يُحدد كل من “روبرت نسيت” و “روبرت مرتون” منطلقات تُمثل صور جديدة تعكس مظاهر جديدة للمشكلات الاجتماعية لم يسبق لعلماء الاجتماع تناولها من قبل، وذلك لتفتح الآفاق لدى المفكرين في مجال علم الاجتماع للتطور والتقدم في هذا المجال .
رؤية جديدة للمشكلات الاجتماعية
وتتمثل هذه الرؤية في ما يلي:
1- يَتَبلوَر في البناء الاجتماعي والثقافة الاجتماعية اللذان يعملان على تنسيق وتنظيم سلوك الأفراد وِفق معاييرها وقِيَمها مَيلاً خاصَّاً نحو السلوك المنحرف والاضطراب الاجتماعي كثمن للتنظيم الاجتماعي الذي تهدف اليه، أو وضع تتولد فيه المشكلات الاجتماعية من جرَّاء التنظيم ليس بقصد منها أو بهدف تُحدّده بل كإفراز غير مُخطّط وغير هادف أيضاً.
2- تؤدِّي نتائج التغيّر والتطوّر الاجتماعي داخل المجتمع إلى نتائج سلبيّة يدفع ثَمنها بعض الأفراد كسِعر اجتماعي للتحوّلات الجديدة في مجال التطور الاجتماعي.
3- غالباً ما تبرز الإفرازات الاجتماعية غير السويّة في حَيّز الوجود بشكل غير مباشر وتتَّسع بنفس درجة ظهور التغيُّر التي تأخذ اتجاه التعارض مع الأنماط المؤسَّسية للسلوك الاجتماعي السوي.
4- وبناء على ما تقدم فإنَّ دراسة وتفهُّم الاضطرابات الاجتماعية يتطلّب دراسة وتفهم التنظيمات الاجتماعية لأنَّهما من الناحية النظرية متلازمان غير منفصلين يتمم كل منهما الآخر في النظام الاجتماعي القائم .
5- يمكن القول بأنَّ كل بناء اجتماعي يتضمن مشكلات اجتماعية خاصّة به تعكس نوعَه وحجمه ودرجة تطوّره.
6- حاله متعلقة بالفقرات الخمس السابقة أنَّ الأفراد الذين لهم أدوار ومواقع بنائية وانتماء طَبقي إذا تعرَّضوا لاهتزازات وأخطاء اجتماعية فإنَّ سلوكهم الاجتماعي يتعرّض للانحرافات أو المخاطر أو التجريح أو النقد بسبب حساسية أدوارهم ومواقعهم البنائية في مجتمعاتهم.
7- إذا تصرّف أصحاب المواقع البنائيّة والمهمَّة في المجتمعات تصرفاً مُتناقضاً مع مُستلزماتها وشروطها أو قاموا بتصرّف لا يَنسجم أو يتناسَب معها فإنَّ الآخرين مِنْ حولهم في مواقع العمل أو المجتمع المحلي يُوَجِّهون نَقدهم لهم ويَكثُر اللّفظ الجارح من حولهم على التناقض الحاصِل بين تَصرّفهم الاجتماعي والمَوقعي.
8- إنَّ تكافل أقسام أنماط أو أنساق البناء الاجتماعي يولِّد مشكلات ناتجه عنه.
9- مشكلات نَسق ونمط معين تخلق مشكلات جديدة لنسق آخر مثل مشكلات النَسق السياسي تولِّد مشاكل للَنسق الاقتصادي وهكذا.