اقرأ في هذا المقال
عاش السلطان عبد الحميد الثاني في أصعب الظروف وكان يُعاني خيانات داخلية وخارجية، وبقي صامدًا وشامخًا يدافع عن قضيته بحماية الخلافة والأراضي الإسلاميّة، بدأت الضغوط تزداد يومًا بعد يوم، وظهرت جمعية الإتحاد والترقي التي كانت تريد خلعه ونفيه، وللأسف الشديد تمكنت من تحقيق أهدافها بمساعدة ودعم اليهود والماسونيين.
كان الشيخ أبو شامات محمود الشاذلي هو شيخ السلطان عبد الحميد، وبتاريخ 22 سبتمبر (1913)، أرسل السلطان عبد الحميد رسالة له يقول فيها: “تركت الخلافة بسبب قمع وتهديدات الأتراك الشباب، لقد أصرّت المجموعة على أن أوافق على إقامة دولة يهوديّة في فلسطين، ورفضت هذا الاقتراح، وفي النهاية عرضوا علي (150) مليون قطعة ذهبيّة بريطانيّة، ورفضت هذا أيضًا، وقلت لهم: “لن أوافقكم أبدًا حتى لو لم تقدموا (150) مليون ذهب بريطاني ولكن كل الذهب في العالم أجمع، خدمت الجالية المسلمة لأكثر من (30) سنة ، ولم أخذل أجدادي، وبعد ردّي النهائي اتفقوا على خلعي وأرسلوني إلى سالونيك، والله لم أقبل إقامة دولة يهوديّة جديدة على الأراضي الفلسطينيّة ولا على الدولة العثمانية والمجتمع الإسلامي “، وتعتبر هذه الرسالة من أهم الوثائق العثمانية التي تمَّ الاحتفاظ بها لهذا الوقت.
بحلول عام (1947) ، ازدات هجرة اليهود وامتدت مستوطناتهم، على مناطق شاسعة من أراضي فلسطين، وبعد ذلك بدأوا بالخطوة الثانية التي تثبتهم وهي الاستقلال، فقد أجبروا البريطانيين على مغادرة فلسطين، في عام 1948 أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بإقامة دولة يهوديّة على الأراضي الفلسطينيّة، وكانت تركيا أول الدول التي وافقت على هذا القرار، وسُميت الدولة الجديدة إسرائيل.
جاءت تسمية الدولة اليهوديّة الجديدة بإسرائيل نسبة إلى النبي يعقوب عليه السلام الذي كان يُسمى إسرائيل، أمّا العلم الإسرائيلي، فيظهر فيه نجمة داود بين خطين أزرقين يرمزان إلى البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن.
هاجر الفلسطينيون من موطنهم، بعد أن عانوا الحروب مع اليهود وبعد اغتصاب أراضيهم وبناء مستوطنات يهوديّه عليها، وعاشوا في البلدان المجاورة والمعظم قطنوا في مخيمات.
قامت عدَّة حروب بين الجيوش العربية ضد اليهود في أعوام (1948 و 1967 و 1973)، كان الروس حلفاء للعرب، وأصبح بعض الدول العربية دولًا تابعة لروسيا، حينئذ قُدرت جهود السلطان عبد الحميد في دعمه للعالم الإسلامي والمحافظة على المقدسات الإسلاميّة، وبقيت ذكراه ومحبته في قلوب المسلمين والعرب، حتى أنّه كان يُذكر في صلاة الجمعة ويتم الدعاء لروحه الطاهرة.