دينامية التمريض والمستشفى في علم الاجتماع الطبي:
على الرغم من أن الأطباء يرسلون تجزئة العمل الطبي، إلا أن خدمات التمريض أساس رئيسي للرعاية المختصة بالمستوصفات، بل هي العامل شبه الوحيد المؤثر في الرعاية الطبية الناجحة للمريض في البيئة الداخلية المستشفى والخارجية المجتمع المحلي، غير أن الممرضة بشكل عام ومشرفة التمريض بشكل خاص، تعيش تنازعاً شبه دائم في سلوكها المهني، فهي من جانب تمثل المستشفى بقوانينها واجراءاتها الإدارية، وهي من جانب آخر مسؤولة عن تنفيذ أوامر الطبيب بشأن المرضى.
إذن هي بعبارة أخرى مقسمه بين المسؤولية الحرفية بالقرار الفني ومصدره الطبيب، وبين المسؤولية الصارمة بالقرار الإداري للمستشفى، كونها موظفة تحتل مستوى محدد في التنظيم الإداري، وبذلك فإنها لا تتمكن من أن تلتقط أنفاسها من التنازع بين توقعات الأطباء وتوقعات المديرين.
الأساليب الثابتة عن الممرضة:
وهناك بعض الأساليب الثابتة عن الممرضة في مجتمعنا المعاصر، يمكن أن تقيد الصورة المهنية عنها، وتعين من محاولاتها في الاعتناء بالمرضى، فعلى سبيل المثال فإن هذه الأساليب تعود إلى أن الممرضة شخص لا يتقدم غير الاعتناء الفيزيائي للمريض، أو أنها الشخص الذي لا يفعل شيئاً إلا بأوامر الطبيب، بل إن ثمة أساليب أخرى تعتبرها خادمة للطبيب، وهي معتقدات وأساليب ثابتة تحتاج إلى تغيير جذري وضروري ليكشف النقاب عن الأدوار الجديدة للمرضة، ويوسع تأملنا إلى الدور المهني الأساسي والأدوار المهنية الثانوية الملقاة على عاتق الممرضة، أما في المجتمع الريفي فإن الممرضة بالعيادة الصحية هي التي تسهم في إعانة الطبيب في القيام بمسؤولياتها الطبية، فهي تستقبل المرضى، وتشرف وتعتني بالمرضى وتساعد الطبيب في اجراء الطبيب في اجراء العمليات.
ومع تطور الطب الحديث أصبح بامكاننا رعاية الحالات المرضية وإسعافها بالتقنيات المتطورة، علاوة على واجبات الطبيب بمساعدة المريض في رد فعله اتجاه المرض الذي أصابه، والتزامه بالموافقة مع المرض المعوقين، حتى وأن كانت حالتهم المرضية ميئوس منها، ولهذا المنطلق ينبغي على الطبيب بأن ينظر ويتطلع على الوسائل وأساليب التمريض، وأيضاً في الوقت نفسه ينبغي على الممرضة بالمستشفى بأن تتطلع على الطرق والوسائل الطبية الحديثة، ولا يختصر الموضوع على ذلك الإطلاع، ولا أيضاً الإلمام بدور الطرف الآخر، بل إنما يمتد ويجتاز الفهم والإدراك المتبادل من قبل الطبيب والممرضة.