سلطنة آتشيه: هي سلطنة إسلامية حكمت في شمال جزيرة سومطرة في إندونيسيا، وخلال القرن السادس عشر ميلادي أصبحت دولة عظمى في المنطقة واستمرت قوتها حتى القرن السابع عشر ميلادي، وكانت بداية حكمها في عام 1496 ميلادي واتخذت من مدينة باندا آتشيه عاصمة لها، خاضت سلطنة آتشيه صراعات ضد سلطنة ملقا وسلطنة جوهر والتي كانت تقع تحت حكم البرتغال وتمتعت سلطنة آتشيه بعلاقات جيدة مع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط.
سلطنة آتشيه
لا يوجد تاريخ واضح لسلطنة آتشيه، لكن هناك بعض الدراسات تشير بأنّه تم تأسيسها بواسطة شعوب التشام وهي مجموعة عرقية موطنها الأصلي في كمبوديا وفيتنام، وتعد اللغة الآتشيه بأنّها أحد العشر لغات لقومية التشام وكان حاكم التشام حاكم في فيتنام وقام بالهرب في عام 1471 ميلادي من فيتنام وقام بتأسيس مملكة آتشيه.
تم تأسيس سلطنة آتشيه في عام 1496 ميلادي على يد السلطان علي محياة شاه وقد تم تأسيسها على أراضي سلطنة موري السابقة، ومن ثم بدأ السلطان علي محياه شاه بالعمل على توسيع مملكته وضم الدول المجاورة لها والتي كانت بالسابق واقعة تحت الحكم البرتغالي وتمكن فيما بعد من ضم تلك الممالك وطرد البرتغاليين من أراضي آتشيه، وتولى ابنه صلاح الدين الحكم من بعده، والذي لم يكن قوياً بالحكم مثل والده، الأمر الذي دفع البرتغال تخطيطها إلى استعادة المنطقة.
فقام أخ السلطان صلاح الدين بالانقلاب عليه وأسس يش أسماه ش القهار، في عام 1564 ميلادي أرسل القهار سفارة إلى إسطنبول؛ وذلك من أجل إقامة علاقة مع السلطان العثماني سليمان القانوني وطلب منه المساعدة لمواجهة البرتغال وتثبيت حكمه في شمال سومطرة، وبالفعل قامت الدولة العثمانية بدعمه، وقام العثمانيون بعد ذلك بالتخطيط للسيطرة على مملكة اشتيه وجعلها خاضعة لحكمهم، وبالفعل تم ضمها بعد ذلك إلى الدولة العثمانية.
تعد مملكة آتشيه أول مملكة إسلامية في جنوب شرق آسيا واستمرت في دعوتها الإسلامية وحتى بعد غزو البرتغاليون والرومان لها، وكانت تعد من الدول القوية اقتصادياً، حيث احتوت على التوابل وجوز الطيب والتي كان التجار يأتون إليها من كافة دول العالم للحصول على موادها، الأمر الذي جعلها مطمع لباقي الدول.