرازي، وكُتب ابن سينا وغيرها.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (178 – 180)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: