يعد السلطان نصير الدين همايون أحد الحكام الذين حكموا شبه القارة الهندية، وكانت بداية حكمه في عام 1531 ميلادي واستمرت لمدة تسعة أعوام، ولد همايون في عام 1508 ميلادي، وتولى الحكم بعد والده ولم يكن حكم والده قوياً وترك له دولة ضعيفة اقتصادياً وعسكرياً.
سلطنة مغول الهند في ظل حكم نصير الدين همايون
عند وفاة والد نصير الدين هامون تولى هو الحكم من بعده كونه كان الأبن الأكبر وطلب منه والده بأنّ يقوم بتعيين اخوته في الأقاليم التابعة لمغول الهند، وبالفعل قام بوضع كافة اخوته حكاماً للأقاليم التابعة له وكان حنوناً عليهم ويقوم بمساعدتهم، وعلى الرغم من ذلك كان اخوته يحقدون عليه ويريدون المزيد من الأراضي، الأمر الذي دفعهم إلى خوض صراعات ضده ومحاربته.
لم يكن نصير الدين همايون يعاني فقط من الصراعات الداخلية، بل كان يعاني من الترهل الإداري والاقتصادي الذي تعاني منه بلاده، فعند وفاة والده كانت خزينة الدولة فارغة وتعاني من الديون، الأمر الذي أدى إلى إضعاف حكمه، لم يكن همايون صاحب حكم قوي، حيث كان صاحب حكم ضعيف وكريم على من حوله ولم يقوم بإصدار أية أحكام فيها عقوبات وقد ساعدت تلك الأمور على خروج الحكم عن السيطرة.
خاض همايون بعد ذلك حرب ضد شير شاه الأفغاني وكاد أنّ يقتل في تلك المعركة وتمكن شير شاه الأفغاني من السيطرة على الحكم مكان همايون، وقام بعد ذلك باللجوء إلى الدولة الصفوية وطلب الحماية من طهماسب الأول وبعد أنّ ترك الهند سيطر الأفغان عليها.
بعد مرور خمسة عشر عاماً عاد هايمون إلى الهند والتي كانت تعاني في تلك الفترة من الانقسامات والصراعات بين الأمراء على الحكم وطلب منهم المساعدة لاسترجاع حكمه، وبالفعل وقفوا إلى جانبه وتمكن من استرجاع الحكم من الأفغان وتولي قيادة الهند مرةً أخرى.
عند عودة هايمون إلى الهند كان قد اكتسب الكثير من الثقافة الإيرانية خلال فترة إقامته فيها، وبدأ بعد ذلك بنشر الثقافة الإيرانية من ناحية التعليم والفنون والعمارة، على الرغم من أنّ هايمون لم يكن حاكماً صاحب قيادة سياسية، إلا أنّه كان محبوباً لدى الشعب؛ وذلك بسبب كرمه وتعامله العادل مع شعبه.